أحمد رمضان لــ «الراي»: النظام السوري حاضن ومنتج للإرهاب ومحشور دولياً في الزاوية | قضايا

  • 9/4/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رئيس مجموعة العمل الوطني من أجل سورية عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري أحمد رمضان أن المجتمع الدولي اليوم بات مقتنعاً بأن «النظام السوري يشكل حاضناً ومنتجاً للإرهاب، ولذلك فإن أساس نجاح مكافحة الإرهاب دولياً يكمن في إجراء عملية تحول سياسي في سورية على قاعدة مؤتمر جنيف 2014 وبيان واحد يونيو 2012»، وموضحاً أن «التحرك بدأ ضمن هذا الإطار بعد أن جرى الانتهاء من المفاوضات النووية، وهناك رهان على أن إيران يجب أن تتصرف بشكل مسؤول في الوضع السوري». وشدد رمضان في حديث لـ«الراي» على أن «الائتلاف الوطني ملتزم الحلّ السياسي ولديه رغبة في العودة إلى المفاوضات تحت سقف القرارات الدولية بما يقود إلى حكومة انتقالية». وفي ما يأتي نص الحوار: ● نلاحظ حراكاً إقليمياً ودولياً لحل الأزمة السورية، كيف تنظرون إلى الطروحات الحالية؟ وهل الائتلاف على اطلاع بكل المبادرات التي يجري تسويقها وما موقفه منها؟ - الائتلاف دائماً في صورة التحركات وعلى تواصل مع الدول الصديقة والدول العربية الشقيقة لمتابعة ما يجري، والزيارة الأخيرة لرئيس الائتلاف لروسيا التي تمت في 12 الجاري مع وفد الهيئة السياسية تأتي بعد زيارة للدوحة. وفي كل الأحوال نعتقد أن الوضع في سورية الآن أصبح أولوية لدى العديد من الدول وفي مقدمها الولايات المتحدة وروسيا، وهناك إدراك دولي متنامٍ بأن ترك الأوضاع في سورية في حال جمود على ما هو عليه يمكن أن يشكل خطراً وحالة تساعد على تنامي الإرهاب في المنطقة بما يهدد الوضع الدولي. وأعتقد ان أهمّ تحول في الموقف الدولي يتمثل في إدراك المجتمع الدولي أن الأسد ونظامه لا يمكن أن يكونوا جزءاً من أي تحالف دولي لمكافحة الإرهاب، فالنظام يشكل حاضناً ومنتجاً للإرهاب، ولذلك فإن أساس نجاح مكافحة الإرهاب هو إجراء عملية تحول سياسي في سورية على قاعدة مؤتمر جنيف 2014 وبيان واحد يونيو 2012، وبالتالي بدأ التحرك ضمن هذا الإطار، ولا شك أن المجتمع الدولي الآن يضع الوضع السوري في المقدمة بعدما انتهى من المفاوضات النووية مع إيران، وهناك رهان على أن إيران يجب أن تتصرف بشكل مسؤول في الوضع السوري، وذلك انطلاقاً من أن الجناح المتطرف داخل إيران الذي كان يتولى عملية التدخل في الشؤون الداخلية ووضَع إيران بمواجهة مع المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي، يفترض أن ينحسر دوره بعد حل القضية النووية، وأن يتقدم الجناح الذي يمكن أن يتقبل إقامة علاقات إيجابية وبنّاءة مع المحيط والمجتمع الدولي بشكل عام. ● ما موقفكم من مبادرة إيران ومما طرحه مبعوث الأمم المتحدة في سورية ستيفان دي ميستورا حول سورية؟ - بالنسبة إلى المبادرة الإيرانية الأمر لا يحتاج إلى إطلاق مبادرات، إذ هناك فعلياً قرارات لمجلس الأمن، وهناك بيان جنيف واحد وهو أصبح أساساً في الملحق الثاني بالقرار 1118. وبالتالي يتطلب الأمر قبل إطلاق أي مبادرة الالتزام والاعتراف ببيان جنيف وقرارات مجلس الأمن والعمل على تطبيقها. وأي تحرك سياسي يجب أن يكون تحت سقف هذه القرارات ومن خلال رعاية الأمم المتحدة. أما النقطة الثانية فهي ما يتعلق بإيران إذ إن عليها الالتزام والاعتراف ببيان جنيف وبمخرجات مؤتمر جنيف 2. وهناك التزام آخر أمني وعسكري، أي وقف تدخلها العسكري في سورية وسحب قواتها من الأراضي السورية كي تكون شريكاً في الحل وليس طرفاً في الأزمة. وفي ما يتعلق بـ دي ميستورا، فنظراً لعدم وجود توافق روسي - أميركي تحديداً، طرح فكرة