بعد أيام قليلة من انتقاده سياسة الإقصاء التي يمارسها حزب الله في لبنان، عثر أمس على الناشط والباحث اللبناني لقمان سليم مقتولا داخل سيارته في جنوب لبنان. فيما أفادت وسائل إعلام محلية أنه قتل برصاصتين في الرأس، بعد اختفاء عدة أيام وغموض حول مصيره.واتهم المحلل السياسي اللبناني مكرم رباح (صديق الراحل) حزب الله الإرهابي بارتكاب الجريمة التي تعيد مسلسل الاغتيالات إلى الشارع اللبناني، وغرد على حسابه قائلا «تعدد الموت والمجرم واحد.... آخ يا لقمان شو غبي ومجرم يلي استجرى يقتلك». بالتواكب مع ذلك، حذر تيار المستقبل التابع لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من عودة مسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين. وأعرب في بيان عن استنكاره بأشد العبارات لهذه (الجريمة النكراء)، مطالبا الجهات المختصة بالعمل على جلاء الحقيقة بأسرع وقت.. وفقا لقناة (العربية).واعتبر وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي أن ما حصل جريمة مروعة ومدانة، قائلا «أجريت اتصالات مع قادة الأجهزة الأمنية لمتابعة تداعيات اغتيال لقمان سليم».وأطلقت عائلة لقمان قبل ساعات من مقتله رسالة استغاثة لمن يعرف شيئا عن مكان اختفائه، وكتبت رشا سليم الأمير شقيقة الباحث والمحلل السياسي، المعروف بمعارضته الشرسة لحزب الله تغريدة على تويتر وفيس بوك (أن أخاها غادر منطقة نيحا في الجنوب عائدا إلى بيروت؛ لكنه لم يعد بعد، هاتفه لا يردّ، لا أثر له في المستشفيات).وهاجم المعارض الشيعي حزب الله الإرهابي وسلاحه الموجه إلى صدور اللبنانيين، معتبرا أن أجنداته خارجية، تقدم مصلحة إيران على مصلحة لبنان، وأكد أن الحزب يمارس سلطة القمع والرقابة على عقول مناصريه.وتعرض سليم من قبل إلى حملات تخوين عدة من قبل موالين وأنصار لحزب الله وحركة أمل، حتى أنهم دخلوا العام الماضي حديقة منزله، تاركين له رسالة تهديد، وملوحين برصاص وكاتم صوت، مما دفع الباحث إلى إصدار بيان حمل فيه مسؤولية تعرضه لأي اعتداء إلى أمين عام حزب الله حسن نصرالله، وحركة أمل برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري.لقمان سليم.. ضحية الإرهاب ولد لقمان في حارة حريك بضاحية بيروت عام 1962. انتقل إلى فرنسا في 1982 لدراسة الفلسفة في جامعة السوربون. عاد إلى العاصمة اللبنانية في 1988. أسس في عام 1990 دارا للنشر تهتم بنشر الأدب العربي ومقالات ذات محتوى مثير للجدل. تتراوح منشوراتها بين الكتب التي يحظرها الأمن العام اللبناني والترجمات العربية. ترجم كتابات محمد خاتمي الرئيس الإصلاحي الإيراني السابق والتي أثارت جدلاً داخل المجتمع الشيعي في لبنان. كان يدير مركز (أمم للتوثيق والأبحاث)، الذي يخصص جزءا كبيرا من الموارد لتسجيل التاريخ اللبناني وجمع الوثائق التاريخية. تميز بمواقفه الصلبة من حزب الله، مما عرضه للعديد من حملات تشويه الصورة والتخوين والاتهام بالعمالة.
مشاركة :