تلقى منير الحدادي خبرا سارا بعد أن سمح له الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بحمل قميص منتخب المغرب. ولعب الحدادي مهاجم إشبيلية لمنتخب إسبانيا في عمر صغير، غير أنه طالب منذ فترة باللعب لأسود الأطلس، ليتحقق حلمه بعد جهد كبير من الاتحاد المغربي لكرة القدم. الرباط – وافق الاتحاد الدولي لكرة القدم على طلب الاستئناف الذي تقدم به منير الحدادي، نجم إشبيلية الإسباني، بشأن رفضه تمثيل منتخب إسبانيا وإصراره على حمل قميص المغرب مستقبلا. وأصبح في حكم المؤكد تواجد الحدادي في معسكر المنتخب المغربي في شهر مارس المقبل. وسيتم استدعاء المهاجم منير الحدادي إلى معسكر منتخب المغرب المقبل بعد استفادته من “الملاحظات التوضيحية” الأخيرة للاتحاد الدولي لكرة القدم المرتبطة باللاعبين مزدوجي الجنسية، بحسب ما أكد مصدر في الاتحاد المغربي. وقال المصدر إن “منير الحدادي سيستدعى إلى المنتخب الوطني في الفترة المقبلة من أيام الاتحاد الدولي المخصصة لخوض المباريات الدولية”. تغيير الجنسية أصدر “فيفا” مذكرة لجميع الاتحادات الرياضية تتضمن مجموعة من الملاحظات التوضيحية حول قانون تغيير جنسية اللاعب والمصادق عليه من قبل الجمعية العمومية في سبتمبر الماضي، من بينها التعديل الذي طالب به الاتحاد المغربي ورئيسه فوزي لقجع بخصوص السماح للحدادي بالانضمام إلى منتخب “أسود الأطلس” بعد تطابق حالته مع الملاحظات الجديدة. ويمكن للحدادي أن يحمل ألوان منتخب المغرب لأنه لم يمثل منتخبه السابق إسبانيا بعد بلوغه الحادية والعشرين، وانقضت ثلاث سنوات على مشاركته الأخيرة معه. وكانت محكمة التحكيم الرياضي (كاس) رفضت في نوفمبر الماضي استئناف لاعب إشبيلية الإسباني بعد حرمانه من قبل “فيفا” من تمثيل منتخب بلده الأم المغرب. وشارك في معسكر سابق مع المغرب في ضواحي العاصمة الرباط قبل ودّيتي السنغال والكونغو في أكتوبر الماضي، بيد أن قرار الاتحاد الدولي حرمه من تمثيل بلاده. وكان قد حصل على قرار مشابه قبيل كأس العالم 2018 حرمه من خوض المونديال مع المغرب. ولعب الحدادي (25 عاما) مع المنتخب الإسباني الأول مباراة واحدة عندما أشركه المدرب فيسنتي دل بوسكي بديلا في الدقيقة 79 ضد مقدونيا (5 – 1) في الثامن من سبتمبر عام 2014 ضمن تصفيات كأس أوروبا 2016. وكان وقتها في عز انطلاقته الكروية مع الفريق الأول لنادي برشلونة. وعبّر الحدادي عن سعادته البالغة، وقال “سعيد جدا، إنه بمثابة فخر بعد كل العمل الذي قمنا به من أجل تغيير وضعيتي وتمكني من اللعب مع المغرب. لدي رغبة كبيرة وأتمنى أن أستمتع كثيرا مع المنتخب”. ولطالما اشتكى وحيد خليلوزيتش مدرب منتخب المغرب من بعض الثغرات التي يعاني منها هجوم أسود الأطلس، وعدم حضوره الجيد في بعض المباريات، بدليل أنه لم يستقر على لاعبي هذا المركز، ويضطر للقيام بتغييرات في كل مباراة. ومن المتوقع أن يوسع انضمام الحدادي للأسود من دائرة اختيارات خليلوزيتش، خاصة أن الحدادي يملك إمكانيات مهمة ستفيد الأسود. وأضيفت قوة هجومية أخرى إلى منتخب المغرب بانضمام منير الحدادي لاعب إشبيلية، حيث يلعب إلى جانب مهاجمي الأسود النجمان يوسف النصيري وأسامة الإدريسي. وسيشكل الحدادي من دون شك إضافة أخرى لهجوم منتخب المغرب، الذي سيقوى خاصة مع تجاربه الكبيرة، حيث لعب لعدة أندية إسبانية قوية كبرشلونة وفالنسيا وألافيس. ومن المنتظر أن يستعين المدير الفني بخدمات الحدادي بدلا من لاعب