بعد عام عصيب كان يشوبه الخلافات، أعربت تركيا عن رغبتها في بدء صفحة جديدة مع الاتحاد الأوروبي، في حين أكد الخبراء والدبلوماسيون الحاجة إلى مزيد من الوقت والجهود لتبديد انعدام الثقة المتبادل. وفي أوائل يناير، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده ترغب في تحسين العلاقات مع التكتل الأوروبي وإعادة العلاقات المضطربة "إلى مسارها الصحيح". وفي أثناء مخاطبته سفراء دول الاتحاد الأوروبي في أنقرة يوم 12 يناير، نقل الزعيم التركي رسائل إيجابية بعد عام سيء شهدته العلاقات الثنائية. وقال المحلل السياسي سيركان دميرداش "هذا أقوى ما نطق به الرئيس أردوغان على الإطلاق عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي". وفي تصريحه إلى وكالة أنباء ((شينخوا))، قال "منذ وقت ليس ببعيد، كان يشير مرارًا إلى احتياج الاتحاد الأوروبي إلى تركيا أكثر من احتياج تركيا إليه." يقول الجانبان إن هناك إرادة سياسية لتحسين العلاقات، بيد أن القضايا الثنائية، لا سيما قبرص والهجرة ومفاوضات الانضمام إلى الاتحاد، لا تزال على رأس جدول الأعمال ويتعين تناولها. في غضون ذلك، وفي دفعة لإعادة تنشيط الشراكة، بدأت المحادثات الاستكشافية بين تركيا واليونان بشأن النزاع الدائر حول شرق البحر المتوسط في وقت سابق من هذا الأسبوع في اسطنبول، وهي الأولى بعد توقف دام خمس سنوات. وقد اتفق الدبلوماسيون على أن هناك رغبة حقيقية من جانب أنقرة وبروكسل لفتح صفحة جديدة في العلاقات. وقد تبدت إشارة هامة بشأن هذه القضية في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد يوم الثلاثاء عندما اتخذوا قرارهم بشأن التمهل في تنفيذ العقوبات المحتملة على تركيا بفضل التطورات الإيجابية فيما يتعلق بالنزاع حول شرق المتوسط. وقال الباحث طلحة كوسا، من مؤسسة البحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مركز بحوث مقره أنقرة، إن أنقرة وبروكسل بحاجة إلى اتخاذ خطوات ملموسة للتغلب على مشكلة عدم الثقة. وكتب في صحيفة ((صباح)) قائلا "لن تحدث اختراقة في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب رغم التلميحات التوفيقية بين الجانبين. سيتحسن التعاون تدريجيا من خلال الجهود البناءة المشتركة وخطوات صغيرة بشأن بناء الثقة".
مشاركة :