والد الطفل السوري الغريق يروي تفاصيل المأساة

  • 9/4/2015
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

أنقرة ـ وكالات: روى والد الطفل السوري إيلان الكردي الذي غرق قبالة سواحل تركيا وأثارت صورته صدمة في العالم، أن ولديه "انزلقا من بين يديه" حين انقلب المركب الذي كان يقلهم إلى اليونان. وأضاف عبدالله شنو متحدثًا لوكالة دوغان للأنباء التركية: "كانت لدينا سترات نجاة لكن المركب انقلب فجأة لأن بعض الناس نهضوا. كنت أمسك يد زوجتي لكن ولدي انزلقا من بين يدي". وأثارت صورة جثة الطفل البالغ الثالثة من العمر ممددًا على بطنه على رمال شاطئ بودروم جنوب غرب تركيا لدى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم على الصفحات الأولى للعديد من الصحف الأوروبية، صدمة حقيقية وموجة تأثر في العالم. وقال الوالد: "كان الظلام مخيمًا والجميع يصرخون، لذلك لم تتمكن زوجتي وولداي من سماع صوتي، حاولت أن أسبح إلى الساحل مستهديًا بالأضواء لكنني لم أتمكن من العثور على زوجتي وولدي حين وصلت إلى اليابسة"، مضيفًا "ذهبت إلى المستشفى وهناك علمت بالكارثة". وقال الرجل المتحدّر من مدينة كوباني الكردية في شمال سوريا إنه حاول عبثًا في السابق الوصول إلى اليونان مع عائلته غير أن خفر السواحل اليونانيين اعترضوا مركبهم. ونزحت عائلة الطفل إيلان الكردي مرات عدة داخل سوريا وإلى تركيا هربًا من أعمال العنف قبل أن تقرّر الهجرة إلى أوروبا، بحسب ما أفاد صحافي كردي أمس. وقال الصحافي مصطفى عبدي من مدينة كوباني السورية ذات الغالبية الكردية والحدودية مع تركيا إن والد الطفل ووالدته متحدّران من كوباني، "وكانا يسكنان دمشق منذ مدة طويلة. في 2012، غادرا دمشق (التي شهدت اشتباكات في تلك الفترة) مع ولديهما إلى حلب (شمال)". وأضاف "عندما اندلعت المعارك في حلب، انتقلا مع عائلتهما إلى كوباني. فحصلت حرب أيضًا، فانتقلوا إلى تركيا. بعد تحرير كوباني (من تنظيم داعش) عادوا إليها. فحصلت المجزرة على يد التنظيم الذي نفذ عملية ليومين في كوباني قبل أن يطرده منها المقاتلون الأكراد في يونيو. وقتل في المجزرة حوالي مئتي كردي. وروى عبدي أن "المجزرة كانت قريبة منهم، لم يتمكنوا من إيجاد مكان لهم في مخيمات تركيا، فاستدانوا مبلغًا من المال بعدما أمضوا شهرًا في بودروم وانطلقوا باحثين عن حياة أفضل". وذكر الإعلام التركي أن اسم الطفل إيلان الكردي. وأوضح عبدي أن اسمه الكامل إيلان شنو الكردي. وتم انتشال 12 جثة من المركب الذي انقلب بينها جثث إيلان وشقيقه غالب (خمس سنوات) ووالدته ريحانة. وقال عبدي "اتصلت بالوالد وحاولت التكلم معه، لكنه بدأ بالبكاء، وأعطى الهاتف لأحد أصدقائه". فيما قالت عمة الطفل لصحيفة كندية أمس: إن أسرة الطفل كانت تحاول الهجرة إلى كندا بعدما فرّت من الصراع في مدينة كوباني السورية. ونقلت صحيفة ناشونال بوست الكندية عن تيما كردي شقيقة عبد الله وتسكن مدينة فانكوفر في كندا "سمعت النبأ في الساعة الخامسة فجر أمس". واتصلت زوجة أحد أشقاء عبد الله بتيما، وقالت "تلقت اتصالاً من عبد الله وكان كل ما قاله هو: ماتت زوجتي وطفلاي". ونقلت الصحيفة عن تيما قولها: إن عبد الله وزوجته وطفليه قدّموا طلبات لجوء على نفقة خاصة للسلطات الكندية ورفضت في يونيو بسبب مشاكل في الطلبات الواردة من تركيا. وأضافت "كنت أحاول التكفل بهم ولدي أصدقاء وجيران ساعدوني في أرصدة البنوك لكننا لم نستطع إخراجهم ولذا ركبوا القارب، "كنت أدفع إيجار مسكنهم في تركيا". وامتدح العالم استقبال تركيا لمليوني لاجئ منذ بدء الصراع في سوريا في مارس 2011 إذ أنفقت ستة مليارات دولار على رعايتهم ولم تحصل سوى على 400 مليون دولار في شكل مساعدات من الخارج. دفن جثامين الطفل وعائلته في كوباني اسطنبول ـ د ب ا: قال مسؤول كردي إن عيلان الكردي، الطفل الذي جرفته المياه إلى الشاطئ في تركيا، بعد أن حاولت عائلته الهرب من الصراع في