صارت قصّتها رمزاً للحبّ وللوفاء وللتضحية في أبرز تجليّاتها،هي قصّة سيّدة تونسيّة ضحّت بنبضها ليستمرّ نبض رفيق دربها. إيناس المعيوفي سيّدة تونسيّة قدّمت درساً في الحبّ والوفاء بعد أن فارقت الحياة من أجل أن يعيش زوجها. لم تستطع إيناس المعيوفي، وهي سيّدة في العقد الثالث من عمرها وأستاذة تعليم ثانوي، الوقوف مكتوفة الأيدي وهي تشاهد معاناة رفيق دربها ووالد أطفالها الثلاثة اليوميّة مع المرض. كان الزوج يرقد بين الحياة والموت بسبب معاناته من فشل كلوي، ولم يكن هناك من حلّ لشفائه سوى الحصول على كلية سليمة من متبرّع. قرّرت الراحلة دون تردّد أن تخضع للفحص الطبي لمعرفة مدى ملاءمة كليتها لجسد زوجها، وكانت فرحتها كبيرة حين أعلمها الأطبّاء أنّها المتبرّعة المنشودة. أعاد الخبر لها روحها التي غادرتها منذ بدأت معاناة زوجها مع المرض. دون تردّد أيضاً ورغم معرفتها مسبّقاً بمدى خطورة ما ستقدم عليه، فقد قّدم لها الأطبّاء شرحاً ضافياً ومفصّلاً لكلّ الاحتمالات الممكنة والتي قد تصل إلى حدّ فقدان أحدهما لحياته، حزمت الزوجة بتصميم حقيبتها. وتوجّهت للمستشفى رفقة زوجها؛ لتمنحه جزءاً من جسدها أملاً في أن يواصلا الحياة جنباً إلى جنب. خضع الزوجان لعمليّة جراحية تمّ خلالها نقل الكلية السليمة من جسد الزوجة لتحلّ محلّ الكلية المريضة بجسد الزوج. سار كلّ شيء كما هو مخطّط له في البداية وكلّلت العمليّة بالنجاح. وغادرت الزوجة المستشفى باتجاه منزلها بمحافظة القصرين (وسط تونس) على أمل لقاء قريب بزوجها، وقد تعافى بعد استكمال فترة النقاهة. لكن شاءت الأقدار أن تتعكّر حالة الزوجة المتبرّعة بعد ثلاثة أسابيع من إجراء العمليّة وأن تفارق الحياة بعد نقلها للمستشفى. فارقت إيناس المعيوفي الحياة تاركة وراءها ثلاثة أطفال وقطعة من جسدها أنقذت حياة زوجها ورفيق دربها ودرساً في الحبّ والعطاء سيرويه كلّ من عرفها أو قرأ عن قصّتها.
مشاركة :