النزعة الفلسفية

  • 2/3/2021
  • 23:46
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لقد حاول كثير من الباحثين المحدَثين تقويم الأثر الذي تركته الأبحاث الفلسفية والكلامية في البلاغة العربية، ‏فذهب أغلبهم إلى أن هذا الأثر كان سلبيا، وأن البلاغة العربية تحولت على يد البلاغيين المتأخرين ‏المتفلسفين إلى قواعد جافة ومتحجرة وجامدة، كما اتفقوا على أن ما اجتلبته هذه البلاغة من ‏المنطق والفلسفة وعلم الكلام وعلم أصول الفقه والنحو أمور كلها لا تغني شيئا في تربية الذوق وتصوير ‏محاسن الكلام.‏ أما نحن، فلا نتفق مع هذه الآراء، ولا نرى أن هذا الأثر كان بهذه الصورة القاتمة التي يحاول هؤلاء تقديمها، ‏وحسبنا في هذا المقام الضيق، أن نشير إلى أن هؤلاء الباحثين غاب عنهم أن البلاغة العربية حققت تطورا ‏مهما بفضل هذا التداخل الذي حصل بين علم البلاغة والفلسفة اليونانية والإسلامية، وأن البلاغيين الذين ‏مثلوا المدرسة الكلامية، لم يكن همهم هو البحث في الحسن القولي بحثا ذوقيا فنيا، إنما كان هو البحث في ‏البلاغة على النهج الصناعي، أي التأسيس لعلم كلي يكون بمنزلة روح الصنعة، لأنه لا يكتفي بتتبع ‏جزئيات العلم وظواهره، إنما يتجاوزه إلى البحث في خفاياه ودقائقه. ‏

مشاركة :