وجّه 38 ناشطاً من داخل إيران يمثلون تنظيمات سياسية متعددة رسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، قدموا فيها التهنئة له بمناسبة انتخابه الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية وطالبوه بعدم مهادنة النظام الحاكم في طهران ودعم التغيير من أجل تحول ديمقراطي في إيران. وجاء في الرسالة أن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مكَّن النظام في إيران من الحصول على مزايا مالية كبيرة، لكنه لم يستثمرها في الرفاه للشعب وإجراء إصلاحات، كما لم يوقف سلوكه الخبيث ولم يتبع سياسة الوئام والتعايش السلمي مع دول المنطقة. وقال الناشطون إن "النظام أنفق مليارات الدولارات المكتسبة من الصفقة النووية على تصدير إيديولوجيته الشمولية من خلال توفير الأموال للشبكات الإرهابية، وتطوير تكنولوجيا الصواريخ كقوة هجومية بهدف السيطرة على الخليج وما وراءه، والتسبب في الفوضى في الشرق الأوسط". كما ذكروا أن "الشعب الإيراني يعبّر منذ فترة طويلة عن استيائه من النظام وقد تجلى ذلك في الاحتجاجات التي عمّت البلاد في شتاء 2017-2018 وفي نوفمبر 2019 لكن قوات النظام قمعتها بوحشية وأسكتت أصوات المتظاهرين السلميين بقتل أكثر من 1500 واعتقال أكثر من عشرة آلاف من الأبرياء". وذكّر هؤلاء الناشطون أنهم في يونيو 2019 صاغوا "إعلان 14 + 14" الذي وقع عليه 14 ناشطا و14 ناشطة، يمثلون عينة من شرائح المجتمع الإيراني، للمطالبة باستقالة المرشد علي خامنئي و"إلغاء دستور الجمهورية الإسلامية لصالح الانتقال السلمي إلى دستور ديمقراطي علماني من خلال استفتاء منظم في ظل إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ذات الصلة". كما أشاروا إلى أن "النظام فشل في إدارة أزمة كوفيد-19 في حين يواصل الإيرانيون احتجاجاتهم ضد النظام الثيوقراطي الذي فقد شرعيته وقد تجلى ذلك في مقاطعة انتخابات البرلمان العام الماضي"، حسب تعبيرهم. وأشار الناشطون الإيرانيون إلى توقيع اتفاقيات التطبيع بين دول عربية وإسرائيل واعتبروها بمثابة "تحول جيوسياسي كبير في الشرق الأوسط"، وقالوا إن ذلك يتزامن مع "تراجع نفوذ النظام الإيراني في سوريا ولبنان والعراق وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط". وطالب النشطاء الرئيس الأميركي بـ"الاعتراف بتطلعات غالبية الشعب الإيراني من أجل التغيير وصياغة دستور ديمقراطي علماني بدل بقاء النظام الديني". كما حثوا بايدن على "إبقاء أقصى ضغط سياسي ودبلوماسي ومالي على النظام"، بالإضافة إلى "مناصرة حقوق الإنسان في إيران وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين". وختاماً، طالب الموقعون الرئيس الأميركي بـ"دعم عزيمة الشعب الإيراني من أجل إقامة دولة ديمقراطية علمانية من خلال انتقال سلمي واستفتاء حر ونزيه". ووقّع على الرسالة كل من حشمت الله طبرزدي أمين عام "الجبهة الديمقراطية الإيرانية" ومنوتشهر بختياري والد بويا بختياري الذي قُتل خلال الاحتجاجات نوفمبر 2019، والمخرج المعارض محمد نوريزاد، والناشط العمالي زرادشت أحمدي راغب، والناشطة المدنية فاطمة سبهري. كما حملت الرسالة تواقيع كل من كورش زعيم من قيادات "الجبهة الوطنية الإيرانية"، وعباس واحديان شاهرودي من الموقعي على "إعلان 14+14"، وكذلك عدد من الناشطين والناشطات والسجناء السياسيين السابقين وأعضاء النقابات العمالية وقياديي عدد من التنظيمات. وقال الناشطون إنهم أرسلوا نسخا من نفس الرسالة إلى كل من أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة، وجانيت يلين وزيرة الخزانة، وجيك سوليفان مستشار الأمن القومي، ونانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب، وتشاك شومر زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، ولويد أوستن وزير الدفاع، وميتش ماكونيل زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، وكذلك كيفن مكارثي زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس النواب. والملفت أن الموقعين لم يشيروا إلى اسم روبرت مالي، المبعوث الأميركي الجديد لإيران في إدارة بايدن، انسجاماً مع مواقف مختلف أطياف المعارضة الإيرانية التي ترى في مالي شخصية مهادنة مع النظام الإيراني وله علاقات جيدة مع لوبيات طهران في أميركا.
مشاركة :