علي جمعة: إجبار الوالدين ابنتهما على الزواج محرم شرعا

  • 1/30/2021
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، إن اهتمام الإسلام بقضية الاختيار بين الزوجين هو في الحقيقة اهتمام بالنواة الأساسية المكونة للأسرة، فبداية الأسرة رجل وامرأة اجتمعا على قدر كبير من التفاهم، مما يؤثِّر في الأسرة عندما تكبر وتتعدد أطرافها، والأسرة هي اللبنة الأساسية للمجتمع، وعلى هذا الأساس السليم تنشأ الحضارات وتعلو القيم.وأضاف "جمعة"، في فتوى له، أن الإسلام ساوى بين الرجل والمرأة في حق اختيار كل منهما للآخر، ولم يجعل للوالدين سلطة الإجبار عليهما؛ فدور الوالدين في تزويج أولادهما يتمثل في النصح والتوجيه والإرشاد، ولكن ليس لهما أن يجبرا أولادهما- ذكورًا أو إناثًا – على زواج لا يرضونه، بل الاختيار الأخير في هذا للأبناء.وأكد أن إجبار أحد الوالدين ابنته على الزواج بمن لا تريد محرم شرعًا؛ لأنه ظلم وتعدٍ على حقوق الآخرين، فللمرأة في الإسلام حريتها الكاملة في قبول أو رد من يأتي لخطبتها، ولا حق لأبيها أو وليها أن يجبرها على من لا تريد؛ لأن الحياة الزوجية لا يمكن أن تقوم على القسر والإكراه، وهذا يتناقض مع ما جعله الله بين الزوجين من مودة ورحمة.وأشار إلى أن هذا الحكم المستقر دلت عليه نصوص كثيرة من شرعنا الحنيف، ووقائع فعلية تبين للعالم كله كيف تعامل الرحمة المهداة، إمام العالمين – صلى الله عليه وسلم - مع المرأة ووليها في تحد واضح لكل نظم الجاهلية التي تظلم المرأة، وأثبت حقها في اختيار زوجها، وأبطل زواج من حاول إجبارها حتى وإن كان ذلك الشخص هو الأب، ولا يخفى ما في ذلك من مخالفة لعادات العرب وقتها، فكان ذلك امتحانًا لقلوب المؤمنين بأن يرضوا بالشرع الحنيف الذي يكرم المرأة، ويحترم إرادتها واختيارها، ويتبرءوا من كل النظم التي تهين المرأة وتحتقرها وتظلمها.وذكر أن النصوص النبوية الشريفة جاءت في هذا الباب كلها تؤكد على هذا الحق، ومن ذلك قول النبي – صلى الله عليه وسلم - : « لا تنكح الأيم حتى تستأمر ،ولا تنكح البكر حتى تستأذن » .قالوا : يا رسول الله وكيف إذنها ؟ قال : « أن تسكت » كما كان ينصف – صلى الله عليه وسلم - من تأتي تشتكي إجبار أبيها لها على الزواج كما ثبت ذلك في سنته – صلى الله عليه وسلم - حيث روي : «أن جارية بكرا أتت النبي – صلى الله عليه وسلم - فذكرت له أن أباها زوجها وهى كارهة، فخيرها النبي – صلى الله عليه وسلم -.ورُوي أن رجلًا زوج ابنة له وهي كارهة؛ فأتت رسول الله  – صلى الله عليه وسلم -  فقالت : إن - وذكرت كلمة معناها - أبي زوجني رجلًا وأنا كارهة، وقد خطبني ابن عم لي. فقال : «لا نكاح له انكحي من شئت».وتابع: أمر النبي باستئذان البكر، ونهى عن إنكاحها بدون إذنها ، وخير – صلى الله عليه وسلم - من نكحت ، ولم تستأذن. فكيف بالعدول عن ذلك كله ومخالفته؟!».

مشاركة :