الجيش اليمني يبسط كامل سيطرته على لحج بعد انسحاب الميليشيات الحوثية من كرش

  • 9/3/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

استكمل الجيش الجنوبي بسط نفوذه على كامل محافظة لحج، وذلك عقب فرار ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح من منطقة كرش بمديرية المسيمير، كآخر منطقة حدودية مع محافظة تعز الشمالية، وسيطرت قوات الجيش الجنوبي على كرش صباح، أمس، بعد اشتباكات بين المقاومة الجنوبية الموالية له، من أبناء كرش، وفلول الميليشيات التي فرت إلى آخر نقطة حدودية كانت بين دولتي اليمن الشمالي والجنوبي قبل عام 1990. وقال القيادي بالجيش الجنوبي بجبهة المسيمير، أسامة الشيبي، لـ«الشرق الأوسط» إن قواتهم تمتد بشكل كامل على حدود محافظة لحج التي تعتبر بوابة العاصمة عدن، مؤكدًا أن فرار ميليشيات الحوثي وصالح جاء بعد صمود أسطوري لا سيما في جبهة المسيمير وأعضاء المقاومة الجنوبية الموالين للجيش من أبناء كرش. وأوضح الشيبي أن الميليشيات تمركزت في نقطة الشريجة التي كانت فاصلة بين دولتي الجنوب والشمال وقطعته بالحجارة ومنعت المرور عبره، معتبرا أن الميليشيات تتخوف من أن تقدم عناصر الجيش الجنوبي إلى مناطق تعز كالشريجة وما بعدها لتأمين مساحة عازلة في الحدود، كما اعتبر أن استكمال تطهير وتحرير محافظة لحج بالكامل يعني الكثير، وخصوصا في المنطقة الحدودية المسيمير وكرش اللتين تعتبران أهم منفذ جنوبي مع الشمال لوقوعهما على الخط العام الذي يربط تعز الشمالية بلحج الجنوبية. وأضاف القائد في قوات الجيش الجنوبي أن «المطلوب الآن هو دعم قوات التحالف للمقاومة الجنوبية الموالية للجيش اليمني في المسيمير وكرش بالسلاح والعتاد والمدرعات لإنشاء خط ناري في الحدود مع تعز التي قد يعاود الحوثيون محاولات التسلل منها نحو عدن، خصوصا أنها مناطق جبلية تحتاج إلى إمكانيات عسكرية كبيرة». وشدد الشيبي على ضرورة إرسال فريق خبراء متخصص في نزع الألغام التي زرعتها ميليشيات العدوان. وفي السياق ذاته، قال رئيس المركز الإعلامي للمقاومة الجنوبية بحبهة المسيمير، أبو ياسر الهاشمي، لـ«الشرق الأوسط» إن الانهيار الذي ضرب ميليشيات الحوثي جاء نتيجة الصمود على الأرض رغم الإمكانيات الشحيحة، وكذلك بفضل مساندة طائرات التحالف العربي. وأضاف أبو ياسر أن المركز الإعلامي سجل انتهاكات كبيرة جدا ارتكبتها ميليشيات الحوثيين وصالح تدخل ضمن جرائم الحرب، منها تفجير منازل وإعدامات أسرى وقتل نساء وأطفال وفرض حصار خانق ومنع السكان من الحصول على مياه الشرب، وكذلك منع السكان من النزوح خوفا من القصف العشوائي الذي قامت به تلك الميليشيات، مناشدًا دول التحالف العربي سرعة إرسال الإغاثة إلى المسيمير وكرش وكذلك قوات أمنية لمساندة الجيش الجنوبي في التصدي لأي هجمات معادية قد يقدم عليها الحوثيون. على صعيد آخر، شهد أحد المعسكرات في عدن، أمس، أعمال فوضى واشتباكات بالأيدي، بين جنود متطوعين ومسؤول معسكر الغزل والنسيج ومرافقيه، بسبب اتهامات له بإعطاء حصة أبناء عدن والمحافظات الجنوبية لمقربين منه من المناطق الشمالية التي ينتمي إليها. