تفاعلت قضية الفيلم الإيراني «محمد رسول الله» على أكثر من صعيد أمس، وسط دعوات لتدويل القضية عبر اللجوء للهيئات القانونية الدولية. جاء ذلك على خلفية تصريحات استفزازية ومتهورة لمخرج الفيلم مجيد مجيدي تجاه أكثر من مليار مسلم، ادّعى فيها أن الجزئين القادمين من الفيلم سيتعرّضان صراحة لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم ومواقفه وشكله وطباعه والأدوار التي أدّاها طيلة فترة حياته عليه أفضل الصلاة والسلام، وزعم أن الجزء الأول اقتصر على طفولة النبي عليه الصلاة والسلام، والجزء الثانى يتناول حياته حتى وفاته، والثالث يتناول تأسيس الدولة الإسلامية في المدينة المنورة مدعيًا أنه يهدف من خلالهما لتصحيح صورة الإسلام التى شوّهها المتطرّفون. والفيلم الذي عرض الأسبوع الماضي في دور العرض الإيرانية، استمر إنتاجه 7 سنوات، وبلغت تكلفته 40 مليون دولار، موّلت الحكومة الإيرانية جزءًا منها ودعمته وباركت تصويره وذلك عندما قام آية الله على خامنئي المرشد الإيراني بزيارة مواقع التصوير في إشارة قوية للموافقة عليه، وصورت المشاهد المتعلقة بمكة المكرمة بمنطقة صحراوية بإيران، أما مشاهد إبرهة الأشرم ومحاولة هدم الكعبة فقد صورت بجنوب أفريقيا بعد رفض الهند السماح لطاقم العمل بالتصويرعلى أراضيها خشية ردة الفعل الغاضبة من المسلمين تجاه الفيلم. والغريب أن مارك جوزيف منتج الفيلم طالب المسلمين بالتغلب على عواطفهم مثلما فعل المسيحيون عندما تم تصوير فيلم السيد المسيح!.. وأصدرت مؤسسة الأزهر بيانًا شديد اللهجة عند عرض الفيلم الأسبوع الماضى بعد أن هاجمت مخطط المخرج منذ عام 2012 لرفضها تجسيد الأنبياء في الأعمال الفنية، واحتشدت مجموعة من الجماهير في مونتريال بكندا الأيام الماضية مطالبة بإسقاط الدولة الإيرانية لعرضها الفيلم في افتتاح مهرجان مونتريال السينمائي وتحدّيها لمشاعر المسلمين. وكان المفتي العام للمملكة سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ هاجم الفيلم، مؤكدًا أنه تشويه للإسلام وهو عمل مجوسي وعدو للإسلام ولا يجوز شرعًا لأن النبي عليه الصلاة والسلام منزّه عن ذلك وله صفاته الخاصة، وهؤلاء يصورّون شيئًا لا يمت للواقع بصلة. كما أدانت رابطة العالم الإسلامي الفيلم من خلال بيان الدكتور عبدالله التركي الأمين العام للرابطة، مؤكدة على حرمة تجسيد النبي الكريم تحت أي ذريعة كانت، وقالت إن تجسيده عليه الصلاة والسلام يتعارض مع ما ينبغي من توقيره عليه الصلاة والسلام. فيما قال عباس شومان وكيل الأزهر الشريف: إن الأزهر فتح خطوط اتصال مع السفارات والقنصليات الخارجية والإفريقية للتأكيد على احترام مشاعر المسلمين ووحدتهم وعدم ازدراء الدين الإسلامي من خلال عرض هذا الفيلم، مشيرًا إلى أن الرابطة العالمية لخريجي الأزهر فوّضت مندوبين منها في كافة الدول الغربية والعربية لاتخاذ قرار مقاطعة الفيلم وضرورة إيقافه على الفور من خلال الضغط على الهيئات الدينية بتلك الدول حتى لا تتفاقم الأزمة. وذهب الدكتورمحمد عطاالله خبير القانون الدولي إلى إمكانية اللجوء للهيئات الدولية القانونية لرفع دعوى أمامها لوقف الفيلم باعتباره يزدري الدين الإسلامي ويغالط المفاهيم والعقائد الإسلامية التي تخص الملايين بالعالم الإسلامي، وأشار إلى أن هناك خطوات يدرسها بعض خبراء القانون الدوليين عربيًا لتدويل القضية وتصعيدها لوقف الزحف الإيراني نحو الهجوم على الإسلام وتشويه صورته لأغراض أخرى.
مشاركة :