أطلقت مؤسسة (عامل) الدولية غير الحكومية 9 عيادات متنقلة في جنوب لبنان خصصت لعلاج مصابي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) ومتابعتهم داخل منازلهم. رئيس المؤسسة ومديرها العام الطبيب كامل مهنا أشار لوكالة أنباء ((شينخوا)) إلى أن هذه المبادرة الطبية المهمة، فرضها الارتفاع في أعداد الوفيات والمصابين بكورونا في ظل ضعف بنية القطاع الصحي وعجز المستشفيات عن استقبال كافة المصابين. وأضاف أن من شأن هذه العيادات تخفيف الضغط على المستشفيات مع النقص الحاصل في التجهيزات والمعدات الطبية الخاصة بمعالجة كورونا والتخفيف أيضا من عناء المرضى وذويهم. وأوضح مهنا أن كل عيادة تضم سيارة إسعاف وفريق مكون من طبيب وممرضة ومساعدين، انيط به مسؤولية متابعة أوضاع مرضى كورونا وبشكل دوري داخل منازلهم وإجراء فحوصات (بي سي آر) ، مع تزويد المصابين بالمعدات الطبية والأدوية الضرورية حتى الشفاء الكامل للمريض. وتصنف مؤسسة (عامل) بأنها جمعية مدنية، ذات منفعة عامة تضم مجموعة من الأطباء والأساتذة الجامعيين والصحفيين والأخصائيين الاجتماعيين وهي عضو في المجلس الاقتصادي الاجتماعي للأمم المتحدة بالصفة الخاصة الاستشارية، ولها علاقات شراكة مع منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والمفوضية العليا للاجئين والاتحاد الأوروبي. وأكد مهنا أن الكادر الطبي العامل في العيادات النقالة يتجاوز 50 شخصا بين أطباء وممرضين ويشمل نطاق عمله تجمعات ومخيمات النازحين السوريين في العديد من المناطق اللبنانية لحمايتها من تفشي كورونا تفاديا لكارثة كبرى. وأشار مهنا إلى أن مراكز المؤسسة الـ26 الموزعة في معظم المناطق اللبنانية خصصت غرف عزل ورعاية لمرضى كورونا باشراف فريق مدرب. الطبيب المشرف على هذه الحملة محمد الزايد أوضح لـ(شينخوا) أن هذه الإجراءات الطبية تتم بالتنسيق والتعاون مع وزارة الصحة اللبنانية ومنظمة الصحة العالمية والبلديات التي وضعت بتصرف المواطنين خطا ساخنا للحالات الطارئة. وقال "فرقنا تعمل على مدار الساعة وقد وجدنا كل تجاوب من المواطنين المحجورين داخل منازلهم ولاقى برنامجنا الطبي ارتياحا لدى المصابين بكورونا ولدى الجهات المعنية بالوضع الصحي". من جهته، قال الممرض غسان عواضة العامل في المؤسسة منذ 12 عاما أن سرعة انتشار كورونا وتفلته في كل اتجاه وضع كل الجهات الصحية في حالة قلق وارباك. وأوضحت الممرضة الأربعينية أمل سويد أن العيادات النقالة تصل إلى ما بين 35 إلى 50 حالة مصابة بكورونا يوميا، وأنها سعيدة بعملها رغم أنه محفوف بالخطر. من جهته، قال الممرض الشاب حسان رزق لـ(شينخوا) إن "معالجة مرضى كورونا في المنازل معقدة في الكثير من جوانبها وكنا نضطر لمتابعتها بشكل دوري ومنظم". وأعربت ربة المنزل الخمسينية ساهرة عبد الكريم من سكان بلدة بلاط بجنوب لبنان عن غبطتها بتلقي المساعدة الطبية والعلاج في منزلها بعد اصابتها بكورونا منذ أسبوع مما وفر عليها عناء الذهاب إلى المستشفى. وبدورها، أشارت الخياطة جانيت حداد من بلدة كوكبا بجنوب لبنان إلى أن العيادات النقالة آمنت لها ولثلاثة من أفراد عائلتها كل عناية بعدما تلقوا العلاجات ضد كورونا في المنزل. اما المزارع نادر المحمد من بلدة الوزاني شرق جنوب لبنان فقال لـ(شينخوا) "اصبت مع 4 من أفراد عائلتي بكورونا، والعيادات النقالة وطواقمها الطبية جعلتنا نستغني عن المستشفيات بعدما تلقينا الاسعافات الضرورية والأدوية المناسبة لمواجهة كورونا"، شاكرا للمؤسسات الانسانية جهودها في بلسمة الجراح. وكانت وزارة الصحة اللبنانية سجلت يوم أمس الإثنين 2020 حالة إصابة جديدة ب(كوفيد-19) مما رفع إجمالي الإصابات إلى 303 آلاف و72 حالة فيما ارتفع عدد الوفيات جراء المرض إلى 3145. يذكر أن لبنان كان شرع في فرض حالة الطوارئ العامة الصحية بعد ارتفاع عدد الوفيات والإصابات بـ(كوفيد-19) وعجز المستشفيات عن استقبال المصابين بعد وصولها إلى الحدود الاستيعابية القصوى حيث قررت السلطات إغلاق البلاد بشكل تام من 14 يناير إلى 8 فبراير مع حظر التجوال الكلي في محاولة لكبح تفشي المرض.
مشاركة :