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن قائد المعسكر، فضل المريسي، تعرض للضرب على أيدي المحتجين، وإنه تعرض لإصابات خطيرة، نقل على إثرها إلى العناية المركزة في أحد مستشفيات عدن. من جانبه، أكد اللواء عبد القادر العمودي، مساعد وزير الدفاع، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أن لا علاقة للوزارة بما حصل، أمس، في المعسكر، وقال العمودي إن تجميع الناس بهذا الشكل مرفوض، وقد حاول المدعي فضل الضالعي، وهو من مريس، إنشاء معسكر تدريبي بمزاجه وقد رفضته الوزارة ولم يتم الاعتراف به، مشيرًا إلى أنه قد تم التوضيح من قبل أن تجميع الناس بهذا الشكل مرفوض. وأشار العمودي إلى أنه لا يعرف شخصيا المدعو العميد فضل الضالعي، وأن الأخير سبق وحاول التواصل مع الوزارة بحجة طلب الدعم، وأن لدية معسكرا يضم 5 آلاف شاب متدرب، «وقد رفضت الوزارة الاعتراف بذلك كونها لا تسمح لأي تجميع بهذا الشكل للناس وبأن التدريب لن يتم إلا في المعسكرات الرسمية فقط». على صعيد آخر، وعقب وقوع عدد من الحوادث الأمنية في عدن وبعض المناطق الجنوبية، في ظل عدم إعادة تفعيل الأجهزة الأمنية، أقرت قوات الجيش الجنوبي تسليم الملف الأمني في المحافظات الجنوبية إلى القائد العام للمقاومة الجنوبية، العميد عيدروس الزبيدي، وقالت مصادر في عدن إن الزبيدي التقى في عدن بعدد من قيادات المقاومة الجنوبية في مدينة المنصورة بالعاصمة عدن، ووقف المجتمعون على 4 قضايا رئيسية ناقشها اللقاء، أبرزها ملف حفظ الأمن وملف أوضاع أسر الشهداء وملف الأسرى وملف الجرحى، وبدوره قال العميد عيدروس الزبيدي إنهم في العاصمة عدن يتطلعون، إلى جانب قوات التحالف العربي في عاصفة الحزم وإعادة الأمل، إلى تطبيع الحياة في مدينة عدن بمختلف مجالاتها الخدمية والأمنية والعسكرية وإعادة لها الحياة الطبيعية، وأكد أن يد المقاومة الجنوبية ممدودة إلى كل الفصائل بالمقاومة من أجل بناء جيش جنوبي قوي وتوحيد الكلمة والجهد، مشيرًا إلى أن المقاومة الجنوبية أضحت اليوم قوة لا يستهان بها على الأرض، وإلى أن الملف الأمني في العاصمة عدن هو من أولوياتهم «المهمة التي لا مناص منها كون عدن عاصمة دولة الجنوب وحفظ الأمن فيها مسؤوليتنا جميعًا». وكانت قوات الجيش الجنوبي نظمت أكبر عرض عسكري لها في محافظة الضالع بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي السابق، الذي سرحه المخلوع علي عبد الله صالح عقب حرب صيف عام 1994، وجرى الحفل والعرض العسكري بحضور القائد البارز في المقاومة، شلال علي شايع هادي، والعميد ناصر الفضلي والشيخ أحمد بامعلم وعدد من قيادات المقاومة والجيش، وأشار القائد شايع إلى أن الوضع في الجنوب «هو يد تقاوم وأخرى تبنى مؤسسات دولة النظام والقانون التي سوف تحفظ أمن واستقرار المنطقة كاملة وتبني علاقات حميمة مع دول الجوار التي وقفت وقدمت ودعمت المقاومة الشعبية الجنوبية بكل أشكال الدعم وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات الشقيقة». وقال إن الجنوب سوف يبادلهم الوفاء بالوفاء. إلى ذلك، من المقرر أن تشهد العاصمة الأميركية واشنطن غدا مظاهرة كبيرة أمام البيت الأبيض، تأييدا لعمليات قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن وللمطالبة باستمرار تلك العمليات حتى تحقيق أهدافها، بإنهاء الانقلاب وعودة الشرعية، وتتزامن المظاهرة مع قمة يعقدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مع الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقد دعت قيادات يمنية جنوبية وشمالية إلى التظاهر والاحتشاد.

مشاركة :