جهود الإمارات في مكافحة الأمراض المدارية المُهمَلة

  • 2/1/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

من أهم الدروس المستفادة من وباء كورونا الحالي، أننا أصبحنا جميعاً نحيا في عالم لا تعترف فيه الأمراض والأوبئة بالحدود السياسية، ولا حتى الحدود الجغرافية، بحيث أصبح ظهور مرض في إحدى بقاع الأرض، خطراً يهدد جميع شعوب ودول العالم دون استثناء. ولكن رغم هذه الحقيقة المعروفة منذ عقود للعاملين بقطاع الرعاية الصحية، وخصوصاً مجال الصحة الدولية، فإن العديد من الأمراض يتم تجاهلها عمداً، كونها تصيب حالياً في الغالب شعوب الدول الفقيرة. فالحقيقة المؤسفة أن 80% من الإنفاق العالمي على الدراسات والبحوث الطبية، يوجه لاكتشاف وتطوير أدوية وعقاقير تصيب 20% فقط من سكان العالم، وبالتحديد سكان الدول الغنية. هذا الوضع برمته، هو ما يسعى اليوم العالمي للأمراض المدارية أو الاستوائية (World Neglected Tropical Diseases Day) لتسليط الضوء عليه، ووضعه في بؤرة اهتمام صناع القرار وجهات التمويل الدولية، حيث تم التأسيس لهذا اليوم بناء على (إعلان لندن) ليُحتفل به في الثلاثين من يناير كل عام. وبالفعل تم إحياء فعاليات هذا اليوم للمرة الأولى في يناير من العام الماضي، في مدينة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن عام الصحة الدولية. وجاء اختيار أبوظبي لهذا الحدث، تقديراً لجهود الدولة على مدار عقود في مكافحة الأمراض المدارية المُهمَلة. حيث كان استثمار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، لموارد ضخمة في تسعينيات القرن الماضي من أجل إطلاق حملة للقضاء على مرض دودة غينيا، أحد الأمراض المدارية المنسية، من أوائل وأهم المساهمات الفاعلة في تخليص العالم من هذا المرض ذي العبء الإنساني والاقتصادي الفادح. وعلى النهج ذاته، دأبت الإمارات على المبادرة بتقديم الدعم والتمويل للجهود الرامية للقضاء على مرض «دودة غينيا»، والتي كان آخرها تقديم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، 10 ملايين دولار أميركي الأسبوع الماضي، لدعم مركز كارتر في الولايات المتحدة الأميركية، ضمن مبادرة سموه لمكافحة الأمراض المدارية المهملة، وذلك تزامناً مع اليوم العالمي السنوي الثاني لهذه الأمراض.

مشاركة :