أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالمحسن القاسم، المسلمين بتقوى الله والتمسك بالعروة الوثقى. وقال "القاسم": امتن الله جل وعلا على البشرية بإرسال نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - نبياً ورسولاً قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) جمع له في رسالته بين البشارة والنذارة. وبيّن أن الله تعالى أعطى أكمل النعوت للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال جل من القائل (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ). وأضاف: النبي - صلى الله عليه وسلم - خاف على أمته الرياء وهو الشرك الأصغر فقال - عليه أفضل الصلاة والسلام: إنَّ أخْوَفَ ما أخافُ عليكم الشِّركُ الأصْغَرُ، قالوا: وما الشِّركُ الأصْغَرُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: الرِّياءُ .كما خاف على أمته من زهرة الحياة الدنيا، ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري، قال: جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر وجلسنا حوله فقال: إن مما أخاف عليكم من بعدي ما يُفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها، وحذر - صلى الله عليه وسلم - أمته من الذنوب كما حذر منها الله - جل وعلا- القائل في محكم التنزيل (وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ) . وأردف "القاسم": النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ناصحاً لأمته مشفقاً عليها عَنْ أَبِي نَجِيحٍ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: "وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَوْعِظَةً وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا، قَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.
مشاركة :