عبد الرحمن آل جمعان يكتب عن والده .. محمد عبيد والموروث الشعبي

  • 2/2/2021
  • 00:00
  • 43
  • 0
  • 0
news-picture

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، فقد عرفت المملكة العربية السعودية من قديم الزمان موروث شعبي عريق ظل يتوارثه الأبناء من الأجداد حتى وصل جيل الأحفاد اليوم، كثيرون قد اهتموا بهذا التراث وعملوا على حفظه وتناقلوه واحتفوا به، ومن بين هؤلاء الذين عشقوا التراث واحتفوا به والدي – رحمه الله – محمد بن عبيد الدوسري. *ولادته ونشأته* : هو محمد عبيد بن جمعان الدوسري الملقب ” بابن كاكاه “، من مواليد وادي الدواسر في عام ١/ ٧/ ١٣٥٠ هجرية بحي اللدام عاش وترعرع في كنف والده الذي ترك له بصمه في حياته. *أبرز أعماله في حياته* : شارك في حرب توحيد المملكة وهو حمل الراية في فتح نجران أثناء توحيد المملكة عمل على ما يمليه عليه ضميره تجاه الدين والمليك والوطن، تعلم منه أغلب الصفات الحميدة التي يغرسها الآباء في أبنائهم منذ الصغر، مثل تعاليم الدين الإسلامي والكرم والشجاعة،والتي يتعلمها الأبناء من بعدهم والمحافظة على حقوق الجار،وقد عمل مبدئيا في الزراعة وهي الحرفة التي تعلمها من والده. حيث البدايات وطلب العيش والرزق الكريم ، ثم بدأ التنقل ما بين وادي الدواسر والرياض حيث استقر هناك ولكن الحنين للوالدين ومسقط رأسه أجبره على الرجوع. *حياته الاجتماعية* : تزوج في حياته أربع زوجات وله من الذكور (عبيد وحسن وفايز وعبد الرحمن وسلمان (رحمة الله) وعبدالله ، وخليفة وضفيان )، وخمسة من الإناث وقد بلغ أحفاده ما يقارب ٣٠ من الأحفاد. *مشاركاته الوظيفية والوطنية* : عمل في إدارة التعليم سنة ١٣٩٧هـ لمدة ستة أشهر مراسل ولكن قلة الراتب في ذلك الوقت لم تفي بمتطلبات الحياة، واستقال من العمل وتوجه إلى العمل الحر للبيع في الخضار والفواكه فوجد نفسه في هذا المجال حيث أمضى فيه قرابة ٢٥ سنة، يتنقل بين أرجاء المملكة من وادي الدواسر إلى تثليث والصبيخة والمضة ووادي بن هشبل، وأثناء المواسم كان ينتقل من منطقة نجران إلى خميس مشيط. كما اتجه للعمل الحكومي مع مهنته الأولى حيث عمل حارس مدرسة بمتوسطة اللدام الأولى التابعة لإدارة التعليم بوادي الدواسر وكل هذه المشاغل لم تكن تمنعه عن الموروث الشعبي حيث كان مولع به جدا. وهو أول الحاضرين حين يدعي لمناسبة أو تلبية محفل سواء كان في المحافظة أو خارج المحافظة وكان يحث أبنائه أيضا للحضور والمشاركة وقد شارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية في دورة الأولى في عام ٢٤ مارس عام ١٩٨٥ وبعدها عدة مرات ومناسبات المحافظة الرسمية كاليوم الوطني والأعياد، كل ذلك حباً للموروث الشعبي. *الاشخاص المقربين لديه* : لكل شخص صديق مقرب يحب أن يجاذبه أطراف الحديث ويسامره ويشاوره اذا صعب عليه أمر ، وكان هناك شخصين مقربين له وهم العم حمدان بن سعيد آل شملان والعم حمد بن فايز آل عويمر الملقب ” ابن هدهود “. *وفاته* : تقدم العمر به وتوالت عليه الأمراض فصار غير قادر على ذلك لزم الفراش الخمس سنوات الأخيرة من عمره، صابراً محتسباً بشعائر الدين الحنيف والسنة النبوية، وفي صباح يوم الاثنين ٢٠/٦/ ١٤٤٠ هجرية توفي في مستشفى وادي الدواسر العام عن عمر يناهز ٩٠ عاماً حيث دفن في مقبرة اللدام ، رحمة الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته. *بقلم ابنه* عبد الرحمن بن محمد آل جمعان

مشاركة :