زوجة مارك زوكربرج ليست أجمل مني، بحثت عن أصلها وفصلها، ولم أعثر على أية أسباب مقنعة لاختياره امرأة عادية تشاركه عالمه الحر...أمامه أجمل نساء العالم في تطبيقه..هل يمثل مارك السعادة الزوجية، كما نفعل في صورنا فيس بوكية؟ لست الوحيدة المتيمة بزوكربرج.. قالت عنه إحدى صديقاتي "نبي العصر، غير برسالته التكنولوجية العالم.. وجعله أسيرا لفضائه الحر".. لاحظت هوس صديقات كثيرات به.. لكني لم أتجرأ على سؤال إحداهن عن شكل أحلامها به.. وهل تضعه إحداهن مثلي في خانة العشيق!ماذا يفعل زوكربرج في أوقات فراغه؟ هل يتصفح صور النساء وتحديثاتهن في عالمه؟ هل مر بصورتي في يوم ما؟!تسبب تحديثه الأخير في تغيير حياتي.. وهو تحديث جميل في توفيره وقت كتابة التعليق.. والرد بوضع تفاعل سريع معبر..كان زوجي يلاحق تلك التفاعلات.. ويعد القلوب.. والأحضان.. ويفتش وراء كل من أبديت تفاعلا مميزا مع تعليقه.. ولم يكتف بملاحقة التفاعلات فيس بوكية.. بل تطورت المسألة لملاحقتي بالأسئلة حول أسباب وضعي لتفاعلات مميزة لبعض الأصدقاء.. ولم تكن تلك الأسئلة التي بالغ من حين لآخر في محاصرتي بها تخلو من إهانات مستترة.. وأحيانا معلنة.. وتطورت المسألة ببث شكوكه وآلامه لأهلي.. واجتمع وإياهم للمرة الأولى على شيء.. وهو قرار إغلاقي لصفحتي على فيس بوك...لأول مرة لا أبالغ في ترديد عبارة "الموت أهون"هذا الفضاء الأزرق أحلق فيه كما يحلو لي.. أتحرر فيه من أشياء لا تحصى.. وأجد من يشاركونني مشاعري.. ومن يصفقون لي.. وضع تحت عبارة من يصفقون لي ألف خط وخط لأهمية فعلهم هذا إلى درجة يصعب تفسيرها..هل أترك فضائي الازرق.. من أجل استقرار فضاء أسود مع زوجي الذي لا يجمعني شيء به غير عقد زواج شرعي؟!اضطررت بضغط من أهلي لإغلاق صفحتي.. لكن الحياة أصبحت كابوسية مع شريكي الشرعي أكثر مما كانت.. ولم أكن أعلم أن فيس بوك لعب دورا عظيما في استمرار زواجي لفترة طويلة..وافتقاد الونس والتحرر.. أخذ بيد ما تبقى من ارتباط زائف إلى الزوال..ذات صباح نمت دون إرادة في العمل.. زارني مارك زوكربرج في حلمي بملابس عسكرية.. راح يسألني في صورة أقرب للتحقيق:- هل وجدت فائدة من فيس بوك- طلاقي- إذن كنت تريدينه- بشدة- ما صلة فيس بوك بالمسألة؟!- رآه زوجي منافسا له.. هل تفهمني؟ كيف تمر الحياة بلا تطبيقك اللعين؟ أين سأستعرض بهجاتي الزائفة واستقراري الوهمي.. على جدرانك فقط يمكنك رسم صورة مثالية لحياة لم تخلق بعد.. ويصدقك الأغبياء والغبيات ويغارون ويسبون حظهم ويلومون صناعه ومسبباته.. هنا أستطيع أن أبدو نجمة بأقل التكاليف.. وأنتظر حظا يليق بحياة تصنع نجوما بلا أسباب منطقية.. فترى الدميمة نفسها مارلين مونرو العصر..ويرى من لا يفقه شيئا نفسه.. من جهابذة الفقه والسياسة والقانون.. هنا الجميع يعرفون كل شيء.. ويقولون كل شيء..- حسنا.. انتبهي يا حلوة لألفاظك من الآن.. فقد تتسبب في توقيف حسابك.. أو غلقه إلى الأبد- يا ابن الكلب! تركت من يريد رسم طريقي..- ستغلق الكثير من الحسابات قريبا- لعنك الله.. كيف نعيش في عالم قبيح بلا ألفاظ تعبر عنه!!- سيفقد الكثيرون فرصة الظهور بشرف ومظلومية.. وخفة ظل.. و"سبع صنايع وبخت ضايع".. وطرقا سريعة للمال والشهرة.. أعدكم بتحديث لم يخ.....أحطت بيدي رقبته.. وأنا أمطره باللعنات.. وأهدده بالخروج من عالم مشروط.. كان يحاول إبعادي وهو يسعل مختنقا.. وكنت أضاعف من قوة التفافي حوله متلذذة بخروج روحه شيئا فشيئا بصحبة لعنات لم تنته حتى أصبح جثة.. تحملق في بحقد متبادل..استيقظت منتفضة من كابوسي.. على صوت إشعارات فيس بوك.. تذكرت البوست الذي كتبته قبل أن يسرقني النوم:"نحن ساديون جدا؛ نعذب أنفسنا دائما بالآخر"!رقص قلبي فرحا؛ وكأنني رأيت سبع سموات صافية.. ونجمة تضيء لي؛ لقد حصد البوست سبعة آلاف لايك بالتمام والكمال..