يعتزم مجلس الأمن الدولي إصدار قرار لمكافحة الهجرة في البحر المتوسط، في وقت توصلت فرنسا وألمانيا إلى اتفاق على حصص ملزمة لاستقبال اللاجئين، وأكدت بريطانيا أنها ستتحمل مسؤولياتها الأخلاقية في القضية الإنسانية، لكن رئيس وزراء المجر ورئيس المفوضية الأوروبية نظرا إلى قضية اللاجئين من ناحية دينية، باعتبار أن معظم اللاجئين مسلمون الأمر الذي يهدد الهوية المسيحية الأوروبية. فقد أعلن السفير الروسي في مجلس الأمن الدولي فيتالي تشوركين أن المجلس يعتزم إصدار قرار يجيز للاتحاد الأوروبي التدخل في المياه الدولية في البحر المتوسط لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وقال تشوركين الذي تولت بلاده في مطلع سبتمبر الرئاسة الدورية لمجلس الأمن إن مشروع القرار الذي يعتزم المجلس إقراره محدود أكثر من المشروع الذي طرح في بادئ الأمر. وأضاف السفير الروسي أن مشروع القرار في حال أقر سيجيز للبحرية الأوروبية أن تتدخل ضد سفن المهربين في أعالي البحار وليس في المياه الإقليمية الليبية. وبحسب دبلوماسي في مجلس الأمن فإنه بانتظار حل أزمة السلطة في ليبيا يمكننا إنجاز قسم من العمل في أعالي البحار. والثلاثاء، أفادت مصادر متطابقة بأن الاتحاد الأوروبي ينوي التصدي مباشرة للشبكات الإجرامية من مهربي المهاجرين عبر توسيع صلاحيات مهمته البحرية. من جهة أخرى أعلنت المستشارة الألمانية إنغيلا ميركل أمس الخميس في برن أن ألمانيا وفرنسا اتفقتا على مبدأ تحديد حصص إلزامية لاستقبال المهاجرين في دول الاتحاد الأوروبي. وقالت ميركل خلال مؤتمر صحفي عقدته أثناء زيارة لسويسرا تحدثت هذا الصباح مع الرئيس الفرنسي، إن الموقف الفرنسي الألماني الذي سننقله إلى المؤسسات الأوروبية هو أننا متفقان على وجوب الالتزام بمبادئ أساسية، هي أن الذين هم بحاجة إلى حماية.. يجب أن يحصلوا عليها، وإننا بحاجة إلى حصص ملزمة داخل الاتحاد الأوروبي لتقاسم الواجبات، وهذا مبدأ التضامن. وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الخميس أنه تأثر بشدة بصورة الطفل السوري الذي عثر عليه ميتاً على شاطئ تركي، ووعد بأن تتحمل بريطانيا مسؤولياتها الأخلاقية في أزمة اللاجئين، لكنه لم يعلن أي تدابير ملموسة جديدة لمعالجة الوضع رغم تزايد الضغوط على حكومته للسماح بدخول مزيد من اللاجئين إلى بريطانيا. وقال كاميرون خلال زيارة إلى أحد المصانع في شمال شرق إنجلترا كل من شاهد تلك الصور ليلاً تأثر، وكوني أباً فقد تأثرت بشدة لمشهد هذا الطفل الصغير على شاطئ في تركيا. وأضاف أن بريطانيا أمة أخلاقية، وسوف نتحمل مسؤولياتنا الأخلاقية. وتابع، إن بلاده ستبقي عدد اللاجئين المسموح لهم بدخول البلاد قيد المراجعة، وقال كاميرون نحن نبدي اهتماماً (...) وسنقوم بأكثر من ذلك، نحن نقوم بأكثر من ذلك، ولهذا السبب أرسلنا البحرية الملكية إلى المتوسط. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني أن الحل ليس باستقبال الناس فقط، يجب أن يكون حلاً شاملاً. ووقع أكثر من 100 ألف شخص عريضة تحض بريطانيا على استقبال مزيد من اللاجئين. إلى جانب ذلك، رأى رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في مقال نشرته صحيفة ألمانية الخميس أن تدفق اللاجئين إلى أوروبا ومعظمهم من المسلمين يهدد الهوية المسيحية للقارة. وقال أوربان يجب ألّا ننسى أن الذين يصلون (...) هم ممثلو ثقافة مختلفة في العمق، وأضاف، إن غالبيتهم ليسوا مسيحيين بل مسلمون، هذه قضية مهمة لأن أوروبا والهوية الأوروبية لهما جذور مسيحية، وتابع رئيس الوزراء المجري أليس من المقلق أن الثقافة المسيحية بحد ذاتها في أوروبا لم تعد قادرة على إبقاء أوروبا في نظام القيم المسيحية أصلاً؟، مشيراً إلى أنه إذا تناسينا ذلك فقد يجد الفكر الأوروبي نفسه أقلية في قارتنا. رأى أوربان أنه لا جدوى من الحديث عن تقاسم اللاجئين قبل وقف تدفقهم، وقال إن حماية الحدود هي القضية الأكثر أهمية، مشيراً إلى أنه على أوروبا أن تدرك أننا لا نستطيع استقبال أحد عندما تكون الأعباء مفرطة والآن نحن نواجه أعباء مفرطة. ورد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الذي التقى أوربان الخميس على المقال قائلاً بالنسبة لي أن يكون المرء مسيحياً في الحياة العامة والحياة الاجتماعية يعني أن يقوم بواجبه حيال إخوته المحتاجين، وأضاف أن يكون المرء مسيحياً يعني أنه مستعد للتضامن (...) وبالنسبة للمسيحي يجب ألّا يكون الأمر متعلقاً بالعرق أو الديانة. كما حذر توسك في خطاب أمام سفراء الاتحاد الأوروبي أمس الخميس من تقسيم بين شرق الاتحاد وغربه بشأن استقبال اللاجئين. (وكالات)
مشاركة :