فريق الزمالك المصري أشرف بن شرقي، في الوقت الذي عبر فيه ربان المنتخب المغربي لمساعده مصطفى حجي عن سعادته بقرار “فيفا” الجديد، الذي سيجعله قادرا على الاعتماد على لاعب يملك مؤهلات فنية ستفيد خط هجوم المنتخب المغربي. ويواصل البوسني وحيد خليلوزيتش، المدير الفني للمنتخب المغربي الأول، متابعة المردود الفني والبدني الذي يقدّمه العديد من اللاعبين المغاربة في مختلف الدوريات الأوروبية في سبيل إعداد قائمة “أسود الأطلس”، حيث سيواجه المغرب منافسيه موريتانيا وبوروندي في إطار الجولتين الخامسة والسادسة من تصفيات كأس أمم أفريقيا. وهذا يفتح الباب أمام انضمام لاعبين آخرين إلى صفوف أسود الأطلس من الذين مثلوا منتخبات أخرى من قبل، والحديث بالتحديد عن أنور الغازي لاعب أستون فيلا الإنجليزي والذي يبلغ من العمر 25 عاما أيضا وسبق له تمثيل منتخب هولندا. ووضع “فيفا” عددا من الشروط التي يجب احترامها قبل السماح لأي لاعب مزدوج الجنسية بتغيير المنتخب الذي اختاره في الوهلة الأولى، في مقدمتها ألا يكون قد شارك في ثلاث مباريات رسمية مع المنتخب المراد تغييره. يمكن للحدادي أن يحمل ألوان منتخب المغرب لأنه لم يمثل منتخبه السابق إسبانيا بعد بلوغه الحادية والعشرين ولد الحدادي في مدريد من أب مغربي مهاجر وصل إلى إسبانيا حين كان في الثامنة عشرة من عمره. وانضمّ إلى الفئات العمرية لبرشلونة عام 2011 بعدما لعب موسما واحدا مع ناشئي أتلتيكو مدريد، قبل أن يشق طريقه الى الفريق الأول. وكانت المباراة ضد مقدونيا الأولى والأخيرة للحدادي بألوان أبطال العالم 2010 وأوروبا 2008 و2012، وتزامنت مع فقدانه مركزه في تشكيلة برشلونة الذي أعاره إلى فالنسيا (2016 – 2017) ثم ديبورتيفو ألافيس (2017 – 2018)، قبل انتقاله في 2019 إلى إشبيلية. واشترط الاتحاد الدولي في تعديلاته الجديدة ألا يكون اللاعب قد شارك في أكثر من ثلاث مباريات كحد أقصى مع المنتخب الذي بدأ معه مسيرته الدولية، بما في ذلك مباريات التصفيات المؤهلة إلى المنافسات العالمية والقارية، وذلك قبل بلوغه سن الحادية والعشرين، بالإضافة إلى عدم مشاركته في أي مباراة ضمن بطولة دولية أو قارية مثل كأس العالم أو كأس أوروبا. ملاحظات توضيحية واستند “فيفا” سابقا في رفض طلب اللاعب والاتحاد المغربي على كونه شارك في ثلاث مباريات مع المنتخب الإسباني تحت 21 عاما، وهو يزيد عن ذلك بشهرين عن المدة التي يسمح بها عادة في المشاركة بهذه الفئة. لكن بعد نشر فيفا أخيرا “ملاحظات توضيحية حول متطلبات أهلية المنتخب الوطني” سيتمكن الحدادي من التواجد في معسكر المغرب رفقة زميليه بإشبيلية الحارس ياسين بونو والهداف يوسف النصيري. وتشكل التعديلات الجديدة للاتحاد الدولي بارقة أمل للعديد من المواهب الكروية التي أصيبت بالإحباط عقب استبعادها من صفوف المنتخبات التي قررت تمثيلها للمرة الأولى وأغلبها من القارة العجوز، وهي التي كانت تعلق آمالا كبيرة ليس فقط على اللعب مع منتخب أوروبي عملاق ولكن من أجل رفع أسهمها وقيمتها التسويقية في سوق الانتقالات. ويعاني اللاعبون الصاعدون وخصوصا من القارتين الأميركية الجنوبية والأفريقية من ضغوطات كبيرة وقت اتخاذهم قرار تمثيل منتخباتهم الأصلية أو الإقامة بالنظر إلى صغر سنهم وطموحاتهم الكبيرة، فضلا عن ضغوطات من ممثلي الأندية التي يدافعون عن ألوانها والذين يعرضونهم إلى الابتزاز إلى درجة تهديدهم بفقدان مراكزهم في صفوف أنديتهم.
مشاركة :