«الصحة العالمية» تدعو لمعالجة تبعات كورونا طويلة الأمد

  • 2/1/2021
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

دعت مسؤولة في منظمة الصحة العالمية إلى البدء بالسعي لفهم لغز «كورونا طويل الأمد» الذي يعاني منه ملايين الأشخاص الذين أصيبوا بمرض كوفيد-19 من دون أن تعرف الأسباب. تأتي الدعوة بعد عام على بدء تفشي الوباء، الذي حصد أكثر من 2,1 مليون شخص. لكن جانيت دياز، مسؤولة الفريق المكلف البحث عن علاج لهذه الظاهرة، أوضحت أن «كوفيد الطويل الأمد» يتطلب قدراً مماثلاً من الاهتمام العاجل من قبل الأوساط العلمية. ودعت، خلال مقابلة صحفية، إلى توحيد الجهود على مستوى العالم بحثاً عن أجوبة في وقت «لا نعرف حتى الآن ما هو كوفيد الطويل الأمد تحديداً». لا يعرف حتى الآن لماذا يعاني بعض المصابين بمرض كوفيد-19، الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد، على مدى أشهر من أعراض قد تكون حادة في بعض الأحيان، منها الأعياء وصعوبة التنفس واختلال في الجهاز العصبي ومضاعفات في القلب. وقالت جانيت دياز مطَمئنة: «ما زال علينا معرفة الكثير، لكنني واثقة في تعبئة الفرق العلمية». وفي مؤشر إلى مدى الغموض المحيط بهذه المسألة، لم يتم إعطاء اسم حقيقي لهذه الظاهرة التي يشار إليها باسم «كوفيد طويل الأمد». وتتحدث منظمة الصحة العالمية عن «متلازمة ما بعد كوفيد-19» أو «كوفيد-19 طويل الأمد»، في وثيقة عرضت فيها مؤخراً توصياتها الجديدة. والعبارة الأكثر استخداماً هي «كوفيد طويل الأمد». تنظم منظمة الصحة، في التاسع من فبراير الجاري، أول ندوة عبر الإنترنت تخصص لكوفيد الطويل الأمد، يشارك فيها أطباء سريريون وباحثون وخبراء، هدفها تحديد المرض وإعطاؤه اسماً رسمياً وتنسيق سبل دراسته. وأوضحت دياز، وهي طبيبة طوارئ أميركية تبلغ من العمر 48 عاماً، «إنه مرض يتطلب وصفاً أفصل، ونحن بحاجة لمعرفة عدد الأشخاص المصابين به وفهم سببه حتى نتمكن من تحسين الوقاية منه والتعامل معه ووسائل معالجته». وتشير الدراسات المتوافرة إلى أن حوالى 10% من المرضى الذين أصيبوا بفيروس كورونا يعانون من أعراض بعد شهر من إصابتهم، لكن لا يعرف في الوقت الحاضر كم من الوقت يمكن أن تستمر هذه المضاعفات. والمدهش في الأمر أن المصابين بهذه الأعراض طويلة الأمد لا ينتمون جميعاً إلى الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل المسنين والمصابين بأمراض تفاقم الإصابة بكوفيد-19. وأوضحت دياز أنه يتم رصد «كوفيد الطويل الأمد» لدى مرضى أصيبوا بدرجات متفاوتة بالوباء، وهذا «يشمل أيضاً الأشخاص الأصغر سناً» بمن فيهم أطفال. ويثبت ذلك أن كوفيد-19 ليس مجرد إنفلونزا كما يقول الذين ينكرون وجود الوباء، لكنه يخالف أيضاً رأي الذين يدعون إلى عزل الأشخاص ذوي البنية الهشة فقط، من أجل احتواء تفشي الوباء. والعارض الأكثر شيوعاً هو على ما يبدو التعب، لكن هناك الكثير من الأعراض الأخرى، منها الإجهاد أو الإصابة بوعكة بعد القيام بمجهود جسدي، وصعوبة التفكير بشكل واضح، وضيق النفس، وخفقان القلب ومشكلات في الجهاز العصبي. وتوضح الطبيبة: «ما لا نفهمه هو كيفية ترابط كل هذه الأمور. لماذا يصاب شخص ما بذلك العارض، وشخص آخر بعارض آخر؟»، مشيرة إلى أنه يتحتم على الباحثين كشف آليات المرض التي تتسبب بهذه الأعراض. وتساءلت: «هل أن ذلك ناجم عن الفيروس؟ أم عن الاستجابة المناعية؟ إن عرفنا المزيد، سيكون بإمكاننا البدء بتحديد بعض المداخلات للتخفيف من الأعراض» مؤكدة أن «كمية هائلة» من الأبحاث تجري حالياً حول الظاهرة. وما أعطى دفعاً لهذه الأبحاث هم المرضى أنفسهم الذين تجمعوا للمطالبة بحقهم في الحصول على أجوبة وعلى علاج، في مواجهة الشكوك والغموض حول وضعهم الصحي. وأقرت الطبيبة، التي كلفت بهذا الملف في منظمة الصحة في أكتوبر، «كانت حركة هائلة».

مشاركة :