بقلم الدكتور ايدي كوهين من قسم الدراسات الشرق أوسطية في جامعة بارإيلان في إسرائيل (( أنشر المقال تعميماً للفائدة )) ((تخلَّى الرئيس أوباما عن إسرائيل وعن دول الخليج العربي مثلما تخلَّى عن العراق سنة 2011 ، ويُثبتُ الاتفاقُ النووي الذي أُبرم مؤخرا في فيينا بين إيران ومجموعة ( ٥+١ ) نقضاً للوعود التي قطعها أوباما فيالسَّنوات الاخيرة للحكومة الاسرائيلية واللوبي اليهودي فيالولايات المتحدة تللك الوعودٌ التي تعهَّد أوباما من خلالها بان امريكا ملتزمة بأمن اسرائيل وبأنها تدعم حلفاءها في الخليج العربي والشرق الاوسط ، انالتَّداعيات المباشرة لهذا الاتفاق ظهرت جلياً بين الحليفين الاستراتيجيين اسرائيل والولايات المتحدة وجاء الاتفاق المشؤوم بمثابة صب الزيت على نار التوتر بين اوباما ورئيس الحكومةالاسرائيلية بنيامين نتنياهو. لكن السؤال الاهم المطروح من هم حلفاء امريكا اليوم في الشرقالأوسط ؟ ان اوباما لم يخن إسرائيل واليهود فحسب بل خان أيضاً دول الخليج العربي وأحدث فجوة عميقة بينه وبين هذه الدول وهي فجوة لم تظهر عقب إبرام الاتفاق بل كانت مهيمنة منذ بدء المفاوضات بين مجموعة دول ( ٥+١ ) مع طهران خلال السنوات القليلة الماضية ويُضعِفُ الاتفاق النووي اسرائيل كما يُضعف جميع دول الخليج العربي وسيؤديالى زعزعة الامن والاستقرار في دول الشرق الأوسط لا سيما العراق وسوريا ولبنان. إيران هي التي أنشأت حزب الله في لبنان، وتقوم بتمويله وتسليحه حتى اليوم بالسلاح الأكثر تطوراً لتحوّل الشيعة إلى مجموعة أكثر تنظيماً تمتلك مليشياتٍ عسكرية هائلةٍ في الدولة إلى درجة تهديد الجيش اللبناني واستقرار لبنان كما أنَّ التدخل الفارسي الإيراني واضحّ أيضاً في دول الخليج العربي حيث احتلت إيران في عام 1971 في عهد الشاه اي قبل الثورة الفارسية جزر دولة الإمارات العربية المتحدة طنبالكبرى والصغرى وجزيرة أبو موسى ولم تستطع جامعة الدول العربية إلى اليوم حل هذه الأزمة وتعدت ايرانُ على جيرانها العرب وهددتهم فكيف ستتصرف اليوم بعد الإتفاق النووي ؟ وفي مملكة البحرين، تبذل إيران جهوداً كبيرة من أجل توسيع تأثيرها فيالمملكة، وتزعم ايران أن البحرين تابعة لها، وتُعطي الأقليَّة الشيعية في المملكة إيران المبرر لهذا الزعم ، ودول الخليج العربي اليوم منهمكة في حربها ضد الارهاب الداعشي في عقردارها وفي المقابل تشن حربا ضد الحوثيين الإرهابيين الشيعة الذين انقلبوا على الشرعية في اليمن وزرعوا الفتنة بين اليمنيين. وتتلقى ميليشيات الحوثيين دعماً مالياً وعسكرياً من ايران. ، وما يحدثاليوم في اليمن والعراق وسورية والبحرين من عمليات قتل وتفجير هو النتيجة المباشرة لحيانة أوباما . وخلال ثلاثة عقود استطاعت طهران تحقيق اهدافها وأطماعها تحت شعارات متنوعة كحقوق الشيعة او ما تسميه المقاومة ومحاربة إسرائيل وبهذا الدجل السياسي والإعلامي أتقنت ايران اللعب والتحايل على الدول الغربية لتعزيز نفوذها وصولا الىتحقيق أهدفها اي الحصول على القنبلة الذرية. لكن جميع دول الخليج العربي تعلم جيدا بان اسرائيل ليست عدو العرب ولكن ايران هي عدوتنا المشتركة اللدودة )) انتهى كلام الدكتور إيدي كوهين وأنا أُؤكِّد صحة ما ذهب إليه الدكتور إيدي بصفته مُتخصَّصاً في مجال الدراسات الشرق أوسطية والسياسة ، مُحذِّراً من خطر بلاد فارس إيران وإرهابها وتهديدها للعالم أجمع . عبدالله الهدلق
مشاركة :