الهيئة المحلية للإقلاع الاقتصادي بالسمارة تنفض الغبار عن الكنوز الأثرية بجنوب المغرب

  • 1/30/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

محمد لكحل : المغرب تعتبر مدينة السمارة، العاصمة العلمية لأقاليم الجنوب المغربي، خزانا للمورث الاثري ضاربا في عمق التاريخ وشاهدا على توالي حقب متعددة و تراثا إسلاميا وآخر كولونياليا، كما تزخر بالعديد من مواقع النقوش الصخرية التي جعلتها ذائعة الصيت على الصعيد العالمي، ما أهلها لاستقطاب البعثات العربية و الأجنبية لاستكشاف هذا الكنز الذي لا يزال يعاني في صمت من عوامل بشرية و طبيعية تهدد وجوده وحمولته التاريخية. وفي إطار العناية بهذا الموروث الثقافي المادي و الشفهي و العمل على تسليط الأضواء عليه لنفض الغبار و إماطة اللثام عنه، قامت الهيئة المحلية للإقلاع الاقتصادي بالسمارة بتنظيم أيام تواصلية وزيارات ميدانية لمجموعة من المواقع الأثرية و السياحية والأضرحة الدينية، بغية تثمين هذه المؤهلات و تشجيع السياحة الداخلية و الوطنية و العالمية لاكتشاف هذه المواقع التاريخية و الاستثمار فيها باعتبارها رافعة تنموية مهمة لخلق دينامية اقتصادية ثقافية تنعكس على المجتمع المحلي بخلق فرص الشغل و السفر في الحضارات القديمة التي تعاقبت على منطقة السمارة جنوب المغرب . و تعد الهيئة المحلية للإقلاع الاقتصادي بالسمارة التي تضم مجموعة من الكفاءات المحلية بإقليم السمارة متعددة التخصصات، اول تكتل بالإقليم يسعى لتعزيز النسيج الاقتصادي و تحسين مناخ الأعمال بالإقليم و تشجيع ومواكبة الاستثمار في قطاعات: السياحة، الفلاحة، الطاقات المتجددة، النقل، الاستيراد والتصدير، التكنولوجيا، الرعاية الصحية، العقار، الصناعة التقليدية والصناعات الحديثة، بالإضافة إلى تعبئة مختلف الفاعلين المحليين من قطاع عام وخاص ومجتمع مدني لتحقيق إقلاع اقتصادي شامل و مستدام. و في تصريح للسيد “سيدي صلوح الادريسي” رئيس الهيئة المحلية للإقلاع الاقتصادي بالسمارة اكد على ان اقليم السمارة يضم أكبر مواقع للنقوش الصخرية و المواقع الأثرية لا تزال تحتاج إلى تظافر جميع الجهود من أجل إبراز هذه المؤهلات التي تنطوي على حمولة تاريخية مهمة. و اضاف المتحدث على انه لم تعد الحماية والحفاظ على الموارد الحضارية والثقافية أمراً كافياً، بل يتجه التفكير إلى تحقيق استدامة هذه الموارد على المدى البعيد والاستفادة منها من الناحية الاقتصادية كذلك، لأنها تشكل ثروة وطنية لجميع الأجيال الحالية واللاحقة، وهي ملك لهم جميعاً، وتقع عليهم مسؤولية حمايتها والحفاظ عليها. و في ذات السياق قال السيد “محمد مولود بيبا” ممثل المركز الوطني للنقوش الصخرية بالجهات الجنوبية الثلاث للمغرب ان الكم الهائل من المكونات التراثية والتعابير الثقافية بإقليم السمارة يمكن أن يشكل قاعدة لقيام نهضة سياحية بالمنطقة، نهضة تركز على احترام هذه القيم وتطوير هذه الإمكانيات وتوظيفها بشكل إيجابي في إطار مشروع ثقافي سياحي متكامل ومندمج يهدف إلى حماية هذا التراث واستغلال الجوانب الإيجابية فيه وخلق منافع وقيم إضافية تفيد الإقليم والساكنة. هذا في حين، أصبحت السياحة الثقافية تشكل منتوجا سياحيا رئيسيا في السيحة العالمية ويرتقب أن يلعب أدوار مهمة في السنين المقبلة.

مشاركة :