يواصل الأتراك دفع فاتورة سياسات نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، ما بين إحباط ويأس وديون وارتفاع أسعار. وكشف استطلاع رأي حديث عن ارتفاع عدد الشباب التركي الذين يشعرون بالإحباط وعدم الرضا عن حياتهم، بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية، وممارسات نظام الرئيس رجب طيب أردوغان. جاء ذلك حسب ما ذكره الكاتب التركي مصطفى قرا علي أوغلو، في صحيفة "قرار" التركية المعارضة. وذكر الكاتب أن جمعية "هابيتات" التركية أجرت استطلاع الرأي مؤخرا، أوضحت نتائج أن نسبة الشباب الذين قالوا إنهم غير راضيين عن حياتهم في تركيا بلغت 41.9% خلال العام الماضي، 2020، فيما كانت تبلغ 28.9% عام 2017. وأضاف الكاتب موضحا "على نفس الشاكلة وخلال عام 2017 كان نسبة الشباب الذين قالوا إنهم محبطون 32.8%، غير أن هذه النسبة وصلت إلى 42.5% في 2020". كما أوضح أن هناك 21.4% من الشباب يرغبون في الاستقرار خارج تركيا، و31.3% يريدون إكمال دراستهم خارج بلادهم، لافتًا أن الوجهة التي يفضلونها للرحيل عن البلاد هي الدول الأوروبية وعلى رأسها ألمانيا، وفرنسا وبريطانيا، فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية وكندا. على الصعيد نفسه كشف أورهان سومر، النائب البرلماني عن الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، أنه منذ نوفمبر الماضي، لم يتمكن 404 آلاف و694 شخصًا في تركيا من سداد قروضهم الاستهلاكية و366 ألفاً و557 آخرين عجزوا عن سداد ديون بطاقات الائتمان الخاصة بهم. من جانبها قررت الحكومة التركية زيادة جديدة على أسعار الغاز الطبيعي، بنسبة 1% في جميع المنازل السكنية والتجارية والصناعية وتوليد الطاقة، اعتبارا من اليوم الأول من شباط/فبراير. جاء ذلك بحسب بيان صادر عن هيئة تنظيم سوق الطاقة في تركيا، والذي كشفت فيه عن الزيادة الجديدة في رسوم التوزيع والخدمات للغاز الطبيعي، وذلك بنسبة 1%. وبناءً على ذلك حددت شركة توزيع الغاز للمستهلكين السكنيين 1276 ليرة مقابل 1000 متر مكعب من الغاز الطبيعي بزيادة قدرها 1٪، و1428 ليرة للأعمال والصناعة والطاقة. تأتي هذه الزيادة رغم الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تشهدها البلاد، بسبب سياسات نظام الرئيس رجب طيب أردوغان غير المجدية التي أدخلت تركيا في نفق مظلم منذ أكثر من عامين على كافة الأصعدة، خاصة الاقتصادية منها. وقبل يومين اعترف أردوغان بهذه الأزمة، وبارتفاع الأسعار، لكنه بدلًا من أن يبحث عن حلول ويعتبر بأنه السبب في ذلك من خلال سياسات خاطئة، راح ليلقي المسؤولية على التجار، وتوعدهم بعقوبات قاسية. والأربعاء الماضي، أعرب أتراك عن انتقادهم لنظام الرئيس أردوغان بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية، وسوء أحوالهم المعيشية. صحيفة "أفرنسال" التركية المعارضة، التقت عددا من المواطنين الذين يقفون في طوابير طويلة أمام منافذ بيع الخبز "الرخيص"، في صورة لخصت في تفاصيلها الدقيقة الحالة السيئة التي وصل إليها الاقتصاد التركي. وبحسب ما ذكرته الصحيفة، يمشي بعض الأتراك أميالا لشراء الخبز مقابل ليرة تركية واحدة (بدلا من 2 ليرة)، من منافذ بيع الخبز الشعبي، وينتظرون لساعات طويلة للحصول على الخبز. وذكرت الصحيفة أن القاسم المشترك في أحاديث المواطنين الذين التقطهم بإسطنبول عند منافذ البيع، هو انتقاد النظام الحاكم وسياساته الاقتصادية غير المجدية، والتذمر من ارتفاع أسعار المنتجات ورسوم الكثير من الخدمات بشكل أثقل كاهلهم
مشاركة :