ألمانيا تحذر من انقسام أوروبا والمجر من التدفق والمفوضية لإعادة توطين المهاجرين

  • 9/5/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دفن الطفل السوري إيلان عبدالله شنو الكردي الذي قضى غرقاً خلال محاولته الفرار من الحرب، أمس الجمعة مع عائلته في مدينة كوباني السورية ذات الغالبية الكردية، لكن هذه المأساة التي تعتبر أقسى تعبير عن أزمة المهاجرين لم تضع حداً للتباينات بين الأوروبيين، في حين أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استعداد بلاده لاستقبال آلاف اللاجئين السوريين. وانتحب عبدالله كردي والد الطفلين، بينما كانت جثث ابنيه إيلان (3 أعوام) وغالب (خمسة أعوام) وأمهما ريحان (35 عاماً)، توارى الثرى في مقبرة الشهداء بمدينة كوباني السورية ذات الأغلبية الكردية، والتي تعرف أيضاً باسم عين العرب، وتقع بالقرب من حدود تركيا. وقال عبد الله للصحفيين عند معبر حدودي بينما كانت سيارات الإسعاف تنقل الجثث الثلاث من تركيا إلى سوريا أريد من الحكومات العربية، ليست الدول الأوروبية، أن ترى ما حدث لطفلي وأن تساعد الناس من أجلهما. وقال الصحفي الكردي مصطفى عبدي إنكوباني اعتبرتهم شهداء، ودفنوا في مقابر الشهداء. وأثارت صورة جثة الطفل إيلان البالغ الثالثة من العمر ممدداً على بطنه على رمال شاطئ بودروم جنوب غرب تركيا لدى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم على الصفحات الأولى للعديد من الصحف الأوروبية، صدمة حقيقية وموجة تأثر في العالم. ومن لشبونة قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حيال حجم الأزمة ومعاناة الناس، أعلن اليوم أننا سنبذل جهداً أكبر عبر استقبال آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين، علماً بأن بلاده لم تمنح اللجوء منذ مارس/آذار 2014 سوى ل219 سورياً. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير لدى وصوله إلى لوكسمبورغ لحضور اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إن التحدي الذي يواجهه الاتحاد الأوروبي في قضية هجرة هؤلاء اللاجئين الذين يزداد عددهم كل يوم هو أكثر أهمية من الأزمة اليونانية. ويتعرض الأوروبيون لمزيد من الضغوط لإظهار التضامن والتعاطف، واعتبر شتاينماير أنه لا يحق لأوروبا أن تنقسم في مواجهة تحد مماثل، إن تبادل الاتهامات لن يساعد في التحكم في المشكلة. ورأى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن التباينات داخل الاتحاد بين الشرق والغرب تكشف قارة ممزقة بين تبني التشدد لمواجهة التدفق الكبير للاجئين على حدودها الخارجية والدعوات إلى التضامن. وقال المسؤول الثاني في المفوضية الأوروبية فرانز تيمرمانز خلال زيارته جزيرة كوس اليونانية نعيش لحظة حقيقية في التاريخ الأوروبي. نستطيع أن ننجح معاً وموحدين، أو نفشل كل على طريقته داخل بلاده أو في جزره. وفي مواجهة هذه الأزمة غير المسبوقة، ستطرح المفوضية الأوروبية على الدول ال28 الأعضاء تقاسم عبء 120 ألف لاجئ وصلوا أخيراً إلى اليونان والمجر وإيطاليا. لكن الأمم المتحدة سارعت إلى اعتبار هذا الجهد غير كاف، وطلب المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس من الأوروبيين تقاسم استقبال 200 ألف شخص على الأقل. كذلك، اعتبرت ألمانيا التي ستتلقى عدداً قياسياً من طلبات اللجوء هذا العام يناهز 800 ألف، كما أكدت فرنسا أنه ينبغي توزيع اللاجئين داخل الاتحاد في شكل أفضل، وفي هذا السياق، تحدثت المستشارة إنغيلا ميركل عن نظام حصص ملزمة. في غضون ذلك، دعا رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس أوروبا لتعبئة كل قوتها للتعامل مع أزمة اللاجئين فيما قال رئيس وزراء المجر اليميني فيكتور أوربان للأوروبيين إنهم قد يصبحون أقلية في قارتهم. وقال جوتيريس إن الاتحاد الأوروبي يواجه لحظة فارقة وإن انقسام التكتل لن يصب سوى في مصلحة المهربين وتجار البشر. من جهتها، تعقد الدول الأربع الأكثر تردداً، أي المجر وجمهورية تشيكيا وسلوفاكيا وبولندا اجتماعاً في براغ لبلورة ردها. وفضلاً عن ذلك، يبحث رئيس المفوضية إمكان طلب تعويضات مالية لفترة غير محددة ولأسباب موضوعية من البلدان التي ترفض استقبال لاجئين على أراضيها، بحسب مصدر أوروبي. وسيدعو وزراء الخارجية الفرنسي والإيطالي والألماني في لوكسمبورغ إلى إعادة النظر في حق اللجوء الذي تجاوزه الزمن في رأيهم، إضافة إلى تقاسم عادل للمهاجرين داخل الاتحاد. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني لدى وصولها إلى لوكسمبورغ سنركز عملنا خصوصاً على دول المصدر والعبور. على صعيد آخر، قالت المنظمة الدولية للهجرة في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني إن ما بين 30 و40 مهاجراً غرقوا في البحر المتوسط، بعد أن فرغ الهواء من قارب مطاطي كان يحمل ما بين 120 و140 صومالياً وسودانياً ونيجيرياً ما أثار حالة من الذعر بين المهاجرين. وقال المتحدث باسم المنظمة فلافيو دي جياكومو في البيان إن المهاجرين انطلقوا من مصراتة في ليبيا لكن بعد ست أو سبع ساعات بدأ الهواء يفرغ من القارب المطاطي وسقط بعض الناس في المياه، وأضاف المتحدث أن 91 نجوا. (وكالات) اللاجئون الذين عُثر عليهم في شاحنة توفوا في المجر أظهرت النتائج الأولية للتحقيق في حادثة وفاة ال71 لاجئا والذين تم العثور عليهم الأسبوع الماضي في شاحنة على جانب الطريق في النمسا، أمس الجمعة أنهم توفوا في وقت سابق من رحلتهم في المجر.. وقال قائد الشرطة المحلية هانز بيتر ديسكوزيل :نحن نفترض أن الاختناق حدث في غضون مدة زمنية قصيرة. ويقدر ديسكوزيل أن 59 رجلاً وثماني سيدات وأربعة أطفال لقوا حتفهم في غضون نصف ساعة. وتشير التحقيقات إلى أن الشاحنة الثلاجة غادرت بودابست يوم الأربعاء قبل الماضي وأغلقت بإحكام مع نظام تبريد غير متصل. وأشارت الأدلة أن اتهامات القتل ضد الأشخاص المتهمين بوضع المهاجرين في الشاحنة ستنتقل الآن إلى المجر. (د ب أ)

مشاركة :