برلين - أوصت اللجنة الألمانية للتلقيح الخميس بعدم تطعيم من تتجاوز أعمارهم 65 عاما بلقاح أسترازينيكا، ما أثار خشية في خضم زيادة تفشي كوفيد-19 في أوروبا ورصد الولايات المتحدة أول إصابات على أراضيها بنسخة الفيروس المتحورة الجنوب إفريقية.وخرج فريق من خبراء منظمة الصحة الدولية الخميس من الحجر الصحي في ووهان في الصين لبدء تحقيق ميداني حول منشأ كوفيد-19، في وقت طالبت واشنطن بتحقيق "واضح ومعمق" حول مصادر المرض الذي يواصل تفشيه في العالم.وطالبت الولايات المتحدة بإنجاز تحقيق "واضح ومعمق"، فيما دانت الصين ذلك باعتباره "تدخلا سياسيا".وتتزايد حصيلة الوباء يوميا، مع عدد وفيات عالمي قياسي جديد سُجِّل الأربعاء وبلغ أكثر من 18 ألفاً.في المجمل، تسبب الوباء بوفاة ما لا يقلّ عن2.17 مليون شخص، وأصاب أكثر من 100.8 مليون شخص منذ أواخر كانون الأول/ديسمبر 2019، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس الخميس.وبحسب منظمة الصحة العالمية، لا تكفّ النسخ المتحوّرة الجديدة من الفيروس عن الانتشار: فالنسخة البريطانية أصبحت منتشرة في 70 دولية فيما رصدت النسخة الجنوب إفريقية في 31 دولة.معطيات "غير كافية" تُعلّق الآمال على اللقاحات، لكن توجد تساؤلات حول فعاليتها ضد نسخ كوفيد-19 المتحورة. ويشتبه العلماء في أن النسخ البريطانية والجنوب إفريقية والبرازيلية اكثر عدوى.وأكد مخبرا فايزر وبايونتيك الخميس أن لقاحهما يحافظ على فعاليته ضد النسختين البريطانية والجنوب إفريقية.من ناحيتها، أعلنت شركة موديرنا أن لقاحها فعال ضد النسخة البريطانية، لكنه أقل فعالية ضد النسخة الجنوب إفريقية.أمّا لقاح أسترازينيكا، فقد صدرت توصية من الخبراء الألمان بشأنه قبيل إعلان وكالة الأدوية الأوروبية قرارها الجمعة حول ترخيص استعماله في الاتحاد الأوروبي.وقالت اللجنة الألمانية للتلقيح إنه نظرا إلى عدم وجود دليل على فعاليته لكبار السن، "يوصى حاليا باستعمال لقاح استرازينيكا كوفيد-19 فقط للأشخاص الذي تراوح أعمارهم بين 18 و64 عاما". وأضافت اللجنة أن "المعطيات المتوفرة حاليا غير كافية لتقييم فعالية اللقاح لمن يتجاوز سنهم 65 عاما".ورد أسترازينيكا على لسان المتحدث باسمه الذي أكد أن "أحدث التحاليل... يؤكد فعالية اللقاح لدى مجموعة تتجاوز 65 عاما".وينتظر وصول لقاح أسترازينيكا إلى الاتحاد الأوروبي لتسريع حملات التلقيح عبر ضخ ملايين الجرعات الإضافية لجرعات لقاحي فايرز-بايونتيك وموديرنا المستعملين في القارة.وفي حال اقتصر التطعيم باللقاح على مَن تقلّ أعمارهم عن 65 عاما، فإن ذلك سيجبر معظم الحكومات الأوروبية على إعادة النظر في استراتيجيتها التي تركّز على التطعيم ذي الأولوية للمسنين.وتشكو الدول الأوروبية بطء إنتاج اللقاحات التي طُوّرت في وقت قياسي.مع ذلك، يُستعمل 70 بالمئة من الجرعات المنتجة حاليا في الدول الغنية (أوروبا والولايات المتحدة ودول الخليج العربية).تزامنًا، تلقّى العاهل المغربي الملك محمد السادس الخميس، جرعة من اللقاح المضاد لكوفيد-19، ليُدشّن بذلك الحملة الوطنية للتلقيح. وتبدأ الجزائر المجاورة حملة التطعيم السبت بلقاح سبوتنيك-في الروسي.مواصلة اليقظةفي الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضررا من الفيروس في العالم (أكثر من 429,202 وفاة من بين 25,598,359 إصابة)، اكتُشِفت أوّل حالتي إصابة بالنسخة المتحورة الجنوب إفريقية، في ولاية كارولينا الجنوبية. ولم تثبت سلطات هذه الولاية الواقعة في جنوب البلاد أي صلة بين المصابين، ولم تحدد أي رحلة سفر مؤخرا يُحتمل أن تكون قد تسببت فيهما.في أوروبا، حثت منظمة الصحة العالمية الخميس على عدم "عدم تخفيف مستوى اليقظة".وتدرس بعض البلدان تشديد القيود، مثل ألمانيا التي تعتزم فرض تخفيض كبير في الحركة الجوية مع المملكة المتحدة والبرازيل وجنوب إفريقيا والبرتغال، وهي الدول التي تعتبرها الأكثر تضررا من النسخ المتحورة.سجلت البرتغال، حيث يسبب الفيروس ضغطا "هائلا" على المستشفيات، رقما قياسيا جديدا للوفيات الخميس بلغ 303 وفيات إضافية خلال 24 ساعة. وحظرت لشبونة التنقل غير الضروري إلى الخارج.في المملكة المتحدة، أول دولة أوروبية تتجاوز عتبة 100 ألف وفاة، لا يزال الضغط على النظام الصحي قويا.وقررت السلطات البريطانية غلق حدود البلاد أمام الأشخاص الوافدين من الإمارات العربية المتحدة الجمعة، لمنع وصول النسخة المتحورة الجنوب إفريقية.في فرنسا، سيتخذ البرلمان قرارا الأسبوع المقبل بشأن القيود الجديدة التي قد يكشف عنها الرئيس ماكرون نهاية هذا الأسبوع أو الاثنين.حجز وثائقيواجه مختبر أسترازينيكا البريطاني منذ أيام توتراً مع الاتحاد الأوروبي بسبب إعلانه تأخّر جدول تسليم اللقاحات.وقال المختبر الأسبوع الماضي إن تراجعا في إنتاج أحد مصانعه في أوروبا سيؤدي إلى تسليم الاتحاد الأوروبي "ربع" الجرعات المتفق عليها خلال الربع الأول من العام.لكنّ بروكسل التي طلبت مسبقا ما يصل إلى 400 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا-أكسفورد، غير مقتنعة بتبريرات المختبر، وقد طلبت تفتيش مصنع تابع للمختبر في بلجيكا.وقال متحدث باسم الوكالة الفدرالية البلجيكية للأدوية والمنتجات الصحية، لفرانس برس مساء الخميس، إن التفتيش جرى وأنه تم حجز "بعض الوثائق والبيانات" وهي "قيد الفحص".
مشاركة :