تلقت الفصائل الفلسطينية اليوم (الإثنين) دعوة مصرية للمشاركة في الحوار الوطني في القاهرة للبحث في سبل إنجاح الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة في مايو المقبل. وتضم الفصائل المدعوة للمشاركة في الحوار 12 فصيلا، بالإضافة إلى حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي. وأعلن أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) اللواء جبريل الرجوب، أن "الحوار الوطني في القاهرة سيبدأ في الثامن من فبراير الجاري". وقال الرجوب، الذي يترأس وفد حركة (فتح) للحوار في بيان صحفي إن الوفود المشاركة في الحوار ستصل إلى القاهرة تباعا في السابع من الشهر الجاري على أن تبدأ جلسات الحوار في اليوم التالي. وأكد الرجوب أن حركته ذاهبة للحوار "بعقول مفتوحة من أجل التوصل إلى النتائج التي يتمناها الشعب الفلسطيني وتخدم قضيتنا العادلة". بدورها، أعلنت حركة حماس في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، تلقى دعوة مصرية رسمية للمشاركة في جلسات الحوار بشأن "مسار المصالحة والانتخابات الفلسطينية العامة". وقال البيان إن صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي سيترأس وفد الحركة المشارك في الحوار. وأكد العاروري في بيان منفصل أن حماس "مستعدة وجاهزة لحوار القاهرة وذاهبة إليه بقلوب مفتوحة مع الكل الوطني، مشددا على تمسك حركته بتذليل العقبات والذهاب للانتخابات بما يحقق المصلحة العليا للشعب الفلسطيني". كما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أن أمينها العام زياد النخالة، تلقى دعوة رسمية مماثلة للمشاركة في الحوار. وذكرت الحركة في بيان أن الوفد الذي سيمثلها في الحوار "سيعرض رؤية الحركة المتعلقة بالتطورات السياسية الداخلية وسبل مواجهة التحديات الراهنة". ولم تعلن الحركة رسميا إذا ما كانت ستشارك في الانتخابات المقررة أو تقاطعها كما فعلت في الانتخابات السابقة. وقال القيادي في الحركة خضر حبيب، لـ((شينخوا)) إن حركته "أرجأت موقفها الرسمي بشأن المشاركة أو عدم المشاركة في الانتخابات لما بعد جلسات الحوار في القاهرة وما يتمخض عنها". وتابع حبيب أن حركته متمسكة بضرورة تغيير مرجعية الانتخابات الفلسطينية وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية وتنظيم انتخابات المجلس الوطني أو تشكيله وفقاً للتوافق الوطني. من جهتها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ثاني أكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، تلقيها دعوة مصرية للمشاركة في حوار القاهرة. وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة ماهر مزهر لـ((شينخوا))، إن قيادة الجبهة تلقت دعوة من جهاز المخابرات المصرية للمشاركة في الحوار الذي يستمر ثلاثة أيام متتالية. وذكر مزهر "نأمل من خلال الحوار الوطني الشامل مناقشة كافة الملفات المتعلقة بالمشروع الوطني الفلسطيني وليس فقط الانتخابات". وفي السياق، أعلنت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان إن وفدها للحوار "سيحمل مجموعة من الأفكار والمشاريع الهادفة لضمان تنظيم انتخابات شفافة ونزيهة في أجواء من التوافق الوطني". ومن المقرر أن تتلقى بقية الفصائل تباعا الدعوة للمشاركة في الحوار، علما أن اللقاء يعد الخطوة الثانية بعد إصدار المراسيم الرئاسية لإجراء الانتخابات. وكان الرئيس محمود عباس، قد أصدر في 15 من يناير الماضي مرسوما بالدعوة لانتخابات فلسطينية عامة على ثلاث مراحل ابتداء من مايو المقبل. وبموجب المرسوم ستجري الانتخابات التشريعية في 22 مايو المقبل والرئاسية في 31 يوليو، على أن تعتبر نتائج انتخابات المجلس التشريعي المرحلة الأولى في تشكيل المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية. وسيتم استكمال انتخابات المجلس الوطني في 31 أغسطس المقبل "وفق النظام الأساس لمنظمة التحرير الفلسطينية والتفاهمات الوطنية، بحيث تجرى انتخابات المجلس الوطني حيثما أمكن". في هذه الأثناء، أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، خلال اجتماع حكومته الأسبوعي بمدينة رام الله، عن أمله في أن يكلل اجتماع القاهرة بالنجاح. وقال اشتية إن الشعب الفلسطيني أمام فرصة حقيقية "لانطلاقة وطنية جديدة تضخ دماء جديدة للحياة السياسية والتشريعية وتفتح الآفاق أمام الجيل الشاب". ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني الفعاليات والأطر الوطنية للتآزر في عملية إعادة الحياة الديمقراطية في فلسطين لمسارها الطبيعي وتحقيق الإنجاز الوطني التاريخي المطلوب.
مشاركة :