يعاني الطفل البريطاني "هاري فلويد" البالغ من العمر أربع سنوات من حساسية جلدية غريبة ضد الماء فور ملامسته لجسده الذي يتحول بعد ذلك للون الأحمر متأثراً بحكة شديدة وتدهور في حالته الصحية بشكل عام. وتسمى الحالة الصحية التي يعاني منها "هاري" الصغير بمتلازمة الحساسية الجلدية المتضاعفة التي تتأثر بالأساس بالحرارة والبرودة من الماء غالباً ومن تقلبات الطقس كذلك إذا كانت غير معتدلة لكونها عوامل تلامس البشرة بطريقة مباشرة. ويفسر الأطباء الوضع الذي يعيشه "هاري" بأنه ينتج عن التفاعل غير العادي والحساس جداً لخلايا البشرة والجلد مع مركبات الهيستامين الكيميائية التي تعتبر العامل الرئيسي في تفاوت درجات الحرارة والبرودة في الماء والطقس. وعلى الرغم من أن الحالة الصحية للمصاب بهذه المتلازمة التحسسية لا يعتبر خطيراً جداً إلا أن إهمالها وتضاعفها بعواقب وخيمة من الممكن كما يقول الأطباء أن يؤدي إلى تطورات سلبية مؤذية جداً للصحة، وتقول ليزا والدة هاري بأن هذه الحالة بدأت مع صغيرها عندما كان بعمر ثلاثة أشهر ولاحظت أول مرة كيف تأثرت بشرته بعد دقائق قليلة من استحمامه ولم يهدأ ويكف عن الصراخ إلا بعد أن أخذته للطبيب وأخبرها بالأمر ليتم توفير العلاج المؤقت له. ويتضمن علاج من يعانون من هذه العلة عدم ملامسة الماء بشكل نهائي تقريباً والحذر الشديد في التعامل مع تقلبات المناخ الجوي بشكل عام وهو أمر صعب نسبياً للكثيرين وخصوصاً الأطفال ومما يزيد من المعاناة فيه أنه لا يوجد ولم يتم لحتى الآن التوصل لعلاج فعال ومساعد كثيراً لتلك الحالة التي بيّنت بعض الدراسات ارتفاعاً جينياً في نسبة المصابين بها في حين أن أسباب المعاناة منها لم تعرف وتحدد بشكل تام وقاطع.