الإمارات مصدر إلهام لإفريقيا

  • 1/30/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحتفي الإمارات هذا العام باليوبيل الذهبي لذكرى تأسيس الاتحاد، وقد غدت مثالاً ونموذجاً للدول الطامحة للاستفادة المثلى من خبراتها في تحقيق التنمية والنهضة وبناء مستقبل مشرق لتتحوّل الإمارات إلى مصدر إلهام لإفريقيا.  وبكونها واحة خليجية أضحت الإمارات مصدراً للعلم والمعرفة وبخبرة حقيقية في المجال التنموي تزخر هذه الأرض بدروس حية يمكن تقديمها للعالم وبتبوئها مراكز ريادية في مؤشرات التنافسية العالمية، أضحت الدولة نموذجاً للإلهام استنسخته دول عديدة لمعالجة التحديات التي تواجهها، وأصبحت رمزاً للإلهام تُنافس نفسها أملاً بكل جديد من شأنه رفعة الوطن والإنسان. قمة التنافسية وقال لاندري سينيه وهو زميل أول مسؤول في الاقتصاد والتنمية في «مبادرة نمو أفريقيا» في تحليل نشره معهد بروكينغز بعنوان «ما هي الدروس التي يمكن أن تعطيها الإمارات للبلدان الغنية بالمصادر في إفريقيا؟»، إن الإمارات في جميع المؤشرات الاقتصادية الرئيسية تمكنت من تبوؤ القمة أو قاربتها، بما ذلك في مؤشر التنافسية للمنتدى الاقتصادي العالمي، ومؤشر ممارسة الأعمال الصادر عن البنك الدولي ومؤشر الابتكار العالمي، حيث تجاوزت منطقتها بأدائها الاقتصادي البارز. فدبي الآن مركز للتجارة والأعمال الدولية، مع اقتصاد منظم حول 4 ركائز: التجارة والنقل والسياحة والتكنولوجيا، وأبوظبي، موطن الغالبية العظمى من الثروة النفطية مع امتلاك احتياطات بقيمة تريليون دولار، وبالمقارنة مع ذلك، يشكل تريليون دولار حوالي ثلث إجمالي الناتج المحلي لقارة إفريقيا بأكملها. ويرى لاندري سينيه، إمكانية أن تخدم استراتيجية الإمارات الاقتصادية طويلة المدى، نموذجاً للاقتصادات الإفريقية في بعض النواحي، بما في ذلك على مستوى المدينة والإقليم والوطني، لتنمية اقتصاداتها، مع أهمية مواصلة بلدان القارة السعي وراء الحكم الخاضع للمساءلة. ويشير لاندري سينيه في تحليله إلى أن العديد من البلدان الإفريقية غنية بالموارد لكنها تعاني من تنوع محدود في الاقتصاد، وما يمكن أن تتعلمه من الإمارات وخاصة دبي بشأن تحفيز النمو الاقتصادي والتنويع، يزداد أهمية الآن نظراً إلى تبني منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية. جذب الاستثمارات  ويذكر التحليل قدرة الإمارات على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مشيراً إلى المناطق الاقتصادية الخاصة بدولة الإمارات التي تقدم أمثلة على الإجراءات الناجحة لتعزيز التجارة والتصنيع والتنمية، فسلطة المنطقة الحرة في جبل علي تمثل عملاقاً اقتصادياً يشكل 93 مليار دولار في التجارة السنوية، ما يقرب من ربع الناتج المحلي الإجمالي لدبي، وهذه تتميز باتصالها المباشر بميناء جبل علي، ما يتيح سهولة الوصول إلى واحدة من أكثر شبكات الشحن نشاطاً في العالم أيضاً إلى ميناء خليفة في أبوظبي الذي يعتبر بالمثل مركزاً رئيسياً. تطور التصنيع أوضح أن المشاريع البحثية الأخيرة في إفريقيا، أظهرت أن الإنفاق بين الشركات على التصنيع في القارة سيصل إلى 666.3 مليار دولار بحلول 2030، ما يعني أن القارة مع تطور قطاع التصنيع لديها القدرة على أن تصبح حلقة وصل استراتيجية للتجارة، وهذا ما يفترض على الدول الإفريقية ذات المزايا الجغرافية، مثل جنوب إفريقيا أو نيجيريا، أن تتطلع إليه بتطوير مناطق تجارة حرة مماثلة لجافزا أو ميناء خليفة.  ومن بين الموانئ في إفريقيا ذات الإمكانات نظراً لمواقعها الجغرافية وأهميتها الاستراتيجية يذكر على سبيل المثال ميناء ديربان في جنوب إفريقيا، ولاغوس في نيجيريا، ومومباسا في كينيا، وميناء تيما في غانا، وميناء أبيدجان في كوت ديفوار، ودوالا في الكاميرون، وطنجة في المغرب. وجاء في التحليل أن منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية التي دخلت حيز التنفيذ في مايو 2019 تشكل فرصة فريدة، حيث بناء بنية تحتية من الطراز العالمي من شأنه تسريع التنمية الصناعية وتعزيز التجارة بين البلدان الإفريقية والتجارة العالمية. محاور عالمية ويرى لاندري سينيه ضرورة أن تركز البلدان الإفريقية على غرار الإمارات التي تربطها بنية تحتية قوية للنقل بالعالم، على سد فجوة البنية التحتية وتحسين التواصل مع بعضها بعضاً وبقية العالم. فالإمارات تتمتع بموقع جيد يتيح لها أن تكون مركزاً