القاهرة - أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأربعاء، وفق بيان الرئاسة المصرية، حرص بلاده على إخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها حالياً في ظل الجمود السياسي والانهيار الاقتصادي، وذلك عبر السعي لحث القادة اللبنانيين على إعلاء المصلحة الوطنية وتغليبها وتسوية الخلافات وتسريع جهود تشكيل حكومة مستقلة تستجيب لاحتياجات الوضع.جاء ذلك خلال لقاء جمعه برئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري بقصر الاتحادية بالقاهرة لبحث الأوضاع في لبنان والمنطقة.وأبدى السيسي استعداد مصر لـ"تقديم كافة أوجه الدعم والمساعدات لتجاوز الأزمات التي يواجهها لبنان، لا سيما التداعيات التي خلفها حادث انفجار مرفأ بيروت، وتفشي جائحة كورونا"، معربا عن تمنياته بتشكيل حكومة جديدة تلبي تطلعات الشعب اللبناني في تحقيق الأمن والاستقرار.وبحث الحريري مع الرئيس المصري آخر المستجدات والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وفق بيان رئاسة الوزراء اللبنانية.وقال بيان لمكتب الحريري الإعلامي، إن "السيسي استقبل صباح الأربعاء في قصر الاتحادية بالقاهرة، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وأجرى معه محادثات تناولت آخر المستجدات والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين".وأضاف البيان أنه من المقرر أن يلتقي رئيس الحكومة اللبنانية وزير الخارجية المصري سامح شكري والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ومسؤولين آخرين للتباحث بشأن آخر المستجدات والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.وحسب البيان ذاته تناولت المباحثات بين السيسي والحريري "استعراض مجمل المشهد السياسي اللبناني بالإضافة إلى مناقشة تطورات أبرز الأوضاع الإقليمية وتعزيز التعاون بين القاهرة وبيروت".ويسعى رئيس الوزراء اللبناني المكلف في زيارته الخارجية إلى حشد الدعم لبيروت التي ترزح تحت وطأة أسوأ أزمة اقتصادية منذ نهاية الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، واستقطابا سياسيا حادا في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية بينها فرنسا.وجراء خلافات بين القوى السياسية لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة، منذ أن استقالت حكومة حسان دياب بعد ستة أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت في 4 أغسطس/آب 2020.ويرى محللون أن الأزمة السياسية العميقة في لبنان تفاقمت بسبب سياسة التعطيل التي يمارسها حزب الله وأبرز حلفائه السياسيين حركة أمل برئاسة الرئيس اللبناني ميشال عون، حيث يتمسك هؤلاء بحكومة تضمن لهم تمثيل قوي في أي للحصول على حقائب وزارية معينة لاسيما وزارة المالية، بينما يحتاج البلد الغارق في الفقر والديون إلى حكومة تكنوقراط مستقلة لإحداث تغيير سريع، وإنهاء حقبة من المعاناة طويلة الأمد بسبب نظام قائم على المحاصصة الطائفية والحزبية.
مشاركة :