انتقد مختصون ومواطنون ظاهرة انتشار النفايات والملوثات البيئية، على جنبات طريق ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، مشيرين إلى أن بعض المواقع على الطريق تحولت إلى مكب للمخلفات البيئية. وحذروا، خلال حديثهم لـ«اليوم»، من أن المخلفات، والتي رصدتها «اليوم»، عرضة للاشتعال في أي وقت، إضافة إلى خطورتها البيئية في موسم الأمطار فضلا عن كونها ملاذا للحيوانات الضالة والحشرات، مطالبين بتنسيق الجهات المعنية لحل المشكلة والاهتمام بهذا الطريق الحيوي والمهم.طريق حيويوقال المواطن عبدالله الدوسري إن جودة الحياة تعتبر منظومه تكاملية لأنظمة النقل التي تهدف لتقليل الازدحامات المرورية والملوثات البيئية بكل أنواعها ومن ضمنها التلوث البصري، مشيرا إلى أن النفايات على امتداد طريق ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام وعلى جنبات الشارع تمثل خطرا على صحة الإنسان وحركة السيولة المرورية.وطالب «الدوسري» أمانة المنطقة الشرقية بالاهتمام، بهذا الطريق، ورفع المخلفات البيئية والبصرية.وذكر المواطن فهد الدرويش أنه يسلك طريق ميناء الملك عبدالعزيز، بشكل يومي، ويشاهد الكثير من النفايات، المتراكمة على جانبي الطريق، مشيرا إلى أهمية الاهتمام بهذا الطريق الحيوي والمهم.وقال «يوجد في جنبات الطريق نفايات متراكمة منذ سنوات، وهو ما يمثل تلوثا بيئيا وبصريا»، مطالبا الجهات المعنية بالاهتمام ورفع أي تشوهات تضر بالطريق ومرتاديه، وحل جميع السلبيات.شراكة مستقبليةوانتقد المدير العام للجمعية السعودية للذوق العام بدر الزياني التشوه البصري بشكل عام في الكثير من الأماكن وليس فقط الطريق، وهو التشوه الذي يشمل مخلفات البناء والأشجار والمشاريع الإنشائية.وقال «الزياني»: إنّ الذوق العام هو سلوك خُلُقي من شأنه تجميل علاقتنا بالآخرين، مشيرا إلى وجود شراكة إستراتيجية مستقبلية مع أمانة المنطقة الشرقية، لتقليص عناصر التشوه البصري.وتابع «سنعمل على الحد من التشوه البصري عن طريق إزالة مخلفات البناء، وتحسين مظهر حاويات النفايات، وإزالة اللوحات التجارية المخالفة، وإزالة السيارات التالفة، بجانب إزالة الكتابات على الجدران، وإزالة المظلات والهناجر الحديدية المخالفة، وأيضا الحد من وتنظيم ظاهرة الباعة الجائلين، وتقليم الأشجار ووضع الحواجز العازلة على مواقع البناء».وأبان «الزياني» أنّ الأمانة العامة للمنطقة وضعت قوانين واشتراطات واضحة سواء لقيام المشاريع الإنشائية أو معالجة مخلفاتها؛ ومن بين هذه الاشتراطات وضع سواتر حول الأعمال الإنشائية القائمة إلا أنّ بعض الشركات لا تلتزم بهذه القوانين مما يؤدي إلى حدوث التشوه البصري، مشددا على ضرورة وضع معايير وجزاءات رادعة للحد من التشوّه البصري الناجم عن السلوكيات الخاطئة أو غير المقننة.ووجّه «الزيّاني» رسالة لأصحاب تلك الشركات بأهميّة الالتزام بتلك المعايير والاشتراطات للحد من ظاهرة التشوّه البصري والالتزام بالاشتراطات التي تضعها الجهات المختصة.مخاطر متعددةوذكر الأستاذ المساعد بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل ورئيس قسم صحة البيئة بكلية الصحة العامة د. محمد الجاسم، أنه من المؤسف جدا وجود مثل هذه المشاهد التي في أحد الطرق الرئيسية في مدينة الدمام لمدة ليست بالقصيرة من دون أي تدخل من الجهات المعنية رغم الآثار السلبية الكبيرة التي تسببها، وضررها على صحة البيئة والإنسان.وأضاف: إن الأنابيب الملقاة على جانبي الطريق تخلق بيئة مناسبة وملاذا آمنا للحيوانات والكلاب الضالة والفئران والحشرات، وهو ما يزيد من حجم هذا التلوث البصري، فضلا عن خطورة التلوث على صحة البيئة والإنسان عند هطول الأمطار على هذه النفايات، مما ينتج عنه تلوث المياه الجوفية وتجمع الحشرات وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية.وأكد «الجاسم» أن هذا التلوث البصري ينعكس سلبيا بشكل غير مباشر على سلوك الفرد من حيث الوعي البيئي، إذ يعطي انطباعا سلبيا للمواطنين والمقيمين والسياح بشأن نظافة البيئة والاهتمام بها، مما قد يشجع الأفراد على رمي المخلفات في الطريق والمتنزهات والأماكن العامة.
مشاركة :