بعد حملة توقيفات طالت ناشطين، من مختلف المحافظات السورية الخاضعة لسلطة النظام، بدأ الإعلان الترويجي الأول، لترشح رئيس النظام السوري بشار الأسد، للانتخابات الرئاسية، والتي من المتوقع إجراؤها، الصيف القادم. وفي التفاصيل، أقيمت ندوة في محافظة طرطوس، الخميس، بعنوان: "الأسد خيارُنا" تحدّث فيها، ضبّاط رفيعو الرتبة في جيش النظام، ومسؤولو الصف الأول من "حزب البعث" في المحافظة، والذي يكون الأسد أمينه العام."الفعالية الجماهيرية الكبرى" وتحدث في الندوة التي أقامتها ما تعرف برابطة خريجي العلوم السياسية، اللواء حسن حسن، مدير الإدارة السياسية في جيش النظام، ومدير أوقاف محافظة طرطوس، عبد الله، ابن وزير أوقاف النظام السوري، عبد الستار السيد.وعقدت الندوة التي جاءت هي الأخرى تحت عنوان أكبر حمل اسم "الفعالية الجماهيرية الكبرى"، تأكيداً و"تأييداً لترشح الرئيس بشار الأسد، للاستحقاق الدستوري، لانتخابات رئاسة الجمهورية" بحسب الشعار الذي رفعه المنظمون، وكرّره المتحدثون.بحضور رئيس اتحاد الصحفيين واستخدمت زيارات الأسد الأخيرة، إلى المنطقة الساحلية، بعيد الحرائق التي ضربتها في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كمادة ترويجية لتقديم الأسد الجديد. وبحسب فيلم عرض في الندوة، فقد أعيد بث مقطع مصور له، وهو يشارك بحملة تشجير في طرطوس، كما عرض مقطع من زيارته لعدة مناطق "مطهرة من الإرهاب" بحسب وصف الترويج "الرسمي" المرافق والمطبوع للحملة، لترشيح رئيس النظام لإعادة انتخاب نفسه، من جديد. وشارك رئيس اتحاد الصحفيين التابع للنظام، بحملة ترشيح الأسد للرئاسة. ونقلت وسائل إعلام موالية للنظام، عن موسى عبد النور، تصريحات تصور "قائد الوطن" كيف كان يجابه "إمبراطوريات الإعلام في العالم" معلناً، من طرفه، انتصار رئيس النظام عليها. وجاءت مشاركة رئيس اتحاد الصحافيين، بحملة ترشيح الأسد، بعد حملة توقيفات واسعة، اعتقلت فيها أجهزة الأمن، عددا كبيرا من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، كان من بينهم الإعلامية والمذيعة في فضائية النظام، هالة الجرف.اعتقالات بالجملة لناشطين على وسائل التواصل وأقرت داخلية الأسد، السبت الماضي، باعتقال ثمانية ناشطين، فيما العدد الحقيقي للمعتقلين، أكبر من المعلن عنه، بحسب مصادر لـ"العربية.نت" الأربعاء. وجاءت الاعتقالات على خلفية الانتقادات التي وجهها ناشطون موالون للنظام على وسائل التواصل الاجتماعي، لتفشي الفساد في عدد من مؤسساته، اتهم فيها، عدد كبير من مسؤولي الأسد بالفساد، وعلى رأسهم، مستشارته، بثينة شعبان. وكان الأسد يسعى لاستعمال ورقة مكافحة الفساد، بحسب مشورة مقربين منه، لتكون فاتحة ترشحه للرئاسة، إلا أن الفساد المستشري في البلاد، وصل "إلى الذقن" بحسب قول معارض سوري، فتحولت تلك الورقة ضده، وعوضاً من أن تصوّر الأسد "بطلاً يكافح للفساد" جعلته، سبباً فيه، فقام بقمع الحملة على الفور، واعتقال غالبية الناشطين على مواقع التواصل "صدّقوا" توجه حكومة النظام، لاستئصال الفساد."بالدم" مع الأسد وإثر حملة ترهيب بحق ناشطين، وصفها عارفون بالشأن السوري، بغير المسبوقة، استعملت فيها كلمات "خارجة" وتعتبر من المحظورات في جميع طبعات وإصدارات قوانين المطبوعات السورية، جاء الإعلان، عن أول ترويج للأسد، للرئاسة، وبحضور النائب العام لمحافظة طرطوس، ومسؤولي "حزب البعث" فيها. ورافق الترويج لإعادة تنصيب الأسد، رئيساً، مطبوعات بدأت بالانتشار على وسائل التواصل الاجتماعي، حمل بعضها، شعار: "بالدم، معك، سوريا 2021". في الأثناء، حذر يونس سليمان، الناشط على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي اعتقلته السلطات الأمنية أواخر الشهر الماضي، إثر نشر صفحته الفيسبوكية "مواطنون مع وقف التنفيذ" تدوينات تتهم مسؤولين كبارا في نظام الأسد، بالفساد، من مخاطر انتشار كورونا، بسبب اكتظاظ سجون النظام.ناشط مفرج عنه: "لا قيمة للبشر" وقال سليمان، في تدوينة له نشرت على "مواطنون مع وقف التنفيذ"، الخميس: "نعلم، البشرُ ليس لهم قيمة، في بلادي". وكانت قوى وتيارات سورية معارضة عربية وكردية وشخصيات مستقلة، قد أطلقت، في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، حملة لإجهاض ترشح الأسد للانتخابات الرئاسية، حملت اسم "لا شرعية للأسد وانتخاباته". وصرّح بعض منظمي الحملة، لـ"العربية.نت" في وقت سابق من الشهر الماضي، بأن من أهدافها، إحباط جهود الأسد، لإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية، على أساس أن ترشيح الأسد نفسه، للرئاسة، يتعارض مع إرادة غالبية السوريين، ويتعارض مع الإرادة الدولية والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن، والمتعلقة بحل الأزمة السورية، وعلى رأسها القرار 2254.
مشاركة :