تؤمن دولة الإمارات العربية المتحدة بالشباب وقدراتهم الخلاقة، وقد أدركت منذ البداية القيمة الحقيقية لهذه الفئة المهمة من المجتمع ودورها الأساسي في عملية البناء والتأسيس، فحرصت على توفير كل ما من شأنه أن يمكّنها من تنمية مهاراتها وتفجير طاقاتها، فأسهم الشباب بسواعدهم الفتية وعقولهم النيّرة في مسيرة النهضة التي تشهدها الدولة، وفي تحقيق العديد من المنجزات المحلية والإقليمية والدولية. ولأن وجه الحاضر اختلف عن الماضي في طريقة استخدام الموارد وتوظيفها، كان لا بد من تنمية مهارات الجيل الحالي، وتعزيز قدراته وإثراء ملكاته الإبداعية وصقل مواهبه، واستثمار طاقاته، بما يتناسب مع متطلبات العصر المتغيرة والمتسارعة، لتصب كل المخرجات في خدمة الوطن ورفاهية أبنائه. وفي هذا السياق جاء إطلاق حكومة دولة الإمارات «البرنامج المهني لتصميم المستقبل 2071»، الذي يشرف على تنفيذه مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، من خلال استقطاب وجذب أفضل العقول والمواهب الشابة من خريجي الجامعات والكليات والمؤسسات الأكاديمية المتميزة في دولة الإمارات والعالم، التي تمتلك القدرة على تصميم الأفكار الطموحة والمبتكرة، وتستكشف الحلول العلمية لمواجهة التحديات الملحّة، وتتميز في مجالات البحث والتطوير، وإشراكها في وضع الأفكار والمقترحات لتصميم مستقبل الحكومات وتنمية المجتمعات. وذلك: أولاً، للحفاظ على المكتسبات التي حققتها الدولة منذ قيام الاتحاد عام 1971. وثانياً، لتعزيز مهارات هذه الكفاءات الطموحة وقدراتها العملية وتمكينها من تطوير المقترحات والأفكار الخلاقة، بهدف ابتكار حلول للتحديات الملحة التي تواجهها حكومات العالم، ودمجها في الخطط والاستراتيجيات المستقبلية للدولة. ويوفر «البرنامج المهني لتصميم المستقبل 2071»، الذي يجري تنفيذه على مدى 3 أشهر، منصة رقمية تفاعلية تمكّن المنتسبين من التعاون والعمل معاً على تبادل الأفكار وتقديم المقترحات العملية بما يضمن تطويرها، ما يتيح للخريجين من مختلف التخصصات العمل ضمن فريق واحد والمشاركة في وضع أسس الحوكمة العالمية للأعوام الخمسين المقبلة. وتسعى حكومة دولة الإمارات من خلال هذه المبادرة لتعزيز موقع الدولة كمركز عالمي لاستقطاب العقول وإثراء ثقافة الابتكار في القطاع الحكومي وهو ما يجسد توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي يدعو بشكل مستمر إلى ضرورة تبنّي خطط التطوير والإبداع والابتكار وتوظيفها في مؤسسات الدولة، موضحاً أهميتها بقوله: «الابتكار اليوم ليس خياراً، بل ضرورة، وليس ثقافة عامة، بل أسلوب عمل، والحكومات والشركات التي لا تجدّد ولا تبتكر تفقد تنافسيتها وتحكم على نفسها بالتراجع». إن «البرنامج المهني لتصميم المستقبل 2071» إنجاز جديد في سياق الجهود الكبيرة التي تقوم به الدولة في محور الابتكار، التي أخذت منحى تصاعديّاً كبيراً منذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية للابتكار عام 2014 التي ركزت على إرساء بيئة محفزة للابتكار، وتطوير الابتكار الحكومي من خلال تحويله إلى عمل مؤسسي، ودفع القطاع الخاص نحو مزيد من الابتكار، وإنشاء مراكز الابتكار والبحث العلمي، وتبنّي التقنيات الجديدة، وتشجيع ودعم الشركات الوطنية لتنمية منتجات وخدمات مبتكرة، واستقطاب الشركات العالمية الرائدة في مجال الابتكار في القطاعات كافة ذات الأولوية الوطنية. *عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
مشاركة :