انطلقت في مركز دبي التجاري العالمي أمس الأول عروض باليه بحيرة البجع الأكروباتي، وهي إحدى الفعاليات المميزة لحدث مفاجآت صيف دبي، الذي تنظمه مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، إحدى مؤسسات دائرة السياحة والتسويق التجاري. وقدمت فرقة السيرك الصيني القومي العظيم عروضها وسط إقبال كبير من محبي الفنون الراقية في دبي لمشاهدة عرض باليه بحيرة البجع الأكروباتي العالمي، الذي يجمع بين الاستعراضات الراقصة وحركات السيرك البهلوانية والعروض الأكروباتية في وقت واحد. وعلى مدى ساعة تقريبا، أدت فرقة السيرك عرضها المبهر بكافة عناصره، سواء من حيث الحركات الاستعراضية أو من حيث التقنيات أو المؤثرات الضوئية والصوتية، لتمتع جمهور دبي، المكون من جنسيات مختلفة حول العالم. واستطاع حوالي 50 عارضاً أن يخطفوا أنظار الجمهور بلوحاتهم الفنية الفريدة، والتي استوحي بعضها من العادات والطقوس الصينية العريقة فيما واكب بعضها عروض السيرك الحديثة، أما القصة الرئيسية للعرض بحيرة البجع لتشايكوفسكي فقد نسجت وفق فن الباليه الكلاسيكي الراقي، قدمت قصة أوديت وحبيبها الأمير من زاوية صينية معدلة للقصة الأصلية الشهيرة. لوحات فنية راقصة وقد بدأ العرض بخروج أوديت بطلة العرض إلى المسرح وهي تتجول في الغابة، حيث فاجأها أحد السحرة ليحولها إلى بجعة بيضاء، ثم تتوالى الأحداث الدرامية على المسرح، وتلتقي أوديت بالأمير ويتبادلان الإعجاب، ويبدو ذلك واضحا من خلال رقصات كلاسيكية غاية في الرومانسية والتناغم أبدعها العارضان، ثم يحاول الأمير أن يخلصها من قوى الشر ولعنة الساحر، وينجح في مهمته مع نهاية العرض، وذلك في إشارة إلى حتمية انتصار الخير على الشر. وقد رافق الأمير ومحبوبته أوديت، بجعات بيضاء، هن عبارة عن 14 عارضة، قدمن حركات باليه تدل على مهارة وتدريب عاليين، وسهولة في الأداء، وبدت العارضات وكأنهن يمشين على عجلات لبراعتهن في تأدية استعراض الباليه الذي حاز على إعجاب العالم في كافة المناطق التي عرض فيها من قبل. القصة الرئيسية، بحيرة البجع، تخللها فقرات أخرى متعددة جمعت بين عروض السيرك والحركات البهلوانية والأكروباتية مثل فقرة القبعات الذهبية، والتي يؤديها 12 عارضاً يرتدون زياً عسكرياً أحمر، يقدمون فيه عرضاً عسكرياً راقصاً يعكس النظام والانضباط الذي يتمتع به العسكريون فضلاً عن اللياقة الجسدية العالية، والتناغم والتعاون في أداء الحركات. وفقرة الضفادع الكوميدية، وفقرة المهرج الهزيل الذي يحاول رفع الأثقال، وهي فقرة دفعت الجمهور للضحك المتواصل والتصفيق للمهرجين بعد انتهاء فقرتهما. كما شهد العرض فقرات متميزة من أبرزها فقرات الحركات البهلوانية على الحبال المعلقة في السقف والتي قدمت أكثر من مرة خلال العرض الواحد، وفقرة الحلقة المعلقة التي أدتها إحدى العارضات بكل براعة ومهارة، وفقرة الشمعدانات التقليدية، قدمتها إحدى العارضات بكل براعة وإتقان باستخدام 5 شمعدانات حملتها على