ياسمينة خضرا يتقمص شخصية القذافي في روايته الأخيرة

  • 9/4/2015
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

يؤكد الكاتب الجزائري محمد مولسهول الملقب باللغة الفرنسية ياسمينة خضرا أنه تقمص شخصية الزعيم الليبي الراحل في رواية «لا ديرنيير نوي دو ريس» (ليلة الريس الأخيرة) التي تعتبر من اكثر الروايات اثارة للاهتمام بين الكتب الصادرة في فرنسا راهناً. ويروي الكتاب الصادر عن دار «جوليار للنشر» الساعات الأخيرة للزعيم الليبي من وجهة نظر القذافي نفسه، وهو شخصية فريدة ومتناقضة ومرعبة. الواقعية في الكاتب ملفتة. توارى خضرا صاحب كتاب «فضل النهار على الليل» وراء شخصية الزعيم الليبي. فالقارئ يقرأ كلمات خضرا لكنه يسمع صوت القذافي. ويؤكد ياسمينة خضرا «كتبت الرواية وأنا في حالة انصهار». ويقول الكاتب إنه «غاص بالكامل في كتابه المتخيل هذا، كما لو ان الشخصية سكنته، لقد خطفني سردي للراوية». والكتاب اشبه بتراجيديا كلاسيكية، فقاعدة الوحدات الثلاث اي الزمان والمكان والحركة محترمة بالكامل. الأحداث كلها تدور في سرت ليل 19-20 تشرين الأول (اكتوبر) 2011. القذافي يشرف على الهلاك على يد الشعب الليبي. ويتابع خضرا صاحب راوية «الاعتداء»، «شعرت بتأثيرات جانبية جسدية محضة خلال الكتابة. كنت فعلاً القذافي!». وأثمر ذلك حواراً حياً. ويقول خضرا الذي عاد للحظة ليتقمص شخصية القذافي ويستخدم صيغة المتكلم بدلاً من الزعيم الليبي "صدمت بما كان يقوله الناس من حولي، كنت مغتاظاً من فظاظتهم وتمردهم». قلم خضرا لا يمتدح القذافي، لكنه يحجم عن إهانته كذلك. ويتساءل الكاتب وهو عسكري سابق وضابط كبير في الجيش الجزائري «من أكون لأحكم عليه؟» الكتاب ليس تحقيقاً حول نهاية رجل حكم ليبيا مدة 42 عاماً بعد انقلاب خطط له في السابعة والعشرين، لكن كل شيء يبدو فيه حقيقياً. ويبتسم خضرا عندما يقال له ذلك ويؤكد أنه اجرى بحثاً عن القذافي بطبيعة الحال الا أن المادة الأساسية للراوية أتت من مخيلته. ويؤكد خضرا «هذا هو سحر الكتابة. كل ما نخترعه يتحول حقيقة». ويتابع قائلاً «أكتب من اجل أن افهم». لم يزر الكاتب الجزائري ليبيا يوماً، والتقى الزعيم السابق مرة واحدة في شكل بروتوكولي خلال زيارة للقذافي إلى الجزائر. الا أنه يؤكد «شعرت بشرعية ما للكتابة عن الموضوع. فأنا بدوي ومواطن من المغرب العربي ومسلم مثله». بعض جوانب حياة القذافي الواردة في الكتاب مثبتة. فهو مجهول الأب وقد قوبل طلبه الزواج بالرفض...وقد نسج خضرا حول ذلك حبكة أحداث كتابه. ويضيف الكاتب «اعرف عجرفة الأثرياء العرب وتصرفاتهم امام العربي المعدم. وأنا على ثقة من أني لم اكن بعيداً عن الحقيقة». عندما كتب المشهد حول رفض طلب الزواج. وقد سكن القذافي منذ ذلك الحين غضب عارم لم يتخلص منه ابداً. فهو كان من دون أب وفقيراً ومحتقراً من الطبقة البورجوازية في عهد الملك ادريس. ويحلل الكاتب قائلاً «كان القذافي يشعر بأنه نكرة. وهذا دفعه إلى أن يكون كل شيء». والكاتب الذي تقمص القذافي لا يتردد في تعرية نفسه لتوضيح معنى عمله. فهو انتزع من عائلته واحتجز في ثكنة في سن التاسعة ويوضح أنه أدرك في سن مبكرة جداً «تعقيدات العامل البشري». واختتم متذكراً هذا الماضي الأليم "عشت مع 600 طفل آخر من الأيتام، تمكنت من مراقبة طباعهم وخوفهم. في سن التاسعة أدركت معنى الظلم».

مشاركة :