قرر قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تخصيص محاضراته في اجتماع الأربعاء الأسبوعي للحديث عن موضوعات أسرية بناءة، في سياق تواجد أعضاء الأسرة في المنزل لوقت أطول من جراء فيروس كورونا المستجد.جاء ذلك في بداية عظته في اجتماع الأربعاء اليوم، والذي أذيع عبر القنوات القبطية من المقر البابوي بالقاهرة. وجاءت العظة بعنوان "الأسرة والكتاب المقدس" كأولى حلقات الموضوعات الأسرية التي أشار إليها قداسته.وقال قداسة البابا تواضروس سوف أتحدث اليوم عن "الأسرة والكتاب المقدس" أحد المشكلات الروحية التي تقابلنا وتشغل الكثير من الناس أنه لا يوجد وقت للأنجيل والصلاة وأن وقتنا مشغول في ظروف الحياة الكثيرة والعمل والدروس وكثير من أشكال الانشغال، ولكن عندما حدث الوباء توفر الوقت وأصبحنا نتواجد في البيت أكثر، وأريد أن أتحدث عن كيف نستفاد من الوقت وندرس الكتاب المقدس ونحن بداخل البيت".وأضاف البابا تواضروس، آن الأسرة كيان كتابي مقدس، فتكوين الأسرة يتكون بحسب وصايا الإنجيل: "لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.وتابع البابا تواضروس: هو كيان كنسي: لأن الأسرة تكونت من خلال "سر الزيجة" في الكنيسة من خلال الطقوس والألحان وقراءات وشكل الأتحاد الزيجي داخل الكنيسة. ولذلك نطلق على كيان الأسرة "كنيسة البيت" وهذه الكنيسة مكونه من الزوج والزوجة والأولاد وأصبحت وحدة صغيرة ووصل التعبير عند القديس يوحنا ذهبي الفم أن يقول" الأسرة أيقونة الكنيسة" وكلمة أيقونة تعني قداسة وجمال وحضور، وأصبحت الأسرة تمثل هذه المعاني بنسبة للكنيسة .وأضاف، الكتاب المقدس يعتبر حضور السيد المسيح في البيت المسيحي: "ونصلي في المزمور الأول " طوبى للرجل ... وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلًا " والرجل هنا مقصود به الإنسان بصفة عامة ويعتبر المزمور الأول مقدمة لسفر المزامير، والكتاب المقدس يتحدث عن الإنسان خليقة يد الله ويتحدث عن ظروفه وحياته ومشاعره وعن انشغالاته وخطاياه، كل أسفار الكتاب المقدس تقدم لك الإنسان من هو؟ لذلك وأنت تتعامل مع الأنجيل تتعرف على طبيعة البشر، وطبيعة الإنسان لم تتغير والمشاعر تبقى مع الإنسان لا تتغير، ولكن عندما تتعامل مع الأنجيل وأمام الأسرة هذا شكل من أشكال حضور الله وحضور النعمة التي تعمل في البيت.وقال الكتاب المقدس يقدم لنا من هو ربنا: وكيف ينظر لنا ويتعامل معنا وعلاقته بالإنسان في العهد القديم ربما كان بعيدًا وفي العهد الجديد صار قريبًا "صار معنا" عمانوئيل الله معنا، فكل مرة تجلس مع أفراد أسرتك والوقت أصبح متوفر وتحوله إلى حضور المسيح في وسطكم كم يكون قيمة هذا الوقت؟ وكيف تدخل إلى أعماق الكتاب المقدس؟وفى معرض حديثه وجه سؤال، قائلا: ماذا تفعل لنا كلمة اللة "الكتاب المقدس" ؟أريد أن أضع أمامك بعض الأوصاف التي قيلت عن وصف كلمة الله وماذا تصنعه في الإنسان؟١- قيل عن كلمة الله "أنها المياه التي تطهر، كلمة الله تنظف وتطهر وتجعل فكرك طاهر، القراءة في حد ذاتها تصنع نوعًا من التطهير لأن كلمة الله كالماء تطهر.٢- كلمة الله "كاللبن تغذي"، نقرأ أشياء متنوعة لكن كل هذه القراءات للأرض أما القراءة الكتابية الإنجيلية فهي تغذيك وتقويك وتجعل لك قامة روحية قوية "كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ"٣- كلمة الله "مثل النور" الذي يرشد، مجرد إضاءة شمعة صغيرة تضئ المكان ويرشدك فكلمة الله ترشدك كيف تسير في الطريق.٤- كلمة الله "كالسيف" تفصل بين الحق وغير الحق.٥- كلمة الله " مثل النار" تدفي مشاعر وقلب الإنسان وتجعل قلب الإنسان طيب وتجعل الإنسان في سلام.٦- كلمة الله " كالمطرقة" تحطم أي فكر شرير أو تحطم الخطية ويمهد الهضاب ويعطي لك رؤية وأمل للمستقبل.كلمة الله "كالمرآة" التي تكشف الإنسان: كلمة الله تكسبك الكيان الروحي والصورة الروحية التي تعيش فيها.
مشاركة :