رأسها وأطرافها بشكل متوازن واحترافية عالية. إلى ذلك، خطفت فقرة الصحون المعلقة على الأعواد الخشبية، وهي فقرة مستوحاة من التقاليد الصينية العريقة، الأضواء وأثارت علامات الاستفهام على ملامح الجمهور الذي عبر عن دهشته من الكيفية التي تستطيع بها العارضات من تقديم فقرتهن باستخدام 4 صحون وضعت على أعواد خشبية في كل يد، في حين تؤدي أجساد العارضات حركات بهلوانية، الأمر الذي يتطلب مهارة وتركيزاً عاليين، فضلاً عن صبر وحذر شديدين، وهي ملامح تميزت بها المرأة الصينية على مر العصور. إعجاب الجمهور الجمهور الذي استمتع بأداء العرض الجميل، عبر عن إعجابه بهذا العرض الفني المتميز، والذي جمع بين أكثر من فن راقص في وقت واحد، وامتنانه لاستضافة مثل هذه الفرق الفنية العالمية لتعرض إبداعاتها أمام جمهور دبي. وقالت دانا نامينوا، وهي كازاخستانية مقيمة في دبي، حضرت لمشاهدة العرض برفقة ابنتها جنى: لقد استمتعت بمشاهدة فرقة السيرك الصيني العظيم وهي تقدم إبداعاتها، إنه عرض فني متميز ومذهل، وما يميزه أكثر كونه يجمع بين عروض الباليه وعروض السيرك البهلوانية فضلاً عن تقديمه لبعض الفنون والطقوس الصينية القديمة ليظهرها إلى العالم، إنه خير سفير للتقاليد الصينية العريقة. وقالت ابنتها جنى: إنها المرة الأولى التي نسمع فيها عن هذه الفرقة الصينية، وقد أحببنا أن نشاهد عروضها، وبالفعل لقد وجدناها ممتعة وجميلة وتنم عن لياقة عالية من قبل العارضين.. لقد أذهلتني فقرة الشمعدانات، كما لفتت نظري فقرة العروض البهلوانية باستخدام الحبال المعلقة على الهواء. من جهة أخرى أكد الأصدقاء آلن ونيكولا وفيل وإيما، وهم بريطانيون مقيمون في دبي، سعادتهم بحضور هذا العرض العالمي وعناصره المتكاملة، وقالت إيما: إنه عرض ممتع، ومتميز ويقدم فناً راقياً مختلفاً عن غيره، لقد استمتعت بفقرات العرض كلها، لا سيما وأنني جئت برفقة الأصدقاء. وقالت نيكولا: لقد أحببت الأزياء التي يرتديها العارضون إنها جميلة وملفتة للنظر، كما أحببت فكرة العرض كله وخاصة رقصة القبعات التي تعتبر واحدة من الرقصات المبهرة، خاصة في طريقة التركيز على تقديم حركة واحدة متناسقة دون أي أخطاء. أما فيل فقالت: لقد سمعت عن هذه الفرقة في لندن، لكنني لم أشاهد عروضها من قبل، واليوم تمكنت من حضور عرضها في دبي، إنه أمر جميل وممتع.. أحببت العرض بكل تفاصيله، ولفتت نظري النساء العارضات الصينيات اللواتي يتميزن بالقوة والمهارة في الأداء. من جهته قال آلن: حضرنا خصيصاً لمتابعة عروض الفرقة الصينية ومشاهدة بحيرة البجع في نسختها الصينية المطورة، لقد أعجبتني طريقة التناول لهذه المسرحية العالمية، كما أعجبني البصمة الخاصة التي وضعها الصينيون على العرض، حيث قدم بعض طقوسه الصينية المستوحاة من التقاليد على هذا العرض، إنهم رائعون بالفعل. جدير بالذكر أن عرض باليه بحيرة البجع الأكروباتي يستمر اليوم السبت في مركز دبي التجاري العالمي، حيث يقدم عرضاً في الساعة 4 عصراً.