قال الدكتور حمادة شعبان المشرف بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن قيمة المساوة تعتبر أولى القيم التي أكدت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية، الوثيقة نصت في أول سطرٍ منها على تلك القيمة حيث ذكرت: "باسم الله الذي خلق البشر جميعًا متساويين في الحقوق والواجبات والكرامة، ودعاهم للعيش كإخوة فيما بينهم ليعمروا الأرض وينشروا فيها قيم الخير والمحبة والسلام".كما تقول الوثيقة في موضع آخر: باسم الأخوة التي تجمع البشر جميعًا وتوحدهم وتساوي بينهم". وانتقدت الوثيقة عدم المساواة فقالت "باسم تلك الأخوة التي أرهقتها سياسات التعصب والتفرقة التي تعبث بمصائر الشعوب". وأكد في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" اليوم، أن وثيقة الأخوة الإنسانية في تأكيدها على قيمة المساواة وسعيها إلى ترسيخها تمثل خطابًا مضادًا، يشتبك ويفند الخطاب الإعلامي للتنظيمات المتطرفة، ففي حين تحاول هذه الجماعات أن تضع جبالًا من الفوارق بين البشر على أساس العرق واللون والمعتقد ومحل الميلاد، فإن وثيقة الأخوة الإنسانية تمثل مظلة كبرى تظل تحت ظلالها جميع البشر، الجميع إنسان رغم اختلاف اللون والمعتقد واللغة والثقافة، مستطردا: حديثي عن الجماعات المتطرفة لا أقصد جماعة بعينها إنما أقصد جميع المتطرفين مثل داعش وأخواتها في الشرق، وجماعات اليمين المتطرف في الغرب، والذين وصفهم فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور "أحمد الطيب" شيخ الأزهر بأنهم جميعًا فروع لشجرة واحدة سُقيت بماء العنف والإرهاب.ولفت إلى أن الوثيقة للحوار بين الأديان والثقافات والحضارات المختلفة، أعلنت أن الأزهر الشريف ومن حوله المسلمون والكنيسة الكاثوليكية ومن حولها الكاثوليك يتبنون ثقافة الحوار والتعاون المشترك، ولم تترك الوثيقة الكلام مرسلًا عن الحوار، إنما وضعت قواعد لهذا الحوار، ووضحت بأنه يعني تجنب الجدال العقيم، والتلاقي في المساحة الهائلة للقيم الروحية والإنسانية والاجتماعية المشتركة، واستثمار ذلك في نشر الأخلاق والفضائل العليا التي تدعو إليها الأديان.كما أكدت الوثيقة - بحسب شعبان- على أن العلاقة بين الشرق والغربي لا غنى عنها لكلا الجانبين، ليغتني كلاهما من الحضارة الأخرى عبر التبادل والحوار مع ضرورة الانتباه لخصوصيات كل جانب ومراعاة الفروق الدينية والثقافية والتاريخية له.
مشاركة :