عمر خيرت.. أخرج البيانو من القصور إلى الجمهور

  • 2/5/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عمر خيرت.. واحد من أهم الموسيقيين بالقرن العشرين، جمع بين الكلاسيكية والشرقية، استطاع الوصول إلى الوجدان من خلال بساطة وعذوبة ألحانه، صنع تاريخاً يحسب له، أخرج البيانو من القصور إلى الجمهور، ولقب بالموسيقار الملهم وصاحب الأنامل الذهبية. وكشف خيرت لـ«الاتحاد»، عن أنه بصدد جمع مؤلفاته الموسيقية وطرحها عبر المنصات الرقمية خلال العام القادم، بعد الانتهاء من التجهيزات الخاصة بها، وأنه سيطرح 5 معزوفات موسيقية جديدة للمرة الأولى، وأعرب عن سعادته بلقاء الجمهور من خلال حفلين متتاليين على المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، مؤكداً أن الفن هو الحياة بالنسبة له، ورسالة مهمة يوصلها للجمهور، لذا سيستمر في تقديم أعمال موسيقية تسعده. نشأ عمر خيرت في بيئة فنية، أثرت في وجدانه الموسيقي، ودفعته ليكون موسيقاراً، فجده محمود خيرت صاحب الصالون الثقافي الشهير بالقرن الماضي، كان يتوافد عليه عظماء الفن مثل سيد دوريش وأم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب، وعمه الموسيقار أبو بكر خيرت مؤسس معهد الموسيقى العربية بالقاهرة، وكان والده علي خيرت مهندساً معمارياً مشهوراً وهو الذي صمم أكاديمية الفنون المصرية. بدأ خيرت دراسة العزف على البيانون وهو في عمر 5 سنوات، وعزف على أسس موسيقية في الحادية عشرة، قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للموسيقى «الكونسرفتوار» بالقاهرة ليكون ضمن الدفعات الأولى التي تخرجت في المعهد في منتصف ستينيات القرن الماضي. ناجح وراسب ويذكر عمر خيرت لـ«الاتحاد» قصة رسوبه في اختبار معهد الموسيقى، حيث عزف أمام عمه أبوبكر خيرت مدير المعهد، وأجاد بشكل تام، ولكن عمه قرر رسوبه، بسبب القرابة، فكان أول درس له في حياته العملية أن الفن لا يوجد فيه استثناءات وأهداه 5 جنيهات تقديراً له على العزف. وشارك في مقتبل حياته بتجربة فرقة «لي بتي شاه» كعازف لآلة الدرامز، وهي فرقة غنائية تخصصت في الموسيقى الغربية وتأسست في 1967 واشتهرت في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، وانضم إليها عدد من أشهر العازفين المصريين في ذلك الوقت منهم عمر خورشيد وعزت أبو عوف وهاني شنودة. ويقول عن هذه التجربة إنها كانت مهمة جداً في تطوير قدراته على التأليف الموسيقي والالتفات لعلاقة اللحن بالإيقاع والهارموني «علم توافق النغمات»، قبل أن ينفصل عن الفرقة في نهاية الستينيات ليكمل دراسته الأكاديمية للموسيقى. الموسيقى التصويرية وكشف الموسيقار الكبير عن دور سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، في دخولة عالم التأليف الموسيقي، حيث جاء التعاون الأول معها بداية ثمانينيات القرن الماضي، لوضع الخلفية الموسيقية لبرنامجها الإذاعي «قطرات الندى»، حيث كانت تلقي أشعاراً بصوتها.. وتجدد التعاون معها في العام 1983، بوضع الموسيقى التصويرية لفيلم «ليلة القبض على فاطمة»، فكانت انطلاقتي الفنية في عالم الموسيقى التصويرية للأفلام والأعمال الدرامية، وتوالت الأعمال والنجاحات مع سيدة الشاشة. وأضاف: وكنت أول من وضع الموسيقى التصويرية لأول مسلسل درامي تقوم به وهو «ضمير أبلة حكمت»، العام 1991، حققت نجاحا كبيرا صنع اسمي في الساحة الفنية، مروراً بأخر أعمالها «وجه القمر» والذي عرض العام 2000. العملاق الفني ويصف عمر خيرت، المخرج العالمي يوسف شاهين بالعملاق الفني، وتعاون معه في العديد من الأعمال، من خلال الموسيقى التصويرية لفيلم «اليوم السادس»، وقمت بالتوزيع الموسيقي لأحد ألحانه وهو أغنية «بنادي»، غناء الفنانة لطيفة، ولكن أقرب الأعمال إلى قلبه الموسيقى التصويرية لفيلم «سكوت حنصور»، وأغنية «المصري». وأوضح الموسيقار العالمي أن الموسيقى التصويرية للأعمال الفنية من أصعب أعمال التأليف الموسيقي، لأنها تعتمد على الإحساس الفني ومخاطبة فكر ووجدان المتلقي الذي يعكف صناع العمل على إيصاله إليه، لأنها مستوحاة من الخيال ولا تستند إلى أي قاعدة فنية محددة. مضيفاً أن الموسيقى التصويرية بالنسبة له هي توظيف الفكر الموسيقي للعمل الفني لإعطائه بعداً إنسانياً خالصاً سواء كان رومانسياً أو درامياً، وذلك هو الجزء الأصعب. وعن أسباب ابتعاده عن الموسيقى التصويرية للأعمال الدرامية بعد مسلسل «دهشة» للفنان يحيى الفخراني في 2014، قال خيرت إن العمل الدرامي مرهق للغاية لأني أكتب الموسيقى التصويرية لكل مشهد على حدة بالطريقة السينمائية، وهذا يحتاج من الجهد والوقت الكثير بعكس الأفلام السينمائية. أغاني المهرجانات اعتبر الموسيقار عمر خيرت أغاني المهرجانات ظاهرة مؤقتة، واصفاً إياها بالنكسة الموسيقية التي تؤثر بالسلب على ذوق المجتمع، وأنها إسفاف لا يمت للموسيقى بصلة. وأكد على أن الفن والموسيقى خاصة، سلاح مهم في محاربة الأفكار المتطرفة والتشدد وفي نفس الوقت فإنه يجب مواجهة أي محاولات لتخريب الموسيقى وتحويلها إلى إسفاف. وينصح خيرت الموسيقيين والعازفين بدراسة الموسيقى وعدم الاكتفاء بالموهبة، قائلاً إن الدراسة تفتح آفاقاً جديدة من المعرفة الموسيقية واكتشاف ألوان مختلفة. وعلينا مخاطبة العالم عبر موسيقانا المستمدة من حضارتنا القديمة لآلاف السنين، وإبراز مواطن الجمال الفني بها من خلال الموسيقى، وليس من المنطق أن يقتصر إبداعنا الموسيقي على جانب واحد وهو الأغنية.

مشاركة :