قصة أول فيلم «ثلاثي الأبعاد» عرفته مصر: عرض عام 1953 وإسماعيل يس اقتبس الفكرة

  • 2/5/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يُنسب لفيلم آفاتار إنتاج عام 2009، الفضل في صحوة الأفلام ثلاثية الأبعاد، بعد أن حقق نجاحا كبيرا لم يسبق له مثيل، إلا إنه لم يكن صاحب الريادة في هذه النوعية من الأفلام المجسمة، والتي يعود تاريخ ظهورها إلى الخمسينيات من القرن الماضي، في طفرة غير متوقعة فاجأت الجماهير آنذاك، ورغم الاستغناء عنها لاحقا بسبب كلفة الأجهزة والعمليات اللازمة لإنتاج وعرض فيلم «ثري دي»، ولعدم وجود نظام تنسيق موحد لجميع قطاعات الأعمال والترفيه، إلا إنه لا يمكن إنكار انطلاقة الخمسينيات والتي عادت وانتعشت حول العالم في الثمانينيات والتسعينيات عبر مسارح آيماكس الراقية وشركة ديزني. كان الفيلم الأمريكي House of Wax أو «متحف الشمع»، إنتاج عام 1953، من أوائل الأفلام المجسمة في العالم، وأول فيلم مجسم يعرض في مصر، بسينما ريفولي تحديدًا، حيث عرض الفيلم بالألوان، داخل قاعة مجهزة بتكييف الهواء، بحسب ما جاء في كتاب «سحر الألوان» لمدير التصوير سعيد شيمي. وزعت سينما «ريفولي» على المشاهدين قبل بداية العرض، نظارة خاصة من الورق المقوى الكرتون، كل عين بلون، واحدة عليها لون أحمر والأخرى لون أخضر، تلك التي تساعد على نقل الصورة في المشاهدة على الشاشة وكأنها بارزة أو مجسمة. حضر سعيد شيمي، العرض، وعنه يحكي: «كلما كانت الأحداث تعج بمؤثرات تجعل من الأشياء والأشخاص يتقدمون إلى الأمام بقوة، كلما أحسسسنا أننا سنصطدم بهم ويتقدمون إلينا». وينتمي فيلم «متحف الشمع» إلى فئة أفلام الرعب، ويحكي قصة فنان يصنع تماثيل شمعية تكاد تكون نابضة بالحياة، يقرر الانتقام من شريكه، ويقتله وتختفى جثته، ولم تنجح الشرطة فى العثور على دليل يشير إلى الجانى، وبعد قليل من الوقت تحدث جريمة أخرى حينما تقتل (كاثى) الصديقة المقربة لشريك البطل، وتختفى جثتها أيضًا من المشرحة، ثم تتكرر الجرائم فى المدينة بعد ذلك مع اختفاء الجثث، وفى تلك الأثناء يفتتح الفنان متحفه الذى ظل يحلم به، ويكون مزارًا مهمًا لأهل المدينة. شهد الفيلم الأمريكي نجاحًا كبيرًا في مصر، حتى أن الملصقات الخاصة بالعمل كانت تشير إلى ذلك «للأسبوع الثاني بنجاح عظيم»، من قبيل الدعاية لاستقطاب جمهور المشاهدين، وترتب على ذلك النجاح محاولات في السينما المصرية لتقليد التجربة، لكن دون الاستعانة بتقنية التجسيم لضعف الإمكاينات، بل حاول الصناع الاقتراب من الحبكة الدرامية، أو الفكرة. في عام 1956، أي عقب 3 سنوات فقط، كانت المحاولة الأولى في مصر لاستثمار نجاح الفيلم الأمريكي، من خلال إنتاج فيلم يحمل نفس الاسم «متحف الشمع» بطولة إسماعيل يس وعبدالفتاح القصري، والذي عرف بعد ذلك باسم «إسماعيل يس في متحف الشمع»، وفيه تمت الاستعانة أيضًا بشخصية «فرانكشتاين» الخيالية الشهيرة التي ظهرت في روايات الكاتبة الإنجليزية ماري شيلي، وتمت الاستعانة بها في أفلام رعب عالمية منذ ثلاثينيات القرن الماضي. شهد عام 1970 محاولة ثانية تقترب حبكتها أكثر من فكرة الفيلم الأمريكي، بإنتاج «سفاح النساء» والذي لعب بطولته فؤاد المهندس وشويكار، وفيه جسد الممثل حسين زايد شخصية (ميمي) السفاح الذي يقتل النساء بسبب عقدة نفسية من أيام الطفولة، ويضعهم فى الشمع ويحتفظ بهن.

مشاركة :