رفع عدد من رجال الدين خالص العزاء في ارواح شهداء الواجب البواسل الذين استشهدوا أثناء قيامهم بتأدية واجبهم الوطني المقدس في المشاركة بالدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية الشقيقة. واكد رجال الدين في تصريحات لوكالة أنباء البحرين "بنا" على ان دماء جنودنا الخمسة الزكية التي سالت أثناء تأديتهم واجبهم الوطني ضمن قوات التحالف العربي المشاركة في عملية إعادة الأمل باليمن ستظل فخراً لكل بحريني، ورمزا للتضحية والولاء والانتماء ومصدر فخر وعزة لكل ابناء البحرين المخلصين. فمن جانبه رفع الشيخ عدنان القطان خطيب جامع الفاتح التعازي والمواساة للقيادة الرشيدة ولاسر شهداء الواجب، سائلا المولى عز وجل ان يدخلهم الجنة مع الابرار والشهداء والصالحين ،مؤكدا ان قيامهم بواجبهم في حماية وطنهم ودينهم ودفاعا عن شرعية البلاد هو عمل جليل . واعرب القطان عن بالغ حزنه لهذا الحادث الاليم ،مضيفا ان هذا هو امر الله سبحانه وتعالى الذي قال في كتابه الكريم "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ "،قائلا ان الله عز وجل قد اكرمهم بهذه الشهادة سائلا الله تعالى ان يرزق أهاليهم الصبر والسلوان وان يقر اعيننا بنصر عاجل غير اجل. ووجه الشيخ عدنان القطان كلمة لقوات التحالف قائلا لهم "اننا نقدر ما تقومون به من واجب وطني وشرعي ،ونسأل الله عز وجل ان يثبتكم وان يعينكم ويوفقكم في مهمتكم وان يردكم بانه تعالى الى دياركم سالمين غانمين ان شاء الله مع النصر المؤزر ان شاء الله . من جانبه نعى رجل الدين الشيخ د. عبدالله المقابي ببالغ الحزن والأسى شهداء الخليج العربي من دولة الإمارات العربية ومملكة البحرين ،واختص بذلك كل من قيادة وشعب الدولتين الجارتين ،قائلا ، قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) . واكد الشيخ المقابي ان هؤلاء الرجال ملكوا الصدق الكامل فيما عاهدوا الله عليه , من القيام بحماية دينهم والدفاع عن أهله , ونصرة الضعفاء بكل ما يقدرون عليه , وبأجود وأغلى ما عندهم ،وهي أرواحهم الطاهرة بالثبات التام والشجاعة والصبر , والمضي في كل وسيلة بها نصر الدين والمؤمنين. ووصف الشيخ المقابي هؤلاء الجنود بالجبال الرواسي في إيمانهم وصبرهم وجهادهم , لا يردهم عن هذا المطلب راد , ولا يصدهم عن سلوك سبيله صاد ، تتوالى عليهم المصائب والكوارث , فيتلقونها بقلوب ثابتة , وصدور منشرحة لعلمهم بما يترتب على ذلك من الخير والثواب والفلاح والنجاح ، قد أطاعوا الله ورسوله وأولي الأمر وجاهدوا في سبيل الله، فعظم الله للأمة الإسلامية الأجر بشهادتهم. وقال الشيخ المقابي ان شهادة هؤلاء الجنود ستكون دافعاً لشد الأزر والتعاضد مع بقية المجاهدين في مسرح إعادة الأمل والنصر للشعب اليمني المرابط ، وندعوا الله تعالى أن يلهم ذوي الشهداء الصبر والسلوان وأنا نحتسبهم شهداء مع السعداء ممن قدموا الغالي والنفيس لإحياء أمر الله، وندعو لجميع الجنود المرابطين في الساحات أن يصبروا ويثقوا بأن الله ناصرهم وأن ما يقدمونه هو في ميزان الحسنات ،سائلا الله جل وعلا أن يبلغ الشعب اليمني النصر، وقوات إعادة الأمل الظفر. بدوره قال خطيب جامع أحمد بن خليفة الظهراني؛ صلاح بن محمد بوحسن بأن جنودنا البواسل الذين سالت دمائهم الزكية دفاعا عن الشرعية باليمن ضمن قوات التحالف، هم بإذن الله تعالى عند ربهم شُهداء "نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحد" ،مضيفا "أن دمائهم الزكية ستبقى خالدة في قلوب كل أهل البحرين ،كيف لا وهم من رفعوا رؤوسنا في دفاعهم واستبسالهم حماية لديننا الإسلامي الحنيف ضد الأطماع الخارجية الخبيثة وهي معروفة للعيان، فرحمهم الله ورفع دراجتهم في عليين مع الأنبياء والشهداء والصالحين". وذكر الشيخ بوحسن بأن رجال قوة دفاع البحرين المرابطين بأرض اليمن العروبة هم أحد الركائز الأساسية، التي تسهم في الذود عن حياض الدين والعروبة والوطن والحفاظ على وحدته واستقراره ومكتسباته. وأشاد كذلك بجهود ضباط وأفراد قوة دفاع البحرين المرابطين في أرض اليمن وقال لهم أنتم أسود هذا الوطن وأنتم في رباط في سبيل الله وان ما تقومون به من دفاع عن هذا الدين والحفاظ على الأراضي العربية هو من الرباط في سبيل الله، مضيفا انه قد جاءت احاديث كثيرة في بيان فضل المرابطة في سبيل الله، كما هو في صحيح الامام البخاري عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها ، وعن عثمان رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رباط يوم في سبيل الله أفضل من