سوريا والوصول إلى أوروبا، سيتم دفنه في مدينة عين العرب كوباني. وقال ادريس نعسان، المتحدث باسم الأكراد في شمال سورية، إن الطفل، وشقيقه غالب 5 أعوام ووالدتهما ريحان سيتم دفنهم في المدينة التي كانت مسرحاً لقتال عنيف العام الماضي، وأصبحت رمزاً أساسياً في الحرب. ونجا الأب عبد الله فقط وقال إنه سيتوجه لكوباني لدفن أسرته خلال مطلع الأسبوع، وفقاً لنعسان. أردوغان : أوروبا جعلت المتوسط مقبرة للاجئين أنقرة ـ وكالات : اتهم الرئيس التركي الإسلامي المحافظ رجب طيب أردوغان أمس الدول الأوروبية بتحويل البحر المتوسط إلى "مقبرة للمهاجرين" رداً على نشر صورة الطفل السوري الذي عثر عليه غريقاً على أحد شواطئ تركيا. وقال أردوغان في خطاب ألقاه في أنقرة إن "الدول الأوروبية التي حولت البحر المتوسط، مهد حضارات قديمة، إلى مقبرة للمهاجرين تتحمل قسماً من المسؤولية في مقتل كل لاجئ". وأضاف متحدثاً أمام مجموعة من رجال الأعمال عشية اجتماع لوزراء المالية وحكام المصارف المركزية لدول مجموعة العشرين في العاصمة التركية "إن تدفع الأمواج جثة طفل في الثالثة إلى شواطئنا، ألا يتحتم محاسبة البشرية أجمع على ذلك؟". وشدد الرئيس التركي الذي يندد باستمرار برفض البلدان الأوروبية استقبال المزيد من اللاجئين السوريين "ليسوا المهاجرين وحدهم من يغرق في المتوسط بل كذلك إنسانيتنا". وذكر بأن تركيا تستضيف اليوم حوالى مليوني لاجئ سوري هربوا من النزاع المستمر في بلادهم منذ أكثر من أربع سنوات، عملاً بسياسة "الباب المفتوح" التي تنتهجها. وقال أردوغان "لم نتخل عن الذين كانوا يهربون من القنابل لأننا إنسانيون". وتابع "إن الدول الأوروبية التي وضعت المعايير للحقوق والحريات الإنسانية الأساسية تبتعد الآن عن هذه المبادئ". وأكد "لا نعتبر من العدل تحميلنا عبء مشكلة يواجهها العالم بأسره". ومن جانبه، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في بيان أمس إن تركيا ستبقي أبوابها مفتوحة أمام اللاجئين فيما دعا الدول الأوروبية لتحمل نصيبها من تبعات الأزمة. صور غرق إيلان تزيد الضغوط على كاميرون لندن ـ رويترز : واجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ضغوطا أمس لاستقبال مزيد من اللاجئين بعدما حظيت صورة الطفل السوري إيلان الكردي الذي مات غرقا ولفظته الأمواج على شاطئ تركي بتعاطف كبير. وتعرض كاميرون لانتقادات كبيرة بعدما قال إنه لا يعتقد أن التعامل مع أزمة اللاجئين يجب أن يكون باستقبال المزيد منهم ولكن بتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وذلك قبل ساعات من نشر الصورة المؤلمة. وقال أحد العناوين في الصفحة الرئيسية لصحيفة (ذا صن) الأكثر مبيعا في بريطانيا "لقد انتهى الصيف يا سيد كاميرون . تعامل الآن مع أكبر أزمة تواجه أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية". وكتب العنوان فوق صورة لأحد عناصر خفر السواحل الأتراك وهو يحمل جثة الطفل الغريق. ويعكس تغير لهجة الصحيفة التي انتقدها مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في أبريل بعدما قارن أحد كتابها المهاجرين "بالصراصير" الأثر النفسي الذي أحدثته صور المعاناة الإنسانية في أنحاء أوروبا. ونشر نديم زهاوي عضو البرلمان عن حزب المحافظين الذي يقوده كاميرون صورة الطفل السوري على حسابه على تويتر وعلق عليها قائلا "لا نساوي شيئا بدون الشفقة. صورة ينبغي أن تشعرنا جميعا بالخجل. أخفقنا في سوريا. آسف أيها الملاك الصغير. أرقد في سلام." وطالب بعض المشرعين الآخرين من حزب المحافظين باتخاذ موقف أكثر رحمة مع اللاجئين. وكتب توم توجندهات على تويتر أن العديد من الناخبين في دائرته يريدون أن تفعل بريطانيا المزيد في هذا الشأن وأنه يتفق معهم. