تجد علامات السيارات الصينية اقبالا متزايدا من المستهلكين في دول الشرق الأوسط. فوفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن موقع "أريبيان بزنس"، أصبحت المملكة العربية السعودية وإيران والجزائر ودول اخرى، تمثل أسواق المبيعات الرئيسية للسيارات الصينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتظهر بيانات الغرفة التجارية المصرية الصينية، تجاوز إجمالي مبيعات سوق السيارات في مصر خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2020 مستوى 200 ألف سيارة، بزيادة سنوية قدرها 26.61٪. وبلغت مبيعات السيارات الصينية في مصر خلال نفس الفترة، حوالي43 ألف سيارة، منها حوالي 33 ألف سيارة ركاب بزيادة 82.17٪. وتوسع السيارات الصينية حصتها في أسواق الشرق الأوسط بشكل مستمر بفضل ميزات الجودة وخدمات مابعد البيع والتقنيات المواكبة للعصر وفهم احتياجات العملاء، والاستجابة السريعة لها. وشكلت حصة أسواق الشرق الأوسط 33٪ من صادرات السيارات الصينية في عام 2020. وحلّت كل من السعودية ومصر كأول وثاني أكبر سوق للسيارات الصينية في المنطقة. تلقى حافلات الركاب صينية الصنع اقبالا متزايدا من العملاء في أسواق الشرق الأوسط. على سبيل المثال، بعد أن نجحت حافلات "هايغر" في خدمة دورة الألعاب الآسيوية بالدوحة في عام 2006، توسعت حصتها في السوق القطرية تدريجيا، وباتت لديها مايقرب من 5000 في قطر. من جهة ثانية، تحقق حصة سيارات الطاقة الجديدة تقدما مستمرا في سوق الشرق الأوسط. حيث وقعت شركة حافلات يوتونغ مؤخرًا عقدًا مع شركة النقل الوطنية القطرية لتوريد 1002 حافلة لكأس العالم 2022 التي ستحتضنها قطر، بينها 741 حافلة كهربائية. وتمتلك مختلف علامات السيارات الصينية الرئيسية آفاقا واسعة لتوسيع حصتها في أسواق الشرق الأوسط. حيث تمتلك منطقة الشرق الأوسط طلبا قويا على السيارات، وخاصة الطلب على السيارات عالية الجودة ومنخفضة التكلفة. مما يوفر فرصا جيدة للسيارات الصينية لدخول أسواق المنطقة. ومن جانب العرض، واجهت أمريكا وعدة دول أوروبية قيودًا كثيرة على صادرات السيارات بسبب تفشي الوباء. بينما تمكنت الصين من احتواء الوباء في وقت مبكر، مما ساعد مصنعي السيارات الصينيين على تصدير منتجاتهم إلى الأسواق الخارجية. بالإضافة إلى ذلك، حققت جودة السيارات الصينية تحسّنا خلال السنوات الأخيرة، وتمكنت من اثبات نفسها واكتساب موطئ قدم في أسواق الشرق الأوسط. وقد بذلت شركات السيارات الصينية الكثير من الجهود من أجل فتح سوق الشرق الأوسط. فمن ناحية، أجرت العديد من دراسات السوق وحسنت أداء السلامة لسياراتها بناءً على عادات القيادة لدى السكان المحليين. ومن ناحية ثانية، عملت على تحسين خدمات مابعد البيع وإنشاء آلية استجابة كاملة وفعّالة. وفي اطار دمج الموارد عالية الجودة وتحسين المزايا التنافسية، تنتقل العديد من شركات السيارات الصينية من تصدير السيارات الكاملة إلى بناء المصانع المحلية، مما يسهم في تطوير صناعة السيارات في الشرق الأوسط وتحسين السلسلة الصناعية وتوطين الصناعة وخلق المزيد من فرص العمل. لكن تبقى شركات السيارات الصينية تواجه أيضًا بعض الصعوبات في استكشاف أسواق الشرق الأوسط: أولاً، من منظور شامل، لا تزال الحصة السوقية للسيارات الصينية في الشرق الأوسط بعيدة جدًا عن حصة السيارات الأوروبية والأمريكية واليابانية والكورية؛ ثانيًا، تواجه السيارات الصينية منافسة شرسة في الأسواق متوسطة ومنخفضة التكلفة؛ ثالثًا ، تواجه السيارات الصينية صعوبات في تحقيق التكامل الثقافي أثناء عمليات التسويق والبيع. وإذا أرادت السيارات الصينية الانتشار بشكل أفضل في أسواق الشرق الأوسط، فعليها القيام بما يلي: أولاً، الالتزام الصارم بالقوانين واللوائح المحلية، واحترام ثقافة المستهلك المحلي، وتقديم المزيد من الاسهامات الاجتماعية من أجل تحقيق التنمية المستدامة؛ ثانيًا، التحسين المستمر لقدرات الابتكار التكنولوجي وقدرات الإنتاج، وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات في السوق والتأثير الدولي للعلامة التجارية؛ ثالثًا، تعزيز قدرات تسويق العلامة التجارية وجذب كفاءات التسويق ذات المستوى الدولي.
مشاركة :