لاتزال صورة الطفل إيلان كردي السوري، التي هزت وجدان العالم، تشغل مواقع التواصل الاجتماعي العربية والعالمية. صورة إيلان، الذي جرفت المياه جثته الغارقة إلى شاطئ أحد المنتجعات قبالة سواحل بودروم التركية، أعطت مأساة اللاجئين السوريين، بعداً عالمياً، فهز العالم العربي بأجمعه، وأشعل مواقع التواصل الاجتماعي العربية، بسبب صورته المفجعة، وكان الأكثر انتشاراً هاشتاق #غرق_طفل_سوري، شاركوا فيه بالرثاء لحال حال اللاجئين السوريين وعجزهم، وتحت عنوان "الإنسانية تغرق"، كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي العالمية الخبر، لطفل الثالثة من العمر، فأثارت صحيفة "ألموندو" الإسبانية، التي تحدثت عن الطفل، صرخات استنكار أطلقها أشخاص عاديون وسياسيون وإعلاميون، بينما كتبت مجلة "لونوفال أوبسرفاتير" تحت عنوان "كل هذا من أجل هذا الجحيم"، بقلم أحد صحافييها البارزين الذي قال إن هذه الصورة الفظيعة كفيلة بأن تجعل بإقناع العالم وأوروبا بضرورة الانتقال من الاكتفاء بالكلام إلى طور الفعل، أما صحيفة "لافغاردا" الإسبانية فتحدثت عن الكارثة بالقول إن هذه الصورة "الأكثر فظاعة وبشاعة" يمكن أن تكون العنوان المناسب للمأساة السورية، وفي بلجيكا نشر موقع 7 على 7 الإخباري الصورة فقال: "رغم بشاعتها قررنا نشرها لنعطي الجريمة، التي تقترف في سوريا اسماً لطفل بريء، لتلخيص كل البشاعة الدائرة هناك ولتغير طريقة تعامل أوروبا مع كارثة اللاجئين السوريين، بعد أن يستيقظ ضميرها أخيراً، وأيضاً محطة إي تلي الفرنسية، علقت على الصورة المأساة بأنها تضع أوروبا فعلاً أمام أكبر مأساة تشهدها الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، وقالت وسائل الإعلام التركية إن الطفل إيلان كردي (3 سنوات) وشقيقه غالب كردي (5 سنوات)، ماتا على القارب نفسه، كما أكدت التقارير الإخبارية أنه من بلدة "كوباني" السورية القريبة من الحدود السورية، وقال مسؤول في البحرية التركية إن القارب كان ينقل 23 شخصاً وتأكد مقتل امرأة وخمسة أطفال منهم، وأنقذ سبعة أشخاص، بينما وصل اثنان يرتديان بدلة نجاة. يذكر أنه تم في الأيام القليلة الفائتة تم إنقاذ مئات السوريين المهاجرين في البحر بين تركيا والجزر اليونانية، ووصل عشرات الآلاف من السوريين الفارين من بلدهم إلى سواحل بحر إيجه، في تركيا خلال فصل الصيف لركوب قوراب تنقلهم إلى اليونان ومنها إلى دول الاتحاد الأوروبي.
مشاركة :