ختم قطاع السلع شهر يناير بمستوى شديد التقلّبات، حيث يتجه مؤشر "بلومبيرغ" للسلع نحو جني المكاسب للشهر الرابع على التوالي، ولا سيما قطاعي الطاقة والحبوب، وفي مطلع يناير، شهدت عائدات السندات الأميركية قفزة ساعدت في توجيه الدولار نحو أفضل شهر له منذ سبتمبر، وواجه قطاع المعادن الثمينة بشكل خاص بعض التحديات. وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في "ساكسو بنك": "يساهم الطرح المتواصل للقاحات بالحدّ من التفاقم المستمرّ للجائحة العالمية، ولكن ازداد التأثير السلبي لعمليات الإغلاق الاحترازيّ المطوّلة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، مع القيود الجديدة التي فُرضت في آسيا ولا سيما في الصين، وشهد النفط الخام تداولات هادئة ضمن نطاق ضيّق، حيث واصلت ظروف السوق المشدّدة جراء تخفيض الإنتاج – بقيادة المملكة العربية السعودية – تعويض مخاطر انتعاش بعيد الأمد في الطلب العالمي على الوقود، نتيجة لاستمرار عمليات الإغلاق الاحترازيّ وتوسيعها. وعادت سوق الحبوب إلى قوّتها، حيث لم يدم التصحيح الأخير مطوّلاً نظراً للتيار الخفيّ والمستمرّ من الأساسيات القويّة. واحتلت الذرة الصدارة بعد التعافي من تصحيحها بنسبة 10 %، ووصلت لأعلى مستوى جديد لها على مدى سبعة أعوام ونصف في ظل التوقعات باستمرار قوة الطلب من الخارج، وخاصة من الصين، واتجه تركيز تجار فول الصويا نحو موسم الحصاد القادم في البرازيل، حيث تحوّل هطول الأمطار مؤخراً إلى مشكلة مع اقتراب موسم الحصاد. وانخفضت تداولات المعادن الصناعية، وتراجع الحديد الخام بأكبر قدر منذ سبتمبر، بعد أن بدأت السلطات الصينية بالسيطرة على السيولة لكبح التداولات العنيفة في الأسواق، وعلى غرار العالم الغربي، ضخّ بنك "الشعب الصيني" الكثير من السيولة على مدار الشهور التسعة الماضية لدعم الاقتصاد في مواجهة تداعيات كوفيد- 19، ما عزز توجهات المضاربة المحمومة في مختلف المجالات، بداية بالإسكان ووصولاً إلى الأسهم والسلع، وأدى سحب السيولة إلى ارتفاع معدل الاقتراض لليلة واحدة متجاوزاً نسبة 3 %، بعد أن كان 0.6 % في وقت سابق من هذا الشهر، وتعرّضت أسعار الحديد الخام، والذي يعد واحداً من أفضل السلع أداءً العام الماضي، إلى أكبر انخفاض منذ سبتمبر جراء خشية السوق من تباطؤ الطلب نتيجة تراجع المحفزات المالية. وجاء في تقرير"ساكسو بنك" أن أسواق الأسهم قد شهدت أسبوعاً شديد التقلبات، وذاع صيت أسماء مثل "جيم ستوب كورب" و"إيه إم سي إنترتينمنت" القابضة و"وول ستريت بتس"، وأدى الارتفاع المفاجئ في أكثر الأسهم الأميركية بيعاً على المكشوف، والمأزق المالي المذكور في الصين، إلى موجة شكوك في السوق الأوسع، حيث سجل مؤشر تقلبات سوق تبادل خيارات مجلس شيكاغو أكبر قفزة يومية له منذ ثلاث سنوات، كما سجلت العقود الآجلة في "ستاندرد آند بورز 500" أسوأ أيامها منذ أكتوبر، حيث أدى ارتفاع التقلبات إلى موجة من تخفيض المديونية عبر الأسواق. شهدت الفضّة (XAGUSD) أعلى تداولاتها منذ أغسطس، حيث استهدفت مجموعة من متداولي "وول ستريت بتس" على منصّة "ريديت" المعدن الأبيض فيما عُرف بـ "أكبر ضائقة لمراكز البيع على المكشوف في العالم". وأدى ارتفاع أسعار الفضة إلى تراجع نسبة أسعار أونصة الذهب مقابل الفضة نحو أدنى مستوياتها منذ مارس 2017، ما أحدث مزيداً من الارتفاع المبني على الزخم، والذي يفضّله متداولو الفضة، وتميل بنوك السبائك نحو بيع العقود الآجلة على المكشوف للتحوّط أمام الالتزامات في السوق الفورية، وهو ما استقطب على مرّ السنين مجموعة كبيرة من أصحاب نظرية المؤامرة، والذين يعتقدون بأن تراجع أسعار المعدن هو إجراء مصطنع للتستّر على التضخّم. وتركّزت عمليات الشراء في الصناديق المتداولة في البورصة، والتي تدعمها شركات الفضة والتعدين، حيث وجدت مراكز البيع على المكشوف.
مشاركة :