محمد عبدالسميع (الشارقة) نظّم مركز الشارقة للشعر الشعبي بدائرة الثقافة والإعلام أمس الأول، محاضرة بعنوان «موسيقى الألفاظ في الشعر الشعبي» قدمها الشاعر الباحث علي العبدان وأدارها أستاذ النقد والأدب العربي الدكتور أحمد عبدالمنعم عقيلي. وحضرها، راشد شرار مدير المركز وعدد من الأدباء والشعراء والمثقفين. ورأى الدكتور عقيلي أن موضوع المحاضرة مهم على صعيد البنية اللفظية الداخلية والخارجية للنص الشعري؛ خصوصاً أنه يتحدث عن موسيقى وليس عن معانٍ؛ الألفاظ وتقسيم السجع على بحور الشعر المتعارف عليها. بدوره أشار العبدان إلى أن الشعر الشعبي هو الوريث الشرعي للشعر الفصيح القديم، وأنه استمر على نهجه لكنه كان متطوراً في أوزانه. واعتبر العبدان أن الشعر لا يفترق عن النثر من حيث أساليب البلاغة؛ لكنه يزيد عليه بالإطراب، وحُسن التقسيم والتنويع. ولفت إلى أن القِيَم الجماليّة في الشعر تأتي على مستوياتٍ عدة؛ منها الموسيقى، ونعني بها ما يَلذ في الأسماع من قوانين النظم والتحسين اللفظي، أما قوانين النظم فهي الموسيقى الخارجية في الشعر؛ أي بحور الشعر وأوزانه وقافيته. وهناك الموسيقى الداخلية في الشعر، ونعني بها أموراً عدة تعود في مجملها إلى علم البديع، والموسيقى الداخلية للشعر تحصل من توفير المحسّنات البديعية اللفظية كالجناس بأنواعه، والسجع، ورد العجز على الصدر، وغير ذلك مما هو معروف في علم البديع، واختيار الحروف بنغماتها وإيحاءاتها. وأضاف: بالتأمل في كثير من قصائد الشعر الشعبي نجد أن النوع الطاغي في الموسيقى الداخلية أو موسيقى الألفاظ هو السجع والتقسيم في حشو البيت، وهذا ليس بالأمر الجديد؛ بل هو وريث الشعر الفصيح. وقدم العبدان بعض الأمثلة للتقفية الداخلية التي يُكوّنها التقسيم والسجع في البيت الواحد، مشيراً إلى أن نوع الوزن الشعري يتحكم في طول أو قِصَر الموسيقى الداخلية في الشعر. ومن موسيقى الألفاظ في الشعر الشعبي، ذكر التصريع في القصيدة المطلقة، والجناس، ورد الصدر على العجز، وموسيقى الحروف، وضرب أمثلة لكل نوع. أما موسيقى الحروف فيقصد بها الجَماليّة الناتجة عن كيفية تأليف الحروف بحيث تؤدي وظائف نغميّة تزيدُ في موسيقى الشعر وإطرابه؛ كالقلقلة، أو التفشّي، أو الصفير، أو غير ذلك مما هو معروف في علم التجويد وعلم الأصوات ونحوهما، وهذا التلوين يأتي أحياناً بصورة مفاجئة تثير المستمع، وتجعله يشعر بجمال سمعي خاص.
مشاركة :