تعهد الصين بتحقيق الحياد الكربوني سيطلق تغيرات عميقة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية

  • 2/3/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

3 فبراير 2021 / شبكة الصين / طرحت الصين، خلال الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، هدفها المتمثل في الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060. إن هذا الهدف من شأنه إطلاق تغيرات عميقة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية الصينية. الهدف ذو أهمية كبيرة من منظور معالجة تغير المناخ، تضطلع الصين بدور حاسم لتحقيق الأهداف العالمية المعنية. الصين دولة كبيرة سكانيا وقوية اقتصاديا، وهي أيضا من أكبر بلدان انبعاثات غازات الدفيئة في العالم، وسوف تؤثر منجزاتها في مكافحة تغير المناخ، في تحقيق الأهداف العالمية حول تغير المناخ الى حد كبير. كما هو معروف، قررت الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب من اتفاقية باريس التي دخلت حيز التنفيذ قبل خمس سنوات. في الحقيقة، يشعر الكثير من الناس بالحيرة فيما إذا كان يمكن للأطراف المعنية مواصلة تنفيذ اتفاقية باريس في إطار انتشار كوفيد- 19. إن إعلان الصين الهدف المذكور أعلاه في الوقت الحاضر يعتبر دعما كبيرا لتنفيذ اتفاقية باريس. وذلك سيعيد تحديد دور الصين الرائد في العالم في مكافحة تغير المناخ في أنحاء العالم، كما سيؤثر هذا الهدف على الجغرافيا السياسية والحوكمة العالمية والنظام العالمي وغيرها. من منظور الصين، فإن الهدف الصيني بشأن حيادية انبعاثات الكربون سيحدد اتجاه تنمية الاقتصاد الصيني وهيكله. حاليا، تعكف الصين على صياغة الخطة الخمسية الرابعة عشرة للتنمية (2021- 2025)، وكيفية نهوض الاقتصاد بعد السيطرة على كوفيد- 19 أصبحت مسألة يجب التفكير فيها بإمعان. إن إعلان الصين الهدف المتعلق بتحقيق حيادية انبعاثات الكربون في هذه الظروف، من شأنه تغيير الهيكل الاقتصادي الصيني بأكمله في المستقبل. مثلا، ستحصل صناعة الطاقة المتجددة على فرص تنمية كثيرة، بينما سيتم التخلص تدريجيا من الصناعات المتعلقة بتعدين الفحم وإحراق الفحم لتوليد الطاقة الكهربائية. هذا يعني أن الصين سوف تحول وتستغني بالكامل عن نمط الطاقة القائم على الفحم. الصين لديها أساس معين لتحقيق الهدف حددت الصين الهدف المذكور على أساس الجهود التي بذلتها لخفض انبعاثات الكربون على مدى سنوات. في عام 2015، قدمت الصين للأمم المتحدة وثيقة ((إجراءات الصين المقررة والمحددة وطنيا لتعزيز مكافحة تغير المناخ)) لتوشيح مساهماتها وإجراءاتها المقررة المحددة وطنيا في مكافحة تغير المناخ. لقد حققت الصين تقدما كبيرا في خفض انبعاثات الكربون من خلال بذل جهود دؤوبة. بحلول عام 2019، انخفضت كثافة الكربون بنسبة 2ر18% مقارنة مع عام 2015، وهذا يعني أن الصين أكملت الأهداف الإلزامية المحددة في الخطة الخمسية الثالثة عشرة للتنمية (2016- 2020) قبل الموعد المحدد. كما أحرزت الصين منجزات بارزة في تحسين التقنيات المتعلقة بخفض انبعاثات الكربون. على سبيل المثال، انخفضت تكلفة توليد الطاقة المتجددة في الصين بشكل كبير في السنوات العشر الماضية، وتم تخفيض تكلفة توليد الطاقة الكهربائية الضوئية بنسبة 90%. فيمكن للطاقة المتجددة أن تنافس طاقة الفحم اعتمادا على تكلفة أقل، مما يحسن كفاءة استخدام الطاقة في قطاع الصناعة، بالإضافة الى أن التقنية الرقمية وتكنولوجيا المعلومات تتطور بشكل سريع في الصين، وتُستخدم على نطاق واسع، مما يسرع تحسين هيكل الطاقة. تتمسك الصين بمفهوم التنمية الخضراء وتعمل على بناء الحضارة الإيكولوجية سعيا إلى خفض انبعاثات الكربون، فتتخذ السياسات والإجراءات الاقتصادية التي تركز على تحويل نمط نمو الاقتصاد الصيني، والسياسات البيئية المناسبة لدعم تلك السياسات الاقتصادية. لقد حققت الصين منجزات بارزة في خفض انبعاثات الكربون في السنوات الخمس الماضية، مما يجعل الصين تقف على نقطة انطلاق جديدة لتحقيق أهداف خفض انبعاثات الكربون بثقة أكبر. دفع تحويل أنماط التنمية في المجالات المعنية يجب على الصين إصلاح جميع المجالات فيها بشكل عميق، من أجل تحقيق هدف حيادية انبعاثات الكربون. في قطاع الطاقة، ينبغي للصين خفض نسبة الفحم إلى 10% وحتى أقل من 5%. وقد قدمت مقاطعة تشينغهاي نموذجا أوليا لاستخدام الطاقة المتجددة. تتمتع المقاطعة بموارد طبيعية غنية، حيث لديها وفرة من طاقة الرياح وطاقة المياه والطاقة الشمسية، وتمثل الطاقة النظيفة 87% من إجمالي الطاقة فيها. حاليا، بإمكان المقاطعة توفير الكهرباء اعتمادا على