معرض اللوفر أبوظبي الأول للعام 2021.. «التجريد وفن الخط: نحو لغة عالمية»

  • 2/3/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يُطلق متحف اللوفر أبوظبي موسمه الثالث بافتتاح معرض «التجريد وفن الخط: نحو لغة عالمية»، وذلك في 17 فبراير 2021 ليستمر إلى 12 يونيو 2021. ويأتي هذا المعرض في إطار الموسم الجديد الذي يسلّط الضوء على التبادلات الفنّية والثقافية بين الشرق والغرب، وهو يبيّن مصادر الإلهام المتبادلة بين الثقافات من حول العالم. والجدير بالذكر أن هذا المعرض، الذي يُعتبر التعاون الوثيق الثاني لمتحف اللوفر أبوظبي مع مركز بومبيدو، يُنظم برعاية دار مون بلان، الدار العالمية التي تركت، من خلال إبداعاتها، بصمة في عالم الكتابة. ويبيّن هذا المعرض، المخصص للممارسات الفنّية التجريدية، لزواره كيف ابتكر فنانو القرن العشرين لغة بصرية جديدة نشأت نتيجة دمج النص والصورة، حيث استمدوا الإلهام من أولى أشكال الرموز والعلامات التي ابتكرها الإنسان، لاسيما فن الخط. ويضم هذا المعرض العالمي 101 عمل فنّي، وهي أعمال مُعارة من مجموعات 16 مؤسسة من المؤسسات الشريكة، من بينها متحف جوجنهايم أبوظبي، ومنها سبعة أعمال من مجموعة اللوفر أبوظبي الفنّية، إلى جانب عملين بارزين لفنانَين معاصرَين يعتمدان في وقتنا الحالي ممارسات تجسّد الموضوعات التي يطرحها المعرض وتبث الحياة فيها. يضم المعرض أربعة أقسام تتمحور حول أربعة موضوعات تأخذ الزائر لاكتشاف تاريخ فن التجريد كلغة بصرية جديدة أنشأها الفنانون في أوائل القرن العشرين. فمن خلال تسليط الضوء على التبادل الثقافي الثري الذي شهده القرن العشرون، يكتشف الزوار كيف استمد فنانو الحركة التجريدية الإلهام من عدد كبير من العلامات والرموز والفلسفات والتقنيات الفنية من ثقافات ومجتمعات بعيدة عن العواصم الأوروبية والأميركية. فقد سعى الفنانون، بمن فيهم بول كليه، وأندريه ماسون، وفاسيلي كاندينسكي، وسي تومبلي، ولي كراسنر، وجاكسون بولوك، إلى ابتكار لغة عالمية جديدة تمكّنهم من التعبير عن مشاعرهم في إطار مجتمع سريع التغيّر، بعيداً عن التقاليد الفنّية التصويرية. إلى جانب ذلك، يسلط المعرض الضوء على تأثير هذه الحركة عينها على أعمال مجموعة من الفنانين في المنطقة، مثل ضياء العزاوي وأنور جلال شمزه وغادة عامر وشيرازه هوشياري ومنى حاطوم. كما يضم المعرض أعمالاً فنّية تركيبية لفنانَين معاصرَين هما إل سيد والفنان سانكي كينغ، يبينان من خلالها أن الفنانين اليوم ما زالوا في بحث عن أشكال بصرية جديدة لدمجها في فنهم استجابة للتغيرات المجتمعية الحالية. يُذكر أن هذا المعرض من تنظيم متحف اللوفر أبوظبي، بالتعاون مع مركز بومبيدو ووكالة متاحف فرنسا ومن تنسيق ديدييه أوتينجيه، مدير مساعد في المتحف الوطني للفن المعاصر والمسؤول عن البرامج الثقافية، بمساعدة ماري ساري، أمينة متحف مساعدة لمجموعة الفن المعاصر في المتحف الوطني للفن المعاصر- مركز الإبداع الصناعي. تعليقاً على إطلاق المعرض، قال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «يُسعدنا ويُشرفنا أن نعلن عن افتتاح المعرض الأول الذي ينظمه