قراءة مقتضبة لكتاب سيرة الشيخ منصور بن حمد المالك رحمه الله

  • 2/2/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أهداني صديقي الوفي الشيخ محمد بن سكيت النويصر نسخة من الكتاب المشار إليه من تأليف ابنه الأستاذ عبدالله المالك، وهو كتاب قيم في مجمله، بذل مؤلفه جهدًا يشكر عليه في جمعه وتأليفه، وقد بدأ المؤلف بذكر شيء من سيرة الشيخ حمد بن منصور المالك والد المترجَم له باعتباره أحد وجهاء الرس البارزين، ولما اشتهر به من الجود والكرم وقضاء حوائج أفراد مجتمعه، وكان له علاقات واسعة مع الملوك والأمراء والعلماء والمسؤولين في الكثير من الجهات، وكل مسؤول يزور الرس يبادر بدعوته وتكريمه مما ساعده على قضاء حوائج بلدته لدى الكثير من الجهات، وكان الجاه والوجاهة قديمًا في هذه الأسرة؛ فقد كان جد الأسرة مالك بن حمد الأول أحد وجهاء الرس في زمانه، كما أن ابنه حمد الأول بن مالك كان وجيهًا كذلك، وهو أحد ثلاثة من وجهاء الرس، أخذهم معه إبراهيم باشا زمن حملته على الدولة السعودية الأولى سنة 1232هـ ليطمئن على ولاء أهل الرس له، واستدل المؤلف على ذلك بما ذكره فهد الرشيد في كتابه الرس بين ماضيها وحاضرها الذي استدل على ذلك بقول الشاعر: بت القوى وانا عميل لثلاثة الغفيلي وابن مالك وحسون واستمرت الوجاهة في أوساط هذه الأسرة حتى وقتنا الحاضر؛ فهم وجهاء في مجتمعاتهم، ووجهاء لدى الكثير من المسؤولين. ويضيف المؤلف بأن الشيخ حمد كان له عند وفاته 17 ابنًا و11 بنتًا، ومن الأحفاد وأبناؤهم نحو 300 من الأبناء والبنات، وقد عُرف -رحمه الله- بمتابعته الجادة لأبنائه في المنزل وخارجه وفي المدرسة؛ فحالف الجميع التوفيق والنجاح، وأصبح منهم القاضي والمربي والضابط والمهندس والصحفي ورجل الأعمال. وعن التعريف بسيرة والده يقول المؤلف: هو والدي الشيخ منصور بن حمد بن منصور بن دخيل بن حمد بن مالك بن حمد، وُلد في الرس سنة 1350، وعاش في كنف والده الذي قرّبه منه في سن مبكرة كما في المجلس الذي جمعهما على متكأ واحد، وأسند إليه بعض أعماله التجارية ومسؤولياته الاجتماعية، منها حضور مجلس الأهالي. كما خصص له معلمًا يعلمه القرآن الكريم، هو الشيخ محمد بن عبدالرحمن البطي، الذي كان معلمًا للكتاتيب بالرس؛ فختم القرآن بين يدي معلمه وعمره 9 سنوات، ثم استمر يقرأ القرآن ويتعلم القراءة والكتابة في مدرسة الكتاتيب. وبعد افتتاح أول مدرسة ابتدائية بجهود والده التحق الشيخ منصور بالمدرسة الجديدة، وكان في طليعة طلابها حرصًا على طلب العلم الشرعي، وتخرج في الدفعة الأولى عام 1367هـ، واستمر في طلب العلم على مجموعة من العلماء في الرس؛ إذ قرأ عليهم الفقه والتوحيد والتفسير واللغة العربية، ثم انتقل إلى الرياض وواصل التعليم على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وفضيلة الشيخ عبداللطيف آل الشيخ، ثم عمل معلمًا في المدرسة الأهلية بالرياض، ثم معلما بوزارة المعارف في المدرسة الفيصلية بالرياض سنوات عدة. وفي عام 1372هـ التحق بالمعهد العلمي بالرياض الذي تخرج منه عام 1375هـ، وبعد تخرجه من كلية الشريعة عام 1379هـ التحق بالتدريس في معهد الرياض العلمي. وفي عام 1381هـ انتقل للعمل في ديوان المظالم محققًا شرعيًّا، ثم واصل الترقية في الوظائف الشرعية حتى وصل إلى أعلى درجات السلم القضائي، وهي درجة رئيس هيئة تمييز عام 1396هـ، ثم أصبح نائبًا لرئيس ديوان المظالم، ثم رئيسا للديوان بالنيابة. وكغيره من المشايخ كان الشيخ منصور يلقي دروسًا عامة على مجموعة من الطلاب في العلوم الشرعية، كما كان يلقي دروسًا على المصلين في مسجده، واستمر في الوعظ والإرشاد إلى أن عجز عن ذلك في وقت قريب من وفاته بتاريخ 24-6-1439هـ تغمده الله بواسع رحمته، وأجزل له الأجر والمثوبة. وبالنظر لما كان يتحلى به الفقيد -رحمه الله- من مكانة رسمية بارزة، وما تتحلى به عائلته من مكانة اجتماعية رفيعة، وما عُرف به من صادق الولاء لوطنه وقيادته، فقد تلقى ابنه عبدالله برقية عزاء من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- وأخرى من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، كما تلقى برقية تعزيه من صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، كما انهالت التعازي على ابنه عبدالله، وعلى شقيق الفقيد الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة رئيس هيئة الصحفيين السعوديين من بعض الأمراء وكبار المسؤولين والعلماء وكبار الكتّاب والشعراء عبر الاتصالات الهاتفية والكتابات الصحفية ومواقع التواصل الاجتماعي، ودشن المغردون وسمًا بعنوان [وفاة الشيخ منصور المالك]، أظهر حبًّا وتقديرًا وعرفانًا للشيخ منصور، وقال أحدهم: «وفاة رجل العلم والفقه والقضاء صاحب الأيادي البيضاء والمواقف المشرفة». وتبارى الجميع بالدعاء له بالمغفرة والرحمة. ومن عشرات القصائد التي قيلت في رثاء الفقيد اخترت هذه الأبيات من قصيدة للشاعر دحيم النومسي: مرحوم يا شيخ فقيدة للأوطان نبا وفاته هز شعب ودوله صاحب معالي من طويلين الإيمان نادر حرار نادرات فعوله منصور بن مالك من شيوخ ويلان مزبان ناس من شقا الوقت جوله من روس وايل له مكانه وعنوان قول وفعل والنشاما تقوله دنيا ودين ومجد من عبر الأزمان تاريخ عز ما تغير فصوله يشهد له الواقع وحكام وأعيان وقبيلته تشهد بصادق ميوله وعسى العوض به عزوة شانها شان من أسرة يا طيبها من حموله اللي بهم تفخر قبيلة مع أوطان في دولة تمتاز عن كل دوله دولة هل العوجا لامن الزمن شان يا طيب حظ للي نخاهم وجوله ومن قصائد الشعر الفصيح اخترتُ هذه القصيدة في رثاء الفقيد للشاعر فواز اللعبون: نهاية تسعد الأبرار طاهرة ففيم دمعك يهمي أيها الرجل ما مات من خلدت فينا مآثره ومن بصدق تقاه يضرب المثل لولا مهابة وقع الفقد قلت لهم مضى سعيدًا إلى الجنات فاحتفلوا تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، وتقبل دعوات المترحمين عليه والمشيدين بكتابتهم وأشعارهم بما يعرفونه من محاسنه؛ لأننا مأمورون بذكر محاسن موتانا. ** ** الرس - عضو جمعية البر

مشاركة :