ألف يوم فيما سواه فليرابط امرؤ كيف شاء هل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد. رواه أحمد. وكذلك استشهد بقول سماحة الامام الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله مفتي عام المملكة العربية السعودية حيث قال: يقصد بالمرابطة في سبيل الله مرابطة الجنود واقامتهم في نحر العدو لحفظ حدود وثغور البلاد المسلمة، وصيانتها من دخول الاعداء الى داخل البلاد الاسلامية ، كما استشهد بقول سماحة الإمام عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ، مفتي عام المملكة العربية السعودية عندما سئل عن عمل جنودنا البواسل وما يثيره البعض حول اعتباره جهاداً ، فقال يحفظه الله : " هو لا شك من الجهاد في سبيل الله ، وإذا كان من قتل دون أهله أو عرضه شهيد فكيف بالمجموع ، بل هو جهاد في سبيل الله ، يدخل فيما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"، لأنه قتال ضد من يستهدفون حدودنا ، ويريدون الاعتداء على مقدساتنا ، ويتعاونون مع أطراف خارجية ودولية تستهدف الإسلام ، وعن وصف من قتل في هذا السبيل قال : هو في سبيل الله ،وشهيد عند الله ، بل من قتل في المعارك يعامل معاملة الشهداء من حيث إنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه لعظم ما قدمه ، وذلك لأنه قتال ليس ضد البغاة أو قطاع الطرق وإنما هو أعظم من ذلك ، فمن يقاتلهم جنودناً لهم أهداف وأطماع في هذه البلاد". واختتم الشيخ البوحسن كلامه داعيا المولى تبارك وتعالى أن يحفظ جنود مملكة البحرين وإخوانهم المرابطين على أرض اليمن من كل سوء وبلاء وفتنة ومكروه ، وأن يرزقنا الإخلاص والسداد في القول والعمل والمعتقد إنه حسبنا ونعم الوكيل . من جانبه بدأ الشيخ ناجي العربي قائلا ،قال الله تعالى والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم و أولئك هم المهتدون ،مضيفا انه تلقى نبأ استشهاد بعض جنودنا أبناء جيشنا البواسل وإصابة آخرين ببالغ الحزن و الأسى وبكامل الإيمان بالله و التسليم لحكمه و أيضا ببالغ الغبطة حيث أن الله تعالى اصطفاهم بهذه الكرامة العظيمة والنعمة التي لا تعدلها نعمة وهي الشهادة في سبيل الله تعالى و الدفاع عن الوطن بل وأي وطن إنه الدفاع عن الحرمين الشريفين. وتابع الشيخ ناجي العربي قائلا " تذكرنا قول الله تعالى و من يخرج مهاجرا إلى الله و رسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ،مشيرا الى وجود آيات كثيرة و أحاديث مستفيضة في فضل الشهداء يضيق المجال عن سردها ،لافتا الى الموت مصيبة لا تعدلها مصيبة و لكن أيضا نعمة الاصطفاء الرباني التي لا تعدلها نعمة . واستطرد" إنا لفراقكم أيها الأبطال لمحزونون ،العين تدمع و القلب يحزن و لا نقول إلا ما يرضي ربنا . نفرح لكم أن اختار الله تعالى لكم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ... فقد خرجتم من بلادكم تطلبون إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة و قد اختار الله تعالى لكم الشهادة و ستكون عاقبة النصر التي دفعتم في سبيلها أرواحهم الطاهرة و بذلتم من أجلها دماءكم الزكية لدولكم بإذن الله تعالى . فناموا قريري العيون أيها الأبطال أنتم وأخوانكم الشهداء من أبنائنا البواسل جنود المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات في مقعد صدق عند مليك مقتدر تسرح أرواحكم الطاهرة في جنات عرضها السماوات و الأرض في حواصل طيور خضر . فعزاؤنا الخالص الحار لذوي الشهداء الذين ارتفعوا في ساحة الشرف و الكرامة ولحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى و للقيادة الرشيدة ولصاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين و لجميع منسوبي وزارة الدفاع . واختتم الشيخ ناجي العربي تصريحه قائلا "أنتم يا أبناءنا المصابين جرحكم جرحنا و إصابتكم بلغت منا مواضع الألم لكنكم الرجال الذين عناهم الشاعر بقوله .. خلق الله للحروب رجالا . دعواتنا موصولة لكم بالشفاء العاجل ... أيها الأسود الحارسون للعقيدة أيها المقاتلون على جبهات الصمود وفي ساحات العزة حيث تكونون معروفون في السماء أكثر من معرفتكم في الأرض أثبتوا ورابطوا واصبروا وصابروا وما النصر إلا من عند الله .. إن تكونوا تألمون فإن عدوكم يألم أكثر من ألمكم وترجون من الله تعالى ما لا يرجون كما قال الله لنا ولكم ...فاثبتوا حفظكم الله وأيدكم و نصركم . فلقد قسم الله لكم شرف وكرامة الدفاع عن العقيدة والحق والحرمين الشريفين وشمروا عن سواعد الأبطال فأنتم تاج الرأس وعنوان المجد".
مشاركة :