تسمح تطبيقات التداول المختلفة مثل Robinhood وWebull وTrade station وغيرها لأي شخص لديه حساب مصرفي بشراء أسهم في شركات مدرجة بطريقة سهلة وبدون رسوم. ساهم انتشار هذه المنصات، وفترات الحجر المنزلي بسبب جائحة كوفيد-19، بفورة في تداولات الأفراد، وهو ما تعكسه زيادة المشاركة في أسواق الأوراق المالية عالمياً في 2020، عبر تطبيقات الأجهزة المحمولة بنسبة 55% على أساس سنوي. ولكن إن كانت هذه التطبيقات تتيح خدماتها مجاناً للمتداولين الأفراد .. كيف تحقق العوائد؟ تحقق تطبيقات التداول هذه دخلاً كبيراً ومزايا أخرى لتوجيه الطلبات إلى وسيط أو شركة وساطة معينة، وهي ممارسة شائعة وإن كانت مثيرة للجدل في حين أن هذه المدفوعات تكاد لا تذكر للصفقة الواحدة ولكن يمكن تحقيق عوائد كبيرة من خلال توجيه ملايين الطلبات. ولكن بعد الأحداث الأخيرة في وول ستريت والحرب التي دارت بين المستثمرين الأفراد وصناديق التحوط في سوق تشهد موجة من التقلبات وظروف غير طبيعية، يوجه كل من المستثمرين الأفراد وصناديق التحوط أصابع الاتهام إلى هذه التطبيقات.. ما دفع المنظمون في سوق الأوراق المالية الأميركية إلى رفع مقدار الضمانات التي يجب دفعها إلى مؤسسة الإيداع والمقاصة أو DTCC لتأمين التداولات ، من 26 مليار دولار إلى أكثر من 33 مليار دولار، وذلك على صعيد كافة شركات التداول التي تعمل بالأسهم الأميركية! هذه المبالغ يتم احتجازها أثناء انتظار تسوية معاملات الأسهم لبضعة أيام ..هذه المتطلبات يمكنها أن تسبب أزمة نقدية في الأيام التي يشهد فيها السوق الكثير من التقلبات. هذا ما اضطر تطبيق التداول اليومي Robinhood إلى جمع 2.4 مليار دولار أخرى، بعد أيام فقط من حصوله على تمويل بقيمة مليار دولار من المساهمين الحاليين لتغطية التزاماتها اتجاه شركات الوساطة وغرفة المقاصة التي طلبت ودائع من الشركة بـ3 مليارات دولار يوم الخميس الماضي.. وتمكنت روبن هوود من التفاوض على مبلغ مخفض قدره 700 مليون دولار، بعد أن تعهدت بالحد من تداولات بعض الأسهم وهو ما أثار غضب المتداولين الأفراد والعديد من الشخصيات العامة التي رأت في قرار روبن هود تقييدا لحرية المتداولين الصغار.
مشاركة :