استمرت الاحتجاجات في مدينة طرابلس شمالي لبنان على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في ظل الإقفال العام للبلاد، وشهدت ساحاتها مواجهات بين المحتجين والقوى الأمنية، فيما قطع آخرون الطريق أمام وزارة الداخلية في العاصمة بيروت. وتجمع مئات المحتجين، أمس، في ساحة عبد الحميد كرامي بمدينة طرابلس وأطلقوا هتافات منددة بالسياسيين، وتوجه عدد منهم إلى سرايا طرابلس وبدأوا برمي الحجارة على المدخل الرئيسي، في محاولة للدخول إلى السرايا كما قاموا برمي قنابل المولوتوف ما أدى إلى اشتعال حرائق متفرقة في باحة السرايا الخارجية. وقامت القوى الأمنية برمي القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين ومنعهم من الدخول إلى السرايا. وانطلقت مسيرة من المحتجين في مدينة طرابلس نحو منازل السياسيين بمواكبة من الجيش اللبناني، وأضرم المحتجون النيران في مستوعبات القمامة وحطموا كاميرات المراقبة، محملين سياسيي المدينة مسؤولية أوضاعهم المعيشية الصعبة التي فاقمها تشديد إجراءات الإغلاق العام الأخيرة. من جهة أخرى، تجمع عدد من المحتجين أمام وزارة الداخلية والبلديات في محلة الصنائع في العاصمة بيروت وقطعوا الطريق. وردد المحتجون في بيروت هتافات منددة بما حصل في طرابلس أمس الأول، وبتردي الوضع المعيشي وارتفاع سعر صرف الدولار. وانتقلوا فيما بعد إلى ساحة رياض الصلح في وسط العاصمة وأشعلوا النيران وسط الطريق العام وأطلقوا هتافات منددة بالطبقة السياسية والفاسدين. وكانت مواجهات اندلعت ليل أمس الأول، بين المحتجين والقوى الأمنية في مدينة طرابلس أسفرت عن مقتل شخص من المحتجين وسقوط نحو 300 جريح من المدنيين والعسكريين ما أثار غضباً واسعاً في المدينة ونقمة ضد قيادييها، وبينهم رئيس حكومة ووزراء سابقون ممن يتصدّرون قائمة أثرياء البلد. وبحسب تقديرات للأمم المتحدة عام 2015، يعاني 26 في المئة من سكان طرابلس وحدها من فقر مدقع ويعيش 57 في المئة عند خط الفقر أو دونه، إلا أن هذه النسب ارتفعت على الأرجح مع فقدان كثيرين وظائفهم أو جزءاً من مدخولهم على وقع الانهيار الاقتصادي، الأسوأ في تاريخ لبنان.
مشاركة :