الطاقة النظيفة كليا لمدة مائة يوم كل عام. وتبلغ إمكانات تطوير الطاقة المتجددة في المقاطعة ثلاثة مليارات كيلووات، منها مليار كيلووات يمكن استغلالها مباشرة. في سبتمبر 2020، تم توصيل أول قناة نقل التيار المباشر ذات الجهد العالي من مقاطعة تشينغهاي بمقاطعة خنان. في المستقبل، سوف تصبح مقاطعتا تشينغهاي وقانسو ومنطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم، الواقعة في غربي الصين، قاعدة لإرسال الطاقة النظيفة، مما سيغير مشهد إمدادات الطاقة في الصين. القضية الأخرى هي كيفية تحويل أنماط التنمية لمقاطعات الطاقة الأصلية. على سبيل المثال، في منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم، تبذل حكومتها المحلية جهودها في تنمية صناعة طاقة الرياح لزيادة نسبة الطاقة المتجددة، في نفس الوقت، تعمل على بناء مركز للبيانات الكبرى من أجل استكشاف مجالات النمو الجديدة والتعويض عن الآثار السلبية على الاقتصاد والمجتمع خلال تحويل هيكل الطاقة. إن تحويل هيكل الطاقة عملية طويلة تستغرق خمس أو عشر سنوات وحتى أكثر. خلال هذه العملية، يفقد العديد من العاملين في تعدين الفحم وظائفهم في السلاسل الصناعية العالية الكربون، فيجب تقديم فرص تدريب للعاملين في القطاع الصناعي التقليدي من أجل مساعدتهم على التحول إلى وظائف أخرى، كما ينبغي تحسين نظام الضمان الاجتماعي لمساعدة العاملين كبار السن الذين يجدون صعوبة في تغيير وظائفهم وتقليل الآثار السلبية الناجمة عن البطالة. يتمتع مجال النقل بإمكانيات كبيرة لخفض انبعاثات الكربون. يجب على الصين، خلال إعادة بناء المدن القديمة وبناء المناطق الحضرية الجديدة، التمسك بمبدأ انخفاض انبعاثات الكربون وتحسين البنية التحتية للمواصلات وتطوير وسائل النقل العام، خاصة التركيز على جعل النقل العام أسهل. حاليا، تستبدل مدينة شنتشن سيارات الأجرة والحافلات التقليدية بسيارات الأجرة والحافلات الكهربائية بالكامل. سوف تستخدم المزيد من المدن الصينية وسائل النقل العام بالكهرباء. كما ينبغي دفع تحويل النقل لمسافات بعيدة من الطرق العامة إلى السكة الحديدية، وتعزيز الربط بين الطرق العامة والقطارات والموانئ. هناك أيضا العديد من التقنيات الرئيسية في المجال الصناعي قيد التطوير. مثلا، هناك المزيد والمزيد من مخزون خردة الصلب. ومن أجل توفير الطاقة، يمكن استخدام الفولاذ القصير المعالجة المصنوع من خردة الفولاذ بدلا من استخدام خام الحديد. إذا تم تغيير عامل الاختزال في صناعة الصلب من الفحم وفحم الكوك إلى الهيدروجين، فلن تكون هناك انبعاثات وستكون هناك إمكانية كبيرة لخفض الانبعاثات. كما تركز الصين على البحث في الإسمنت المنخفض الكربون وحتى الخالي من الكربون. بالإضافة إلى ذلك، فإن كيفية تحويل الصناعة الكيميائية المعتمدة على الفحم إلى صناعة كيميائية معتمدة على الهيدروجين نقطة ساخنة أخرى للبحوث حاليا. كما يجب ربط تحويل قطاع البناء بعملية التحول الحضري في الصين بشكل عميق. في المستقبل، سينتقل مئات الملايين من المزارعين الصينيين إلى المدن. حاليا، تقوم مدينة رويتشنغ بمقاطعة شانشي ومدينة شنتشن وغيرهما بتجربة البنايات الخالية من الكربون والبنايات المرنة، بحيث تزود البناية بالألواح الشمسية الضوئية على سطحها وواجهتها، وبشبكات إمداد التيار المباشر وبطاريات تخزين الطاقة من أجل تحقيق إمداد الكهرباء والتبريد والتدفئة ذاتيا. في المستقبل، سوف تبني الصين المزيد من التجمعات السكنية والمناطق الصناعية الخالية من انبعاثات الكربون. في مجال الزراعة، نشهد إمكانية كبيرة في تنمية الزراعة بتكنولوجيا الطاقة الشمسية الضوئية. مثلا، تستخدم مقاطعة تشينغهاي الألواح الشمسية الضوئية في المناطق الصحراوية لتوليد الكهرباء والتقليل من تبخر المياه في الصحراء، كما يقوم المحليون بري الأراضي القاحلة من خلال غسل الألواح الشمسية الضوئية لزيادة الأراضي العُشبيَّة. ويتم رعي الأغنام تحت الألواح الشمسية، مما يشكل دورة بيئية شاملة تتضمن المياه والعشب والطاقة الشمسية الضوئية وتربية الحيوانات. تستكشف مدينة تشينغداو تنمية الصناعة الزراعية بتكنولوجيا الطاقة الشمسية الضوئية أيضا، يقوم المزارعون المحليون بزراعة الفطر تحت الألواح الشمسية لكسب أموال أكثر. حاليا، لا يزال في الصين عدد كبير من السكان ذوي الدخل المنخفض في الأرياف، لذا، استكشاف الصناعات الجديدة المتعلقة بالطاقة الجديدة بالكامل طريقة لمساعدتهم على كسب المزيد من الدخل. -- تسو جي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الطاقة ورئيس فرع المؤسسة لدى الصين.

مشاركة :