متحف اللوفر أبوظبي لعام 2021، والذي سيقدّم لزواره تجربة فنية مميزة ستجمعهم بأعمال لكبار الفنانين تُعرض للمرة الأولى في المنطقة. تتمتع المتاحف بقدرة استثنائية تشجّع المجتمع على الاكتشاف والتعلّم، ولذلك نوليها أهمية خاصة هنا في أبوظبي. وهذه الأهمية جليّة حول العالم، حيث أصبحنا نشهد الأهمية المتزايدة للفن والثقافة في حياتنا أكثر من أي وقت مضى، وذلك لما يوفرانه من تحفيز فكري ومصدر للراحة ووسيلة للارتباط بالآخرين. ولا يسعني هنا سوى أن أشدد على الرسالة التي عززتها ندوة «المتاحف بإطارٍ جديد»، التي عقدها المتحف في نوفمبر الماضي، والتي تؤكد أن الثقة والتضامن بين الدول، وبين المؤسسات الفنّية والثقافية، هما السبيل لتأسيس قطاع ثقافي تعاوني عالمي». وأكمل معالي محمد خليفة المبارك، قائلاً: «إنه لمن دواعي الفخر والإثارة أن نرحب بافتتاح أول معرض دولي لمتحف اللوفر أبوظبي في عام 2021، خاصة أن الأعمال الفنية المُعارة من العديد من الشركاء ستعرض هنا في متحف اللوفر أبوظبي وفي المنطقة للمرة الأولى على الإطلاق. تُعد المتاحف، بقدرتها على إلهام الفضول والاكتشاف والتعلم، ضرورية لكل مجتمع، ونحن نوليها أهمية خاصة هنا في أبوظبي. لقد أصبح واضحاً أكثر من أي وقت مضى الدور المتزايد الأهمية الذي يلعبه الفن والثقافة في حياتنا، حيث يوفران الإعجاب والتحفيز الفكري والراحة، فضلاً عن الشعور بالارتباط بالآخرين في مجتمعاتنا وخارجها. ما هو واضح أيضاً، والذي تجلى في الرسالة الأساسية للندوة التي عُقدت في نوفمبر، هو أن الثقة والتضامن بين البلدان، وبين المؤسسات الفنية، هو ما سيضمن مستقبلاً حيوياً لقطاع ثقافي دولي تعاوني». أما مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي، فصرّح قائلاً: «يقدّم اللوفر أبوظبي لزواره فرصة اكتشاف هذه اللغة المشتركة من خلال الرسوم التصويرية والعلامات والخطوط. وهذا المعرض خير دليل على شراكاتنا الوثيقة مع مجموعة كبيرة من المؤسسات الفنّية والثقافية، وعلى الثقة المتبادلة ما بيننا، واهتمامنا في تقديم تجارب غنيّة لزوارنا. لقد شرّعنا أبوابنا من جديد لنستقبل الزوار بكل أمان، ليتأملوا فن التجريد والمصادر التي استمد الفنانون الإلهام منها». في هذا الإطار، قال ديدييه أوتينغيه، المدير المساعد في المتحف الوطني للفن المعاصر والمسؤول عن البرامج الثقافية، ومنسّق المعرض: «يجسّد المشروع الذي عملت عليه مع متحف اللوفر أبوظبي الحوارات والتبادلات بين الثقافات. فهو يسلّط الضوء على الحوارات بين الأماكن والأزمنة التي يجسدها مفهوم المتحف العالمي، والحوارات بين الصور والأحرف التي تنعكس في انبهار الرسامين بفن الخط والعكس، والحوارات عبر الزمن بين فناني الشرق من جهة والغرب من جهة ثانية». من جهتها، قالت الدكتورة ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي: «هذا المعرض، ضمن الإطار السردي لمتحف اللوفر أبوظبي، ينشئ حواراً بين طريقتين في التعبير هما الكتابة والصورة، مسلطاً الضوء على العوامل المشتركة بينهما. فالمرئي والبصري يتحدان ضمن طريقة تعبير واحدة في ما اعتبره ابن خلدون وجهيّ التفكير».

مشاركة :