تتسابق العديد من دول العالم في استخدام الكلاب البوليسية في الكشف عن فيروس كورونا لدى الأشخاص وبخاصة في المطارات والمنافذ المختلفة. وفيما كان للإمارات وألمانيا وفنلندا وتشيلي السبق في استخدام الكلاب المدربة، يدرس الباحثون في العديد من البلدان الأخرى، بما في ذلك أستراليا وفرنسا والولايات المتحدة الاستعانة بالكلاب ككاشفات للفيروس. في ألمانيا، درّبت عيادة بيطرية الكلاب البوليسية على رصد فيروس كورونا في عينات اللعاب البشري بنسبة دقة بلغت 94 بالمئة. وقالت ايستر شالكه، التي تعمل في مركز بيطري لتدريب الكلاب تابع للقوات المسلحة الألمانية إن الكلاب تعتاد أولا “رائحة كورونا” التي تأتي من خلايا المصابين بالفيروس قبل أن تبدأ مهمتها. ومن جانبه، قال هولجر فولك رئيس العيادة البيطرية “أجرينا دراسة جعلنا خلالها الكلاب تشم عينات من مصابين بكوفيد-19 ويمكننا القول إن نسبة النجاح في دراستنا 94 بالمئة”. وكشفت دراسة ألمانية جديدة أن الكلاب البوليسية تستطيع الأن كشف الأشخاص المصابين بفيروس “كوفيد-19″، بقليل من التدريب. وشملت التجربة الجديدة تدريب 8 كلاب تابعة للجيش الألماني، على اكتشاف المصابين “بكوفيد-19” بواسطة الشم، بنسبة نجاح وصلت إلى 94 بالمئة بعد أسبوع واحد فقط من التدريب. وقامت جامعة الطب البيطري في هانوفر بألمانيا بتدريب الكلاب على شم اللعاب لأكثر من ألف شخص، بينهم مصابين وغير مصابين. الإمارات وأضافت دولة الإمارات إنجازا جديدا، ضمن جهودها المتواصلة والإجراءات الوقائية والاحترازية التي تتخذها للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد ” كوفيد 19 ” لتأمين وقاية وسلامة المجتمع. وتمثل هذا الإنجاز بعد التطبيق العملي الناجح للكلاب البوليسية في مطارات الدولة، للإسهام كخط دفاعي جديد في الكشف عن مصابين محتملين بفيروس كورونا المستجد، لتكون بذلك هي الدولة الأولى عالميا التي تنجح في التطبيق الفعلي لهذه التجربة العلمية العام الماضي، التي لا زالت في عدد من الدول طور الدراسة والتدريب. وتتميز التجربة الإماراتية وبروتوكولها الخاص بالتعامل غير المباشر بين الكلاب والأشخاص المراد فحصهم، وبكونها تستخدم عينات العرق البشري وسهلة التطبيق وفق إجراءات احترازية صحية بأعلى المعايير. وقد سبق التطبيق العملي الدراسات اللازمة والورش واللقاءات، إلى جانب ورش العصف الذهني والتعاون مع عدد من دول العالم والخبراء، في إجراء مناقشات ودراسات نظرية حول استخدام الكلاب في الكشف عن مصابي “كوفيد 19″، استنادا إلى أن الكلاب البوليسية المدربة تتميز بحاسة الشم القوية للغاية لديها، الأمر الذي يمكن الاستفادة منه في الدوريات الشرطية، وتأمين مواقع حيوية مهمة والمراكز التجارية والفعاليات والحشود والمطارات والمناطق الحيوية. فنلندا وبدأت فنلندا، في سبتمبر الماضي، تجربتها لاكتشاف فيروس كورونا المستجد من خلال الاستعانة بالكلاب عن طريق الشم في تجربة لمدة 4 أشهر لطريقة اختبار بديلة يمكن أن تصبح وسيلة سهلة التكلفة وسريعة لتحديد المسافرين المصابين. وبدأت 4 كلاب من سلالات مختلفة دربتها “جمعية الكشف عن الروائح” الفنلندية العمل في مطار هلسنكي في إطار التجربة، التي تمولها الحكومة. وقالت آنا هيلم بيوركمان، أستاذة طب الخيول والحيوانات الصغيرة في جامعة هلسنكي: “إنها طريقة واعدة للغاية.. إن الكلاب جيدة جدًا في الشم”. وأضافت بيوركمان “إذا نجحت التجربة. فستكون طريقة جيدة لفحص فيروس كورونا في أي مكان آخر”، مشيرة إلى أن المستشفيات والموانئ ودور المسنين والأماكن الرياضية والأحداث الثقافية من بين المواقع المحتملة حيث يمكن للكلاب المدربة القيام بهذه المهمة. وأوضحت أنه لن يكون للركاب، الذي يوافقون على الخضوع لاختبار مجاني في هلسنكي، أي اتصال مباشر مع الكلاب، فقط يُطلب منهم مسح جلدهم بمناشف مبللة ثم وضعها في وعاء بحيث ينتظرها الكلب في كشك منفصل. تشيلي كما تعمل شرطة تشيلي على تدريب بعض الكلاب على شم ورصد فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) من رائحة عرق المصابين في المراحل الأولى من الإصابة، وذلك بعد ما توصلت إليه دراسة بريطانية من نتائج مشجعة في هذا الصدد. وذكرت صحيفة “تليجراف” البريطانية على موقعها الإلكتروني أنَّ شرطة تشيلي اختارت 4 كلاب مختلفي السلالة لبدء التدريب المبدئي، والتي سترتدي سترات خضراء تساعدها على الكشف الحيوي عن فيروس كورونا. وأوضحت الصحيفة، أنَّ الكلاب البوليسية معروفة برصد المخدرات والمتفجرات والمجرمين المطلوبين، لكن في بعض الأحيان يتم تدريبها لرصد بعض الأمراض مثل الملاريا والسرطان وداء باركنسون. وقال مدير مدرسة تدريب كلاب الشرطة التشيلية كريستيان آسيفيدو يانيز إنَّ الكلاب لديها أكثر من 3 ملايين من مستقبلات حاسة الشم، أي أكثر بـ50 مرة من البشر، مشيرًا إلى أنَّه جار حاليًا استغلال تلك القدرة الفريدة من نوعها لمكافحة تفشي فيروس (كوفيد -19. وكشفت دراسة بريطانية، في مايو الماضي، أن الكلاب البوليسية المُدربة طبيًا يمكن أن ترصد حاملي فيروس كورونا الذين لا يظهر عليهم أعراض بعد، في مبادرة حكومية قد تصل إلى الكشف عن 250 شخصًا في الساعة. وأكّدت تلك النتائج دراسة فرنسية، في يونيو الماضي، عندما خلصت إلى أن الكلاب بعد تدريبها يمكن أن تكتشف وجود فيروس كورونا المستجد داخل جسم الإنسان عند شم منطقة تحت الإبط لدى المصابين.
مشاركة :