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن جوني ميرسر قوله إن الأمهات اللاتي يحمين أطفالهن من الغرق بسترات النجاة يجب ألا يعتبرن المملكة المتحدة مكانا لا يرحب بهن. التركية التي صورت جثة الطفل: عندما رأيته أصابني الجمود أنقرة ـ أ ف ب: أكدت المصورة التركية التي التقطت صور جثة طفل سوريا (3 سنوات) التي صدمت العالم أمس أنها أصيبت "بالجمود" عندما شاهدته على شاطئ في مدينة بودروم السياحية جنوب غرب تركيا. وصرّحت المصورة نيلوفير دمير التي تعمل لصالح وكالة دوغان الخاصة عبر قناة سي ان ان - تورك الإخبارية: "عندما رأيته أصابني الجمود، تسمّرت في مكاني، مع الأسف لم يعد ممكنًا فعل أي شيء لمساعدة هذا الطفل، فقمت بعملي". وأضافت "نتنزه دائمًا على هذه الشواطئ منذ أشهر، لكن البارحة كان الأمر مختلفًا، رأينا أولا جثة الصبي الأصغر الهامدة، ثم جثة شقيقه،أردت عبر التقاط صورهما نقل مأساة هؤلاء الناس". وبدا الطفل الأصغر إيلان الكردي مرتديًا قميصًا أحمر وسروالاً قصيرًا أزرق، ملقى على بطنه على رمال الشاطئ في بودروم. وأضافت المصورة أن جثتي شقيقه غالب (خمس سنوات) ووالدتهما ريحانة عثر عليهما كذلك على الشاطئ نفسه. وغرق الثلاثة بعد انقلاب مركبهم أول أمس فيما حاول التوجّه من بودروم إلى جزيرة كوس اليونانية، المدخل إلى الاتحاد الأوروبي، كحال آلاف المهاجرين غيرهم. وكانت هذه العائلة تسعى للهجرة إلى كندا حيث لها أقارب، بحسب الصحافة الكندية. وأشار موقع صحيفة اوتاوا سيتيزن نقلاً عن أحد الأقارب أن رب العائلة عبد الله الذي نجا من الغرق أكد أنه يريد العودة إلى كوباني لدفن زوجته وابنيه. وانتشرت الصور الصادمة للطفلين حول العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتناقلتها الصحف الأوروبية. وأكدت دمير "لم أكن أتصور أن تحدث تلك الصور هذا الوقع"، موضحة أنها سبق أن التقطت صور جثث لاجئين على شواطئ تركية. الجامعة العربية تأسف لما يعانيه الشعب السوري القاهرة ـ قنا : أعربت جامعة الدول العربية ، عن" أسفها الشديد لما يعانيه الشعب السوري من تهجير ولجوء ونزوح ومعاناة خارج سوريا وداخلها ، والتي كان آخرها معاناة السوريين الفارين من الحرب في سوريا، وتجلت إحداها في صورة طفل سوري غارق لفظته المياه على شاطئ منتجع سياحي تركي، بعد غرق عدد من اللاجئين السوريين أثناء محاولتهم الوصول إلى جزيرة كوس اليونانية". وأقر الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية ، في تصريحات له أمس ، بعجز الأمانة العامة للجامعة في معالجة تلك المشكلة قائلا "إن معالجة موضوع اللاجئين أكبر من أن تقوم به الجامعة العربية". وأكد العربي" أن استمرار الوضع المأسوي في سوريا ، نتيجة استمرار الحرب التي انعكست آثارها المدمرة على الشعب السوري وما عانى منه من تهجير ولجوء ونزوح ومعاناة خارج سوريا وداخلها ، يتطلب تضامنًا عربيًا وإجراءات عملية عاجلة للتخفيف من معاناة الشعب السوري بالسعي لوقف القتال والإسهام في توفير متطلبات الإغاثة الإنسانية". كما أكد" ضرورة تنفيذ القرارات العربية القاضية بالمواجهة الشاملة للمنظمات الإرهابية التي استشرى عدوانها وعملياتها الإرهابية في العراق وسوريا وما تقوم به من أعمال وحشية ضد السكان المدنيين وتقويض الآثار الحضارية وتهديدها لمقومات الدولة وللوحدة الوطنية، وضرورة العمل على وقف عملياتها ومنعها من التمدد إلى مناطق أخرى في الوطن العربي". مالطا : طفرة في التبرعات بسبب الصورة فاليتا ـ د ب أ : شهدت وكالة إنقاذ المهاجرين الخاصة الوحيدة في أوروبا طفرة في التبرعات ، وهو ما عزي إلى حالة الذعر التي أثارتها صورة انتشرت على نطاق واسع لجثة طفل سوري من المهاجين على الشاطئ. وذكرت منظمة "ميجرانت أوفشور أيد ستيشن" ،التي تتخذ من مالطا مقرا لها،أمس أنها شهدت زيادة بلغت 15 ضعفا للتبرعات خلال 24 ساعة ، حيث تلقت أكثر من 200 ألف يورو (225 ألف دولار) من 2500 متبرع منذ صباح أول أمس . وأصابت صورة الطفل العالم بصدمة ، لدرجة أن صحفا بريطانية معتادة على التشكك بشأن المهاجرين قد دعت أمس إلى التراحم.

مشاركة :