بعد عام ونصف من الغياب وانقطاع استطلاعات الرأي العام حول ليبيا، قام الروسي مكسيم شوجالي بالعودة إلى الواجهة السياسية بدراسة سياسية واجتماعية حول ليبيا، وبالتحديد عن الحوار السياسي الليبي الذي انطلق في شهر نوفمبر من السنة الماضية والذي احتضنته تونس. وطبقا لوسائل الإعلام الليبية أشارت إلى قيام شوجالي بناء على طلب العديد من المواطنين الليبيين مواصلة إجراء أبحاث عن ليبيا، بمن فيهم أولئك الذين التقى بهم في معيتيقة، وحرصه ورغبته على مشاركة الشعب الليبي للأمور الرئيسية التي حصل عليها في سياق استطلاع الرأي العام في البلاد، تناول عالم الإجتماع الروسي موضوع الحوار السياسي الليبي الذي تدور أحداثه الآن في جنيف السويسرية باشراف من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. وطبقا للتقارير الإعلامية أنه أثناء الدراسة، تم سؤال 5300 من سكان ليبيا، وتم بناء العينة على أساس الحصص: الجنس والعمر ومكان الإقامة. وأفاد بأن منهجية أخذ العينات والبحث تستوفي جميع المتطلبات القياسية لاستطلاعات الرأي العام التنبؤية.وأشار إلى أن مواطني ليبيا مقتنعون بأن جميع الأسئلة المتعلقة بمستقبل بلدهم يجب حلها على أراضي ليبيا. حيث يعتقد 7.6٪ فقط من سكان البلاد من بين أكثر من 5000 مستجيب أن شخصا ما له الحق في إجراء الحوار الليبي خارج أراضي ليبيا. الغالبية العظمى من المواطنين الليبيين 74.2٪ اختاروا طرابلس أو سرت أو بنغازي كمنصة للحوار، وليس جنيف أو تونس بأي شكل. ولفتت الدراسة انتباه مكسيم إلى أنه وبعد أحداث 2011، أصبح لدى الليبيين عمومًا قدر كبير من عدم الثقة تجاه مختلف المؤسسات الأجنبية والدولية. ومع ذلك، تُظهر أن الأمم المتحدة موثوق بها بنسبة 20.5 ٪، بحصص متساوية تقريبًا في كل من شرق البلاد وغربها. وفي الوقت نفسه، لا يثق ما يقرب من 40٪ (39.3٪) من المواطنين الليبيين بالإجراءات المتخذة في البلاد من قبل الأمم المتحدة خلال العام الماضي. فلدى ثلث المواطنين الليبيين (33.5٪) وجهة نظر سلبية بشكل عام حول ملتقى الحوار السياسي الذي تنظمه الأمم المتحدة، وأقل قليلًا (30.7٪) إيجابيون بشكل عام.أكثر من نصف الذين أجابوا من الليبيين (55.2٪) يعرفون أن ستيفاني ويليامز هي الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا. وهذا يتحدث عن موقعها النشط للغاية. وأن ما يقرب من نصف أولئك الذين يعرفون شيئًا عن عمل ستيفاني ويليامز لديهم موقف إيجابي تجاه عملها (29.4٪ من جميع المجيبين).يُشير شوجالي في الدراسة الى أنه هناك انعدام ثقة كبير من قبل المجتمع الليبي تجاه مندوبي ملتقى الحوار. ويعلل ذلك بأن الليبيين يرغبون في أن تكون إجراءات ملتقى الحوار السياسي أكثر انفتاحًا وأن تكون قواعد اختيار المندوبين واختيار المتقدمين للمناصب في الحكومة والمجلس الرئاسي أكثر شفافية.ويضيف، نصف المواطنين الليبيين (49.0٪) لا يعرفون من يمثل مصالحهم في ملتقى الحوار السياسي الليبي، و46.5٪ لا يعرفون من هو المنافس على المناصب العليا في البلاد، بينما أكثر من 40٪ (40.8٪) لا يثق برئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في المشاركة في اختيار حكومة جديدة لليبيا. كما أن غالبية المواطنين الليبيين، في كل من شرق البلاد وغربها، في المتوسط 60.4٪ لديهم موقف سلبي تجاه وجود عدد كبير من ممثلي الإخوان في ملتقى الحوار.وتوصلت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن: 25.2٪ من الليبيين يثقون عمومًا بقرارات ملتقى الحوار، و52.6٪ من الليبيين لا يثقون بهذه القرارات. 43.1٪ من الليبيين في الشرق والغرب يخشون من أنه بعد أي قرارات من ملتقى الحوار السياسي الليبي، من الممكن أن تتجدد الأعمال العدائية في البلاد.
مشاركة :