مجموعات العمل وهي مستنبطة من جدول الأعمال في مؤتمر جنيف 2 في يناير وفبراير 2014 ودون أن يضع لها إطاراً. ونحن اعتبرنا الجانب الذي أشار إليه مهماً وأكدنا أن الائتلاف الوطني ملتزم الحل السياسي ولديه رغبة في العودة إلى المفاوضات، ولكن النظام رفض ذلك ولم يبق هناك شريك لهذه القضية. وفي الوقت نفسه الحديث عن مجموعات العمل يفترض وضع إطار واضح لهذه العملية تحت سقف القرارات الدولية وأن يقود الأمر في نهاية المطاف إلى حكومة انتقالية. والأمر الآخر فإن تحرك دي ميستورا يجب أن يكون منضبطاً ضمن إطار المرجعية الدولية والتكليف الذي أوكل به وألا يسعى إلى كسب وقت، لأن وقت السوريين من دم وأي عملية تأخير تكلف السوريين مئات الضحايا باستمرار، ولا يمكن البقاء تحت هذا الوضع في ظل استخدام النظام أسلحته الكيماوية وبراميله المتفجرة، حتى أنه بدأ يستخدم أخيراً المواد الحارقة في بعض المناطق. ● كيف تقرأ زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للمنطقة؟ - الإيراني اليوم يحاول أن يستثمر الاتفاق النووي كي يشرح موقفه من ناحية، كما أنه يحاول أن يخفف من الانطباع السائد في المنطقة بأن إيران انكسرت فعلياً في هذا الاتفاق. وطهران تعاني أيضاً من سلسلة انكسارات عسكرية لها ولحلفائها، حيث نلاحظ أن هناك خسائر متتالية للحوثيين في اليمن، وفي العراق هناك صراع داخلي وفشل عسكري يسجل لهم، وأيضاً الحرس الثوري و»حزب الله» في سورية يواجهان مشكلة كبيرة. ورغم عملية التدمير الوحشي والقصف فهم لا يستطيعون تحقيق تقدم سواء في القلمون أو في الزبداني، وقد منيوا بخسائر كبيرة في إدلب وجسر الشغور وأخيراً شاهدناهم كيف ينسحبون من سهل الغاب بطريقة مذلة ومهينة دون أن يستطيعوا أن يقدموا أي دعم، وبالتالي فإن آلة الحرب الإيرانية التي كانت تعيث فساداً في المنطقة تتعرض لسلسلة انكسارات. وظريف يحاول كما أعتقد أن يعيد بعض الثقة والأمل لحلفائه في المنطقة الذين يشعرون بأن ايران لم تعد قادرة على حمايتهم بشكل كافٍ. ● ماذا عن الاتصالات السعودية مع النظام. ما حقيقة هذا الأمر وإلى ماذا ستؤدي برأيكم؟ - قدمت السعودية شرحاً لهذا الموضوع، وفسر وزير الخارجية عادل الجبير هذا الموضوع. وبالنسبة لنا، كنا ولا نزال نثق بموقف المملكة العربية السعودية ولدينا الثقة الكاملة بأنها تدعم الشعب السوري في موقفه وثورته وفي مطالبته بحقوقه الكاملة. وقد عبّر وزير الخارجية عن ذلك بقوله إن موقف المملكة ثابت وأن هيئة الحكم الانتقالية في سورية يجب أن تتشكل من دون الأسد وأن النظام يتحمل مسؤولية كل الدماء التي أريقت على مدى الاعوام الاربعة والنصف الماضية. ● في رأيك هل تخلت موسكو عن الأسد وماذا عن إيران؟ - موسكو وإيران طرفان يفاوضان لمصالحهما ويبحثان عن مكاسبهما مقابل رأس بشار ورأس نظامه، وستثبت الأيام قريباً وخلال الأسابيع المقبلة أن إيران وموسكو يتسابقان في المفاوضات على رأس النظام مقابل تحقيق نفوذ أو مصالح. ● المعارضة العسكرية في الداخل ورغم الانتصارات التي تحققها نجد أن هناك ابتعاداً عن القيادة السياسية الممثلة بالائتلاف لماذا؟ وأين أصبح مشروع تشكيل القيادة العسكرية العليا؟ - هناك وزارة دفاع ورئاسة أركان قائمة تعمل مع القوى العسكرية، ولكن المجلس العسكري الآن تجري إعادة هيكلته، وتم تشكيل لجنة تعمل الآن وقد قدّمت تقريراً في الاجتماع الأخير للأمانة العامة ومُدد لها أيضا لمدة شهرين إضافيين نظراً لأن هناك اجتماعات تعقد في الداخل وفي أماكن عدة بظروف أمنية صعبة بما يقتضي أخذ المزيد من الوقت، ولكن أعتقد أن الأمور تسير بشكل جيد وإيجابي. ونحن نلاحظ في المرحلة الأخيرة أن القوى العسكرية السورية بدأت تتجه للتوحد والتعاون في ما بينها، وهذا يتمثل بغرف العمليات المشتركة وبفكرة «جيش الفتح» الذي يقود العمليات سواء في إدلب ودرعا أو في سهل الغاب وعلى أبواب جورين حيث توجد أهم معسكرات النظام وتُعتبر خط الدفاع الأول عن القرداحة. ● ماذا عن الموقف الأميركي؟ وهل اقتنعت الولايات المتحدة بضرورة حل الأزمة لا الاكتفاء بقتال «داعش» والإرهاب وما دلائل الاتهام الواضح باستخدام الأسد اسلحة كيماوية؟ - يدرك النظام السوري الآن فعلياً أنه في زاوية ضيقة تماماً. وهناك رسالة دولية جاءت من خلال قرار مجلس الأمن حول استخدام الكيماوي في سورية وإدانة النظام وبشار الأسد المسؤول عن ارتكاب هذه الجرائم. وهذه اشارة واضحة الدلالة بأن لا مستقبل لبشار في سورية سواء في الفترة الانتقالية أو في الفترة اللاحقة. وتَزامن ذلك مع تجميد سويسرا حسابات الأسد وشخصيات أخرى، وأعتقد أن هناك سلسلة قرارات شبيهة ستصدر خلال الشهرين المقبلين تتعلق بالنظام وشخصياته. وسيدرك الأسد أن أي يوم يبقى فيه بالحكم سيكون بمثابة انتحار جماعي وليس تحقيق مكاسب وسيدرك أن الضغط الدولي سيتواصل من الآن حتى الأشهر المقبلة حيث سنرى تغييراً مرتقباً في سورية. ● كيف يمكن لسورية التخلص من قوى الإرهاب، «داعش» وغيرها، ومن الميليشيات الشيعية التي تقاتل. هل هناك تصور لحلّ هذه المشكلة؟ - أولا على مجلس الأمن أن يعاقب كل هذه القوى التي تقاتل سواء «داعش» أو الميليشيات الطائفية الإرهابية المستجلبة من إيران والعراق وأفغانستان ودول أخرى و»حزب الله»، فهذه منظمات إرهابية يجب أن تغادر الأراضي السورية. ونحن نعتقد أن تحقيق الانتقال السياسي وتشكيل سلطة جديدة وهيئة حكم انتقالية هو الطريق الوحيد كي تتوحد الجهود في سبيل وقف الفوضى ومحاربة الإرهاب في الوقت نفسه، ولا يمكن هزيمة الإرهاب في سورية تحديداً والعابر للحدود مع بقاء النظام الذي يتعاون الآن مع تنظيم «داعش» في كثير من المناطق وأهمها بلدة القريتين في حمص حيث قام النظام بمنع المواطنين المسيحيين من المغادرة وأبقاهم رغماً عنهم في البلدة، ثم قام بانسحاب مفاجئ وترك «داعش» يدخل المدينة ليقوم باعتقالهم وأخذهم كرهائن. وكذلك من الواضح التنسيق بين «داعش» والنظام والمشاركة المباشرة في الإيقاع بالمواطنيين السوريين في الصراعات الطائفية، إذ ما زال النظام يمارس دوره كحاضن ومنتج للإرهاب وأعتقد أنه لا يمكن هزيمة الإرهاب في سورية مع بقاء النظام. ● يبدو أنكم متفائلون بحلّ الأزمة قريباً؟ - الأمر ليس له علاقة بالتفاؤل والتشاؤم، بل هو مرتبط بتوافر ظروف إقليمية ودولية تساعد على ذلك. ونعتقد أن النظام على المستوى الميداني العسكري لم يعد قادراً على الصمود وأنه يبقى بعكازتين إيرانيتين نتيجة الدعم الذي يأتيه عسكرياً واقتصادياً، وفي الوقت نفسه هناك إدراك من المجتمع الدولي أن النظام لا يمكنه التغلب على الإرهاب المتنامي الآن مع نظامٍ يستفيد منه، وباتت هناك قناعة بأنه ينبغي فرض حل سياسي على النظام السوري وعلى إيران التي كان تعيق الحل السياسي. ● هل انتقال الحكومة الموقتة إلى الداخل أمر وارد وماذا تنتظر لذلك؟ - هذا ليس فقط أمراً وارداً، بل يجري العمل عليه فعلياَ من خلال تشكيل المنطقة الآمنة لأن هذه المنطقة ستقوم فيها إدارة مباشرة من قبل المعارضة. ونزول الحكومة إلى الداخل تحصيل حاصل، وفي حال تحقيق الأمن ستنتقل المؤسسات التنفيذية الأولى إلى هناك. والحكومة الموقتة موجودة من خلال الإدارات العامة ولكنها غير موجودة كوزارات بسبب الوضع الأمني المتردي والقصف الجوي الذي يؤدي إلى التدمير ويحول دون وجود مؤسسات على مستوى الوزارات ،كونها ستكون مستهدَفة من طيران النظام.

مشاركة :