واشنطن - عرض الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون اليوم الخميس التوسط شخصيا بين واشنطن وطهران لحل أزمة الملف النووي الإيراني، لكنه شدد في المقابل على ضرورة أن مشاركة كل من السعودية وإسرائيل بطريقة أو بأخرى في نهاية الأمر باعتبار أن الأنشطة الإيرانية تشكل خطرا لكليهما، معلنا ترحيبه باستعداد الولايات المتحدة للتواصل مع إيران.وقال ماكرون في مؤتمر عبر الفيديو من باريس لمركز أبحاث المجلس الأطلسي ومقره واشنطن "نحن بحاجة ماسة لأن ننجز بالفعل مرحلة جديدة من التفاوض مع إيران... سأقوم بكل ما في وسعي لدعم أي مبادرة من جانب الولايات المتحدة للانخراط مجددا في حوار، وسأكون هنا. أسعى لأن أكون وسيطا نزيها وملتزما في هذا الحوار".ومن المتوقع بحسب ما ذكرت مصادر دبلوماسية غربية، أن يقوم ماكرون في منتصف الشهر الحالي بزيارة إلى السعودية يلتقي خلالها بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لبحث ملفات دولية وإقليمية تشمل الملف النووي الإيراني والأزمة اللبنانية.والزيارة المرتقبة قد تشمل أيضا بحث سبل تعزيز التعاون العسكري مع المملكة خاصة مع المتغيرات الأخيرة التي طرأت مع تولي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الرئاسة وبدء إدارته في مراجعة السياسات الخارجية التي انتهجها سلفه دونالد ترامب.وقد أعلنت واشنطن إنهاء الدعم العسكري للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وهو قرار ينطوي على مخاطر ويتيح للمتمردين الحوثيين تعزيز نفوذهم كما يلقي بظلاله على جهود مكافحة الإرهاب والتطرف.وسبق لماكرون أن دعا الأسبوع الماضي إلى ضم السعودية لاتفاق الدول الكبرى مع طهران بشأن برنامجها النووي. وقال إن "التفاوض مع إيران سيكون متشددا جدا وسيُطلب منها ضم شركائنا في المنطقة إلى الاتفاق النووي ومن ضمنهم السعودية"، مؤكدا ضرورة "عدم ارتكاب خطأ 2015 عندما استبعد الاتفاق النووي القوى الإقليمية".لكن إيران رفضت دعوة ماكرون، متذرعة بأن الاتفاق "متعدد الأطراف وقد جرت المصادقة عليه عبر القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وعليه فإنه غير قابل للتفاوض من جديد إطلاقا كما أن أطرافه محددون ولا يمكن تغييرهم".ويرجح أيضا أن يطلع ماكرون من القيادة السعودية على الهواجس الامنية والخطر الذي تشكله أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة ومنها دعم وتسليح الحوثيين وتأثيرها السلبي الذي يفاقم أزمة لبنان عبر دعمها لحزب الله.وفي المقابل قد يطلب الرئيس الفرنسي من الرياض المساعدة في دفع مبادرته لحل الازمة في لبنان، حيث يشكل الدعم السعودي الذي تراجع في السنوات الأخيرة بسبب أنشطة حزب الله، عاملا مهما في تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية والسياسية.
مشاركة :