إن لم نعلم أبناءنا الحياة علمونا الموت

  • 9/3/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حشدت الطائف فلذات أكبادها كي تجعل من حفل تسليم جائزة محمد الثبيتي حفلا يليق بالطائف تستعيد من خلاله تاريخها المرتبط بالشعر والفن والذي جعل كل حي من أحياء الطائف وكل متنزه من متنزهاتها موضوعا لقصيدة يترنم بها شعراء الطائف ويتغنى بها مطربوها. كسر نادي الطائف الأدبي في حفل الجائزة القوالب التقليدية المتبعة في مثل هذه المناسبة والتي لا تخرج عن أن تكون مناسبة لكلمات خطابية تعلن أسماء الفائزين وتمنحهم الجوائز التي فازوا بها ليجعل من هذا الحفل مهرجانا تحضر فيه الأغنية والقصيدة والدرس النقدي والندوة العلمية والعمل المسرحي والعرض السينمائي، ضفيرة متكاملة من فنون شتى لا يمكن أن تتحقق لو لم يكن وراءها فكر يعرف معنى تكامل فنون الثقافة ولو لم يكن وراءها روح شجاعة قادرة على المغامرة صوب ما يتحاشى الكثيرون من الإقدام عليه خوفا من اتجاهات متشددة تجهل قيمة الفن ولا ترى فيه غير مدعاة للفتنة وانحرافا عن الخلق القويم. ولم أر فيما رأيت بهجة ترتسم معالمها على وجوه حضور مناسبة ثقافية كما رأيت معالم البهجة التي علت وجوه من حضروا ذلك الحفل، كان ثمة إحساس بالفرح استشعر كل واحد ممن حضروه معنى أن تكون الحياة جميلة، أن تكون حياة نستحق أن نحياها، استشعر كل واحد بما يمكن أن يكون امتلاء روحيا حققته الفنون التي اجتمعت على مسرح الحفل، وقد عبر كثيرون عن أنه إذا كان هناك ثلاثة فائزين بجائزة الثبيتي فإن نادي الطائف الأدبي رئيسا وأعضاء مجلس إدارة هم الفائزون في ذلك الحفل. قلت للصديق حسين بافقيه ونحن نخرج من قاعة الحفل: يا صديقي ثق تماما أننا إذا لم نعلم أبناءنا معنى الحياة فسوف يعلمنا أبناؤنا معنى الموت، ثم تشعب بنا الحديث حول دور الفن المفقود في معركتنا ضد التطرف والإرهاب.

مشاركة :