للتجارة والخدمات والنقل نظراً لموقعها الاستراتيجي بين آسيا وأوروبا، وميناء جبل علي في دبي هو تاسع أكثر موانئ الحاويات ازدحاماً في العالم، ويضم محطة حاويات كبيرة شبه آلية، تستخدم تقنية التحكم عن بعد، لتشغيل الرافعات مع سعة تخزين هائلة، وتمتلك موانئ دبي العالمية 78 محطة بحرية وداخلية في 40 دولة عبر القارات الست، وهي تتواجد أيضاً في إفريقيا، مع عدد من الموانئ، من السنغال في الغرب إلى موزمبيق في الشرق. كما أعلنت في يوليو 2018، عن استثمار قيمته 50 مليون دولار في مرافق لوجستية داخلية في مالي، كما بنت ميناء أرض الصومال، بإجمالي مبلغ إيجار 442 مليون دولار. محاكاة الإمارات وتعد البنية التحتية عالية الجودة أمراً مهماً للقارة الإفريقية لزيادة الإنتاجية الاقتصادية واستدامة النمو في القارة وفقاً إلى بنك التنمية الإفريقية، فضلاً عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأجندة 2063 للاتحاد الإفريقي لتحويل إفريقيا إلى قوة عالمية. ويرى الكاتب إمكانية أن تتعلم البلدان الإفريقية من تقنيات تطوير البنية التحتية الفعّالة في الإمارات بما في ذلك على وجه الخصوص ميناء الحاويات شبه الآلي والمتقدم تقنياً، مع تشغيل الرافعات عن بعد وآلياً. ويرى أنه مع دخول منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية حيز التنفيذ، فإنه من الأهمية بمكان أن تعزز البلدان الإفريقية مرافق التجارة البحرية والبرية، خاصة وأن النقل هو أحد أكبر العوائق أمام تحسين التجارة بين البلدان الإفريقية. السياحة والأعمال ويدعو التحليل إلى أن تولي الدول الإفريقية قطاعي السياحة وبيئة الأعمال أهمية، وهذان القطاعان يزدهران في الإمارات، مشيراً إلى أن دبي تعد رابع أكثر المدن زيارة في العالم من قبل السياح الدوليين، بتحقيق يقرب من 16 مليون زائر دولي في 2019، حيث تجاوزت نيويورك أو طوكيو، ولم تتفوق عليها إلا بانكوك ولندن وباريس. ويتابع أن استراتيجية دبي السياحية تعتمد جزئياً على بنائها الهادف لمناطق الجذب السياحي من أطول برج في العالم إلى الفنادق الشاطئية والمتنزهات الترفيهية، وأن «طيران الإمارات» في دبي تساهم بهذه الاستراتيجية باعتبارها واحدة من أكبر شركات الطيران الدولية في العالم.  أما بالنسبة إلى الأعمال، فيتطرق إلى ما توفره دبي للشركات من حرية إعادة رؤوس الأموال، وكذلك التدابير الأخرى الصديقة للأعمال والتي تشمل حاضنات محددة وتأشيرات طويلة الأجل للمستثمرين ورجال الأعمال، مشيراً إلى أن آليات مماثلة للبلدان الإفريقية يمكن أن تسمح بجذب رواد الأعمال والشركات باستمرار، حتى لو كان على الشركات والمواطنين دفع نصيبهم العادل من الضرائب لتعزيز قدرة الدولة على تقديم السلع والخدمات العامة. ومن أجل القيام بذلك، يرى أن البلدان الإفريقية بحاجة أيضاً إلى تعزيز قطاعاتها المتنامية وعالية التنافسية، مثل الأعمال الزراعية والخدمات المالية. الثورة الصناعية الرابعة ويطالب تحليل لاندري سينيه البلدان الإفريقية بأن تدرك أهمية أن الابتكار والتكنولوجيا ستقودان المستقبل. فالإمارات احتلت المرتبة الأولى على مستوى الدول العربية والعالم في 2018 في مؤشر التنافسية الرقمية في العالم، متفوقة في الأداء على ألمانيا ونيوزيلندا وفرنسا واليابان وإسبانيا والبرتغال والعديد من القادة التقليدين الآخرين. ويتم تعزيز ذلك من خلال استراتيجية حول الثورة الصناعية الرابعة، وتعيين وزير دولة للذكاء الاصطناعي ومبادرات حكومية تدور حول الذكاء الاصطناعي وبنية تحتية داعمة، واستثمارات كبيرة في مدارس تعلم الروبوتات والذكاء الاصطناعي.  ويرى أن التطورات الحديثة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إفريقيا يمكن أن تمنح البلدان الإفريقية فرصاً مماثلة للاستفادة من التكنولوجيات الجديدة، مشيراً في السياق إلى منتدى «تيليكوم» للاتحاد الدولي للمواصلات السلكية واللاسلكية الأخير، الذي استضافته جنوب إفريقيا في ديربان في سبتمبر 2018 والذي يعتبر أنه مهد الطريق أمام إنشاء شبكات الجيل الخامس للاتصالات ومشاريع ذكاء اصطناعي وأمن سيبراني ومبادرات لربط المواطنين غير الموصولين بالإنترنت، مشيراً إلى أهمية أن تبني إفريقيا على تلك التطورات وأن تتبع مثال الإمارات والاستثمار أكثر في القطاع الخاص لتوسيع نطاق التدريب على المهارات الرقمية. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :